«اجتماع الرياض»: العقوبات تعرقل التنمية... ومستقبل سورية يصوغه السوريون

فيصل بن فرحان يُشدد على أهمية ألا تكون سورية مصدراً للتهديدات في المنطقة

تصغير
تكبير

- محمد بن عبدالرحمن يُشدّد على «بناء دولة المؤسسات والقانون»
- عبدالله بن زايد يؤكد على «بناء سورية موحدة لا إرهاب فيها ولا إقصاء»
- البوسعيدي: الاجتماع خطوة مهمة نحو استعادة دمشق مكانتها الطبيعية
- عبدالعاطي يؤكد ضرورة «عدم إيواء عناصر إرهابية» في سورية
- برلين تريد «نهجاً ذكياً» للعقوبات
- لامي: يستحق السوريون مستقبلاً مشرقاً ومزدهراً

أكدت الاجتماعات الوزارية التي عقدت في الرياض، أمس، بمشاركة عربية ودولية بارزة، أهمية دعم سورية ورفع العقوبات الأحادية والأممية ومكافحة الإرهاب.

وفي السياق، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عقب ترؤسه الاجتماع الوزاري العربي الموسع، على أهمية ألا تكون سورية مصدراً للتهديدات في المنطقة، وأهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية، لافتاً إلى أن استمرارها يعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية.

وأشار إلى أن بحث الشأن السوري يتم بمشاركة السوريين، إذ شددت نتائج الاجتماعات التي انقسمت إلى قسمين، الأول يشارك فيه الوزراء العرب، والآخر لمسؤولين غربيين على أولوية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.

مكافحة الإرهاب

وأوضح فيصل بن فرحان، أن المشاركين رحَّبوا بالخطوات الإيجابية للإدارة الجديدة، للحفاظ على مؤسسات الدولة، واتخاذ نهج الحوار مع الأطراف السورية، والتزامها بمكافحة الإرهاب، وبدء عملية سياسية تضم مختلف مكونات الشعب، بما يكفل استقرار البلاد، وسيادة ووحدة أراضيها، وألا تكون مصدراً لتهديد الدول المجاورة.

وقال إن «معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق تكون عبر الحوار، وتقديم الدعم والمشورة، بما يحترم استقلال سورية وسيادتها، مع الأخذ في الاعتبار أن مستقبلها شأن سوري، ويصوغه السوريون».

وتابع الوزير السعودي أن الاجتماعات أكدت أهمية الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي، وضرورة بناء القدرات الوطنية السورية، لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، وخلق البيئة المناسبة لعودة اللاجئين، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتمكينها من القيام بدورها تجاه الشعب.

وجدد إدانة المملكة لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سورية والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة، معرباً عن رفض المملكة لهذا التوغل باعتباره احتلالاً وعدواناً ينتهك القانون الدولي واتفاق فض الاشتباك المبرم بين سورية وإسرائيل في العام 1974، مطالباً بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة.

واستهل وزراء الخارجية العرب برئاسة فيصل بن فرحان، اجتماعهم بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي وبمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وشارك في الاجتماع أيضاً، وزراء خارجية الكويت، مصر، سورية، قطر، الإمارات، الأردن، سلطنة عُمان، ولبنان، والبحرين.

وعلى هامش الاجتماع، تناول فيصل بن فرحان، مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، سبل الدعم الإنساني والسياسي للإدارة السورية الجديدة. كما ناقش الوزير السعودي المستجدات السورية مع فيدان.

وحدة سورية

بدوره، جدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم، «موقف دولة قطر الداعم لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون».

لا إرهاب ولا إقصاء

وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، على أهمية تلاحم الشعب السوري بكل أطيافه لبناء سورية موحدة ومستقرة وآمنة لا إرهاب فيها ولا إقصاء.

وجدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الراسخ في دعم استقلال سورية وسيادتها على كامل أراضيها.

وقال وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، إنّ الاجتماع «يمثّل خطوة مهمة نحو دعم سورية لاستعادة مكانتها الطبيعية في محيطها العربي والإقليمي والدولي».

وأكد «أهمية العمل المشترك لدعم تطلعات الشعب السوري للمستقبل والمشاركة في صياغته لتحقيق الأمن والوحدة والتنمية وإعادة الإعمار ورفع العقوبات الاقتصادية الدولية».

ودعا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي، إلى «تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سورية مصدراً لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزاً للجماعات الإرهابية».

وحض على تبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع وأطيافه، ومن دون إقصاء لأي قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبني مقاربة جامعة لكل القوى الوطنية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.

وتواجه الإدارة الجديدة العديد من التحديات والملفات الكبيرة، منها رفع العقوبات الغربية، وضبط السلاح بيد الدولة وحل الفصائل المسلحة، فضلاً عن عقد مؤتمر للحوار الوطني وإعداد دستور جديد، بالإضافة إلى التحضير لإجراء الانتخابات.

«نهج ذكي»

أوروبياً، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن برلين تريد «نهجاً ذكياً» للعقوبات من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات إلى السوريين.

وأوضحت أن «العقوبات المفروضة على أتباع الأسد الذين ارتكبوا جرائم خطرة خلال الحرب الأهلية يجب أن تظل قائمة... إن السوريين يحتاجون الآن إلى عائد سريع من انتقال السلطة»، مضيفة أن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو أخرى «للأغذية والمأوى الطارئ والرعاية الطبية».

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الاتحاد المكون من 27 دولة قد يبدأ في رفع العقوبات إذا اتخذ الحكام الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد في 27 يناير لمناقشة هذه القضية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن بلاده ملتزمة تجاه الشعب السوري وتدعم بالكامل عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تؤدي إلى حكومة شاملة وغير طائفية وممثلة لجميع الأطياف.

وتابع «يستحق السوريون مستقبلاً مشرقاً ومزدهراً، ونحن هنا اليوم لدعم ذلك».

واجتماعات أمس، هي الأولى من نوعها لقادة غربيين وإقليميين تستضيفها السعودية منذ إطاحة نظام بشار الأسد، ويأتي في وقت تطلب فيه دمشق من الغرب رفع العقوبات للمساعدة في تدفق التمويل الدولي بحرية أكبر.

أكد أهمية احترام وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها

بيان الرياض: لا مكان للإرهاب في سورية

أكدت رئاسة اجتماعات الرياض في شأن سورية، بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سورية دولة عربية موحدة، مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.

وشدد البيان على الوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري واحترام إرادته، فضلاً عن تأكيد أهمية احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها. كما بحث المجتمعون دعمهم لعملية انتقالية سياسية سورية تتمثل فيها القوى السياسية والاجتماعية السورية تحفظ حقوق جميع السوريين وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري.

وأكد «بيان الرياض» على العمل على معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف عبر الحوار وتقديم الدعم والنصح والمشورة بما يحترم استقلال سورية وسيادتها، أخذاً في الاعتبار أن مستقبل سورية هو شأن السوريين، مؤكدين وقوفهم إلى جانب خيارات الشعب السوري، واحترام إرادته.

كما عبّر المجتمعون عن قلقهم بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سورية والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة، مؤكدين أهمية احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي