خلال أمسية ثقافية لمناقشة روايتها الجديدة في «رابطة الأدباء الكويتيين»

ثريا البقصمي: «تفاحة في هودج» عن سوق الرقيق... في مطلع القرن العشرين

تصغير
تكبير

«تفاحة في هودج»، عن سوق الرقيق وبشاعة الحروب والعلاقات الإنسانية...

هذا مضمون الرواية التي ألّفتها الكاتبة والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، واحتضنتها «رابطة الأدباء الكويتيين» لمناقشتها، أمس، في أمسية حوارية أدارتها الإعلامية والكاتبة جميلة سيد علي، بحضور عدد من المثقفين والدبلوماسيين، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية.

وأضاءت الأمسية على نقاط ومحاور عدة، منها الأسلوب الأدبي المشوّق والسلس الذي استخدمته البقصمي في سرد الأحداث، ما جعل القارئ يتفاعل مع الشخوص بشكل عميق، كما تمت مناقشة الرموز والدلالات في الرواية.

وأوضحت البقصمي في مستهل حديثها مسمى الرواية «تفاحة في هودج»، مؤكدة أن «البعض يعتقد بأنه عنوان غريب ولكنه ليس كذلك، فالرواية تدور حول حياة فتاتين توأم تم استرقاقهما، وبيعهما في سوق الرقيق وكانتا متشابهتين جداً مثل التفاحة التي قسمت إلى نصفين».

وأضافت البقصمي أن «قصة الرواية حدثت في بدايات القرن العشرين في الكويت، حين كانت وسائل المواصلات وقتذاك هي الجِمال، والعربات والخيول، إذ يتم نقلهن إلى سوق الرقيق في هودج مغطى، نظراً لأن تاجر الرقيق كان معجباً ببياضهن، ويخاف أن تؤثر أشعة الشمس على هذا البياض».

ولفتت إلى أنها طرحت ملابسات وأسباب كتابة هذه الرواية «لكونها واقعية نوعاً ما، إذ كانت بداية خطوط الرواية عبر قصة حكتها لي والدتي في طفولتي عن جيرانها، حيث كان صاحب البيت ورب العائلة اشترى فتاة مسترقة من السوق، وكانت جميلة جداً، ووصفتها لي والدتي بتفاصيل دقيقة جداً، وظلت حكايتها موجودة في داخلي حتى تعرفت على المصدر الأصلي لهذه الرواية، وهي سيدة تعيش في الكويت، وتربطها صلة قرابة بأبطال الرواية، وتعرف حذافير الحكاية كلها، وقامت بروايتها لي، ثم قمت بالاطلاع على كتاب ألّفه الدكتور هشام العوضي بعنوان (تاريخ العبيد في الخليج العربي)، والمعلومات الموجودة في الكتاب كانت بمثابة مفاتيح جميلة استعنت بها في كتابة روايتي».

وعرجت البقصمي خلال الأمسية الحوارية على تطرقها في الرواية إلى بشاعة الحروب التي تدمر الشعوب وتفرق الناس وتقضي على كل ما هو جميل، وحضاري.

وأضافت «كنت في الرواية حريصة جداً على أن أتطرق إلى العلاقات الإنسانية في حياة البشر، ومعاناة الرجل متعدد الزوجات، الذي كان يصارع من أجل إرضاء الجميع».

وذكرت أنها لم تستطع أن تنسى أنها فنانة ورسامة، «فكنت أرسم الأشخاص والأماكن وألوّنهم»، مبينة أنها لا تهتم كثيراً في تفاصيل الأمكنة بقدر ما تهتم بتفاصيل الإنسان نفسه، أو الشخوص التي تتناولها.

وختمت البقصمي حديثها بالقول: «سبب سعادتي في هذه الرواية أنني للمرة الأولى أقدم عملاً أدبياً لا يخصّني بشكل مباشر أو قريب، فأنا كنت المتفرج، والحكاء، ومَنْ أصنع المشاهد، فحاولت قدر المستطاع ألا أكون شخصية وسط الشخوص الذين رسمتهم، ولعلّ هذه الرواية منحتني الكثير من السعادة في كتابتها، وكذلك منحتني الطموح لترجمتها إلى لغات أخرى».

وفي ختام الأمسية الحوارية، كرّمت رابطة الأدباء الكويتيين ممثلة بأمين صندوقها الشاعر سعد الأحمد، كلاً من الكاتبة والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، بالإضافة إلى الإعلامية والكاتبة جميلة سيد علي، بشهادة تقدير ودرع تذكارية.

«قراءة مدهشة»

أعربت الإعلامية والكاتبة جميلة سيد علي، عن سعادتها بمحاورة الأديبة الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، عن روايتها الأخيرة «تفاحة في هودج». وتابعت قائلة: «الرواية أدهشتني عند قراءتها، فقد تضمنت موضوعاً يكاد يكون مسكوتاً عنه إلى درجة كبيرة، ولكن ليس هذا هو المهم فقط، بل لأنها تناولته بأسلوب وتعبيرات إنسانية قريبة من القلب، وبمشاعر متباينة بين الخوف والغضب والظلم والعنف، إلى جانب الحب والعطف».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي