استعرض «قصص النواخذة» و«الطريق إلى كراتشي» في المعهد الفرنسي
هيثم بودي: الترجمة... جسر بين الثقافات



- العالم لا يعرف أننا كنا في يوم من الأيام حلقة وصل بين الشرق والغرب
- الكثير من الرحالة سلكوا الطريق من ڤينيسيا إلى الكويت ثم ركبوا السفن إلى الهند
قال الروائي هيثم بودي، إن الترجمة تعتبر الجسر بين الثقافات، فهي ليست مجرد عملية لغوية، بل تمثل فرصة للتفاعل الفكري والفني.
كلام بودي، جاء خلال استضافته أمس، في المعهد الفرنسي بالجابرية، ضمن فعالية «ليالي القراءة» التي ينظمها المعهد، حيث تمت مناقشة روايتين له هما، «قصص النواخذة» و«الطريق إلى كراتشي» واللتان تُرجمتا إلى اللغة الفرنسية من قِبل الدكتور جوليان سيبيلو.
وأضاف بودي، قائلاً: «كان لديّ رغبة منذ زمن بأن يسمع العالم قصصنا»، لافتاً إلى أن «العالم لا يعرف أننا كنا في يوم من الأيام حلقة وصل بين الشرق والغرب، وأننا رسمنا خط كويت - حلب الذي يصل إلى ڤينيسيا (البندقية)، وأن المنتجات كانت تأتي من الهند عن طريق الكويت، ومن الكويت تعبر إلى حلب، ومن حلب إلى ڤينيسيا»، مبيناً أن الكثير من الرحالة ذكروا الكويت في كتبهم ومذكراتهم، لأنهم سلكوا الطريق من ڤينيسيا إلى الكويت ثم ركبوا سفن الكويت إلى الهند، «فالكويت كانت رابطاً مهماً بين هذه الدول».
وعن رأيه في ترجمة الأعمال الأدبية إلى لغات أخرى، أكد أنه أمر يجتاز نقل الكلمات، ليعكس تفاعل الثقافات وتوسيع آفاق الأدب العربي.
وفي ما يتعلق بجديده الأدبي، كشف بودي، عن رواية بعنوان «الطريق إلى باريس»، موضحاً أن الرواية ترصد حلقة وصل جديدة بين ثقافتين، ومقرر أن يترجمها الدكتور سيبيلو إلى الفرنسية.
ومضى يقول: «هي قصة حقيقية ومؤثرة حدثت في العام 1914 خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وتسرد حكاية تاجر شاب كويتي يبيع اللؤلؤ، فأراد أن يبيعه في باريس، وخلال ذلك حدثت قصة حب بينه وبين ابنة تاجر مجوهرات فرنسي شهير، لتنهيها الحرب العالمية الأولى بإعدام بطلة الرواية لاتهامها بالجاسوسية للألمان».
«فعالية شهرية»
لم يُخف مستشار التعاون والعمل الثقافي ومدير المعهد الفرنسي في الكويت بنوا كاتالا، فرحته العارمة بتنظيم فعالية «ليالي القراءة» السنوية في المعهد، مؤكداً أنها في هذه السنة حملت عنوان «التراث».
وذكر كاتالا، أن الفعالية ستقام شهرياً، لتستضيف مؤلفين كويتيين ترجمت أعمالهم إلى الفرنسية أو مؤلفين فرنسيين ترجمت أعمالهم إلى العربية، ويعيشون في الكويت.
«شغف الثقافة الكويتية»
أعرب أستاذ الترجمة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس الدكتور جوليان سيبيلو، عن سعادته بأن يقدم للجمهور ترجمتين لعملين لهيثم بودي وهما «قصص النواخذة»، و«الطريق إلى كراتشي»، مُلمحاً إلى أنه شغوف بالثقافة الكويتية والتراث البحري بالتحديد.
وأكد على أنه تعلم مصطلحات جديدة من اللهجة الكويتية الخاصة بالبيئة البحرية، متمنياً أن يستمر في الترجمة على هذه الوتيرة، لكي يستفيد الجمهور الفرنسي من القراء الشغوفين بمعرفة التراث من الثقافة الكويتية المترجمة إلى الفرنسية.