قاد سيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أربع ساعات من الخفجي لداخل السعودية
محمد بن فهد... مواقف بطولية أثناء الغزو










- كان في استقبال الشرعية الكويتية وأفواج المواطنين لتيسير أمورهم واحتياجاتهم
فيما أعلن الديوان الملكي السعودي، أمس الثلاثاء، وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، استذكر الكويتيون مواقف الراحل البطولية خلال أحداث الغزو العراقي الغاشم.
ويستذكر الكويتيون أن الأمير الراحل كان متواجداً منذ لحظة الغزو العراقي الغاشم في محافظة الخفجي المحاذية للحدود الكويتية - السعودية، مستقبلاً الشرعية الكويتية، وعمل لدى استقباله أفواج الشعب الكويتي في المنطقة الشرقية على تيسير أمورهم وتوفير جميع الإمكانات وكان يتابع شخصياً جميع أمورهم دون كلل أو ملل حتى تحرير الكويت وعودة الشعب الكويتي الى أحضان الوطن.
ويروي الراحل، الذي سيُصلَّى عليه اليوم الأربعاء، بعد صلاة العصر، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، تفاصيل الواقعة البطولية، قائلاً «اتصل بي مولاي خادم الحرمين الشريفين وطلب مني أن أتصل بسمو أمير الكويت (الشيخ جابر الأحمد) وأقنعه بالقدوم إلى الدمام، بحكم وجود منطقة حدودية قريبة من مسرح الأحداث».
وأضاف: «تحركنا مع سمو الأمير، وأنا كنت أقود السيارة بنفسي وكان الوضع صعباً، لأنه قبلها بليلة لم أنم طيلة 24 ساعة، وطوال الأربع ساعات من قيادة السيارة لم يكن هناك مجال للحديث سوى استغراب واستنكار ما حدث، حاولت أن أبدأ في الحديث لكن الإجابات كانت محددة والإنسان يُقدّر هذه الأمور».
وكان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، قد منح الفقيد «وسام الكويت من الطبقة الممتازة» بعد التحرير تقديراً لمواقفه المشرفة في أثناء الغزو، وخاطبه قائلاً إن الوسام يأتي «تقديراً للدور الذي قمت فيه، وسهّلت أمور إخوانك المواطنين الكويتيين بين الحدود الكويتية - السعودية»، ليجيب الأمير محمد بن فهد «هذا شرف كبير أعتز به، وأشعر في هذا اليوم أن البلدين بلد واحد والقلوب متفاهمة بالحب والإخلاص بين الشعبين الكويتي والسعودي».
وكان الأمير خالد بن سلطان الذي قاد العمليات المشتركة في حرب تحرير الكويت روى في كتابه «مقاتل من الصحراء»، تفاصيل انتقال الشيخ جابر، رحمه الله، إلى السعودية، قائلاً «في يوم الغزو المشؤوم، كان ابن عمي وصديقي الحميم الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية في المملكة، مسؤولاً بطريقة مباشرة عن تأمين سلامة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وطبقاً لما رواه لي في ما بعد، فقد ذهب بنفسه إلى الخفجي بناء على تعليمات خادم الحرمين الشريفين، ليكون في رفقة الشيخ جابر في سيارة كان يقودها بنفسه، أقلتهما إلى داخل المملكة».
وتحدث عن التفاصيل، بالقول: «علم الأمير محمد بالغزو العراقي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني من أغسطس، وفي السادسة والنصف من صباح ذلك اليوم، تلقى مكالمة من أحد ضباط مركز الحدود السعودي شمال مدينة الخفجي، يخبره أن أمير الكويت موجود في المركز ويرغب في التحدث إليه، ما أدهش الأمير محمد. ولكن اتضح له بعد قليل أن الشيخ جابر يود الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. واتصل الملك هاتفياً بالأمير محمد وأصدر إليه تعليماته بأن يعرض على أمير الكويت أن يتوجه جنوباً إلى الدمام، حيث يمكن ضمان أمنه وسلامته، فلم يكن من الحكمة أن يبقى في منطقة الحدود التي يمكن أن يجتاحها العراقيون في أي لحظة».
وتابع: «قام الأمير محمد بمعاودة الاتصال بأمير الكويت، وظل يحاول إقناعه على مدى ساعتين بمغادرة الحدود، أو الانتقال على الأقل إلى قصر الإمارة في الخفجي حتى يكون في وضع أكثر أمناً. وأخيراً وفي الرابعة بعد الظهر، اقتنع أمير الكويت بضرورة مغادرة المكان، وانطلقا نحو الدمام في سيارة قادها الأمير محمد وإلى جانبه أمير الكويت».
الراحل في سطور
ولد الأمير الراحل محمد بن فهد، في العام 1950 بمدينة الرياض، وهو الابن الثاني من أبناء الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
التحق بجامعة كاليفورنيا –سانتا باربرا– حيث حصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية. كان أول منصب حكومي يتقلده هو منصب مساعد نائب وزير الداخلية، وعمل في هذا المنصب حتى عُيِّن في 1985 أميراً للمنطقة الشرقية.