يستعد لطلب إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين سودانيين

المدعي العام لـ«الجنائية الدولية»: «جحيم» حرب دارفور الأهلية يتكرّر بعد 20 عاماً

صورة تعود إلى يناير 2024 تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
صورة تعود إلى يناير 2024 تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
تصغير
تكبير

أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أنّ جيلاً جديداً من السودانيين يعاني «الجحيم» نفسه في دارفور، كما حدث خلال الحرب الأهلية في أوائل القرن الحالي، وذلك بينما يستعد لطلب إصدار مذكرات توقيف.

وقال خان الذي يستعرض الوضع في السودان كلّ ستة أشهر أمام مجلس الأمن، الإثنين، «من الواضح بالنسبة إلى مكتبي (...) أنّه بينما نتحدث، يتم ارتكاب جرائم دولية في دارفور».

وأوضح أنّ «هذا ليس تقييماً مبنياً على معلومات غير مؤكدة. إنّه تحليل مفصّل أجراه مكتبي، بناء على أدلّة ومعلومات تمّ جمعها والتحقّق منها».

وفي السياق، أضاف «يمكنني أن أؤكد اليوم أنّ مكتبي يتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف في ما يتعلّق بالجرائم، التي نعتقد أنّها تُرتكب وارتُكبت في غرب دارفور».

وفيما تطرّق المدعي العام إلى المجاعة واستهداف الأطفال واغتصاب الفتيات والنساء، أشار إلى أنّه منذ تقريره الأخير الصادر قبل ستة أشهر، انزلقت البلاد، التي تشهد حرباً منذ أبريل العام 2023، في «المعاناة والبؤس» بشكل أكبر.

وتابع أنّ هذه المعاناة «تعكس» تلك التي أدّت إلى إحالة هذه القضية من قبل مجلس الأمن على المحكمة قبل 20 عاماً، مشيراً إلى «النماذج الإجرامية» نفسها و«المجموعات المستهدفة نفسها». وأكد أنّ «جيلاً جديداً يعاني الجحيم نفسه الذي عانت منه أجيال في دارفور»، معرباً عن أسفه لهذا الارتباط «المأسوي الذي يمكن تجنّبه» بين الماضي والحاضر.

وفي 2023، فتحت المحكمة الجنائية تحقيقاً جديداً في جرائم حرب في هذه المنطقة المتضرّرة أيضاً من النزاع الجديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي بدأ قبل عامين تقريباً.

وكان مجلس الأمن أحال عام 2005 القضية المتعلّقة بالحرب الأهلية التي خلّفت نحو 300 ألف قتيل في بداية القرن الحالي.

وحذّر كريم خان من أنّه «بعد 20 عاماً، وفي غياب تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن القاضي، نرى خطر زعزعة استقرار دارفور، ومزيداً من المعاناة بالنسبة إلى السكان».

ولم يتمّ إلقاء القبض على العديد من الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال من قبل المحكمة، كما لم يتم تسليمهم إلى المحكمة، بما في ذلك الرئيس السابق عمر البشير.

وقال المدعي العام، إنّ مكتبه يعتقد أنّه يعرف مكان وجود أحمد هارون، الوزير السابق المطلوب منذ 2007 بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب، موضحاً أنّه أبلغ السودان بهذا الشأن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي