ألوان

الفنان خالد العبيد

تصغير
تكبير

فرحت كثيراً بحصول الفنان القدير خالد العبيد، على جائزة الدولة التقديرية، فكم هو جميل أن يشعر المبدع بمكانته في المجتمع وهو على قيد الحياة بدلاً من أن يتم تأبينه بعد رحيله، ويأتي هذا الإنجاز تقديراً لإسهاماته الرائدة في الحركة الفنية والمسرحية في الكويت على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن.

وقدم الفنان خالد العبيد، أدواراً فنية مختلفة، لكنه اشتهر بأدوار الشر، ومن بين شخصياته التي ما زالت محفورة في ذاكرة المشاهد الكويتي هي شخصية «علقم» وشخصيات أخرى في مسلسلات رمضانية في فترة الثمانينات، وقتها كان تلفزيون الكويت يقوم بإنتاج مسلسلات تراثية وهي شخصيات اتسمت بدور الشر مع إضافة من إبداعاته حيث بعض اللزمات التي ما زال يتذكرها المشاهدون في الكويت ومنطقة الخليج العربي، منها ما كان في مسلسل الإبريق المكسور في عام 1978م، وفي مسلسل علاء الدين في عام 1980م، وأداء تلك الشخصيات بحاجة إلى قدرات خاصة لا يمتلكها إلا فنان موهوب بحجم خالد العبيد، الذي قدم سلسلة من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية حيث القضايا الاجتماعية المختلفة منها مسلسل الدكتور ودنيا الدنانير والعتاوية والشريب بزة.

ولا يمكن تجاهل أبرز أعماله المسرحية التي قدمها مثل مسرحيات السندباد البحري، ودوره الرائع في مسرحية دقت الساعة، حين قام بتجسيد دور الراوي وهو يؤدي شعراً وطنياً عميقاً، إضافة إلى دوره كمدير للسجن في رائعة صقر الرشود، مسرحية حفلة على الخازوق.

وكان الفنان خالد العبيد، فناناً ملتزماً فقد ظهر في أكثر من لقاء، موضحاً أنه اعتذر عن عدم قبول القيام ببعض الأعمال الفنية لأنه يراها دون مستوى الطموح رغم الحاح زملائه الفنانين، بينما هناك مجموعة من الفنانين يوافقون على القيام بأي دور وإن كان لا يضيف أي شيء لهم، إما بحثاً عن المال أو بحثاً عن الشهرة والحضور الفني في العصر الحالي.

ويأتي تكريم الفنانة سناء الخراز، في مجال الخدمات الثقافية لدورها البارز في حفظ وتعزيز الذاكرة الوطنية، وهي مطربة بدأت بسن صغيرة جداً وكان لها حضور مميز في الاوبريتات الوطنية مع الفنان شادي الخليج، والملحن غنام الديكان، مع شعراء عدة أبرزهم الشاعر محمد الفايز والدكتور عبدالله العتيبي.

وبالطبع فإنّ الكويت مليئة بالمبدعين في المجالات الفنية كافة، فكانت جائزة الدولة التقديرية لتعكس مدى اهتمام الحكومات الكويتية المتعاقبة على تقدير المبدع الكويتي.

وما زالت هناك أسماء فنية تستحق الحصول على جائزة الدولة التقديرية منهم الفنان عبدالمحسن المهنا وأحمد

عبدالكريم ومصطفى أحمد ويحيى أحمد وآخرون، وهناك شعراء غنائيون وملحنون وكذلك بعض الأدباء أمثال الدكتور خالد عبداللطيف رمضان والدكتور خالد الشايجي ووليد الرجيب وحمد الحمد وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر.

وتأتي عملية حجب جائزة الإخراج المسرحي وجائزة تحقيق التراث العربي في مجال الآداب وجائزة الدراسات التاريخية والأثرية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت، فيما لم يتقدم أي مشارك لجائزة الدراسات النقدية وفي الفنون التشكيلية وجائزة الدراسات النقدية في الفنون الموسيقية وجائزة الفلسفة.

وهنا أود إلى التوقف عند مسألة حجب جائزة الإخراج المسرحي، رغم وجود المعهد العالي للفنون المسرحية منذ أكثر من نصف قرن من الزمن وتلك علامة سلبية في مسيرة المسرح الكويتي الذي يعاني من أعراض مزمنة. لذا، وكما طالبت في مقال سابق أن يلتقي أهل الفن لبحث أسباب تلك الظاهرة وسبل إيجاد علاج ناجع لتشجيع المواهب، وإلّا على المسرح السلام.

ولقد جاءت النتائج من اللجنة العليا للجائزة وهي لجنة مستقلة تضم نخبة من الشخصيات الثقافية والأدبية والعلمية وتعمل وفق اللوائح المنظمة للجائزة استناداً إلى القرار الوزاري.

وفي الختام نبارك لمن حصل على الجوائز التقديرية والتشجيعية مع تمنياتنا لهم بالمزيد من الإبداع من أجل رفعة الثقافة الكويتية.

همسة:

لم يكن للمتنبي ديوان شعر مطبوع في عصره لكنه حصل على شهرة خالدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي