بالقلم والمسطرة

تحويل الأرباح إلى خسائر!

تصغير
تكبير

من الملاحظ وخصوصاً في السنوات الأخيرة تصاعد الاهتمام في العالم الغربي بالاقتصاد الإسلامي وما يرتبط به من معاملات بنكية تتوافق مع الشريعة الإسلامية لمتانة وثبات القوة المالية في تلك المرابحات وصمود الاقتصاد الإسلامي أمام التقلبات المالية العالمية، فالأولى أن يكون الحال في العالم الإسلامي والحرص أكثر على هذا الاقتصاد الرابح والمتوافق مع منهج الله تعالى.

وقد كان ولايزال الاقتصاد الإسلامي يثبت جدارته وصموده بقوة وثبات ومتانته، والدليل قوة البنوك الإسلامية وزيادة أعدادها خلال السنوات الأخيرة وصمودها في الأزمة المالية العالمية 2008.

وقد قرأنا أخيراً في الصحافة تقريراً لوكالة (فيتش) للتصنيفات الائتمانية، ومما قالت وباختصار إن هناك نظرة محايدة للبنوك الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا في عام 2025، وذلك لتوقعاتها باستمرار الظروف الاقتصادية الحالية، ورجحت أن تحافظ البنوك الإسلامية في تلك المناطق على سيولة قوية، واحتياطيات رأسمالية كافية ووجود أصول مستقرة، متوقعة أيضاً استمرار تحقيق البنوك الإسلامية ربحية سليمة رغم انخفاض أسعار الفائدة التي ستظل مقيدة في العديد من الأسواق المصرفية حول العالم، وان ثلثي البنوك الإسلامية المصنفة لديها في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تمتلك تصنيفات ائتمانية من الدرجة الاستثمارية، وتوقعت استمرار نمو الحصص السوقية للبنوك الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا بدعم من الاقبال على العمليات المصرفية الخاضعة للشريعة والوعي الأعلى بها واللوائح التنظيمية الداعمة لها، ومرجحة استمرار عمليات الدمج بين البنوك الإسلامية في تشكيل السوق، وان يتفوق نمو البنوك الإسلامية في بعض الدول على البنوك التقليدية في عام 2025 .

لذا، ومن وجهة نظري وفي واقعنا المحلي يجب مراعاة من يرفض الأرباح التقليدية وهم شريحة كبيرة من المواطنين ونحن بلد مسلم ويجب التأكيد عند تأسيس الشركات الحكومية أو المشتركة مع القطاع الخاص عن طريق الاكتتابات العامة على أن تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية والبعد عن التفكير المادي البحت دون الرجوع إلى الثوابت الإسلامية في هذه المسائل والبعد عن التعاملات التقليدية.

فالأرباح المرتبطة بالـ»التقليدية» هي مثل تحويل الأرباح إلى خسائر وان كان ظاهرها الربح الوفير! والأهم هوالثبات والبركة والربح المرتبط بالدنيا والآخرة والسير بثبات لا لبس فيها مع المنهج الإسلامي والحرص على فقه المعاملات، لذا يجب أن تكون الخطط الاقتصادية والاستثمارية مرتبطة بالنهج الإسلامي بعيداً عن خسائر المعاملات التقليدية حتى نسير بثبات بإذن الله نحو تفوق واستقرار مادي وربح، ينعكس على الفرد والمجتمع بأكمله.

وكذلك أتمنى وجود لجنة أو جهة حكومية أو خاصة أو حتى أهلية لتساعد البنوك والشركات والمؤسسات وحتى الأفراد سواءً عن بعد بالوسائل التكنولوجية المتطورة أو بشكل مباشر للتحول من التعاملات التقليدية إلى التعاملات الإسلامية ليتم التوافق مع شرع الله تعالى ومنهجه الحكيم لنيل البركة والتوفيق والسداد في الدنيا والآخرة وهو الربح الحقيقي. والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

X @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي