قمة الشباب الخليجي... حكاية طاقة وشغف

أسرار الأنصاري
أسرار الأنصاري
تصغير
تكبير

حين تجتمع الأفكار الناضجة مع الأحلام الشابة، يولد مستقبلٌ يليق بعظمة الطموح، لاسيما وإن دارت حول هذا المستقبل «حوارات ورؤى جديدة».

فهل شعرت يوماً بأنك قد دخلت بوسط موجة حيّة من الشغف، يشعّ كل شخص فيها بطريقته الخاصة؟

كانت «قمة الشباب الخليجي» هي الموجة.

والشغف، كل الشغف، كان الشباب الخليجي المشارك فيها.

كانت الطاقة والحيوية تكاد تُرى، تتدفق بين الأروقة، في الوجوه المتحمسة والنقاشات المفعمة بالأمل. وكان اختيار مشيرب خطوة رمزية ذكية جداً تُبرز كيف يمكن للهوية الخليجية أن تكون منطلقاً للإبداع والتطوير، وشهادة على قدرة الأماكن أن تكون شريكاً في الإلهام. فمشيرب لم يكن مجرد حاضن للقمة، بل رسالة بصرية ومعمارية تعبر عن القيم التي نؤمن بها كخليجيين: الاستدامة، الوحدة، والاعتزاز بالجذور.

وما يجعل هذه القمة استثنائية، ليس فقط قوة وتنوع الموضوعات التي تناولتها؛ من التطور التقني إلى مستقبل الصحة، ومن الحياة المستدامة إلى تعزيز الهوية الخليجية، ومن العلاقات الدولية إلى التنمية الاقتصادية، بل الروح التي جمعت 100 شاب وشابة خليجيين.

كنت أشاهد أمامي شباباً وشابات بفكرٍ مستنير وحماس متقد يتبادلون الأفكار كما لو كانوا يبنون جسوراً من التعاون تمتد بين حدود دولنا وتحمل في طياتها مشاريع ومبادرات بمثابة البذور لتكامل خليجي حقيقي وتنمية مستدامة تشمل الجميع.

وتيقنت تماماً وأنا أستمع إلى أطروحاتهم أن هؤلاء الشباب كانوا مدركين جيداً بأن هذه القمة لم تكن مكاناً للنقاش فحسب، بل مساحة لصنع التغيير وإعادة صياغة الواقع وتقديم حلول مبتكرة تتماشى مع هويتنا الثقافية وطموحاتنا الإقليمية.

غادرت القمة وأنا أحمل في داخلي يقيناً عميقاً بأن الشباب هم أعظم استثمار يمكن أن تقدمه أي أمة لنفسها. وأي حلم، مهما كان كبيراً، يمكن أن يتحقق إذا جمع الشباب طاقاتهم، ووحدوا رؤاهم.

لأن المستقبل ليس شيئاً ننتظره، بل شيئاً نصنعه بأيدينا. وقوتنا كخليجيين تكمن في اتحادنا، وأحلامنا الكبيرة يمكن أن تتحقق عندما نعمل معاً، لا بمعزل، لتحقيقها.

شكراً مركز مناظرات قطر على جهودكم الكبيرة في صنع هذه التجربة الفريدة، وشكراً لكل من ساهم في تحويل هذه القمة إلى منصة تلهم وتزرع الأمل في قلوب الشباب الخليجي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي