الرئيس التنفيذي للشركة: الأزمات تجعلنا أقوى... وفي زمن الغزو كنا من روافد صمود الداخل
ثقة الكويتيين... سر نجاح «المطاحن»
- مخزوننا من 3 إلى 6 أشهر ونعمل على أن يكون لمدة سنة كاملة
- الشركة أسسها تجار قبل 64 عاماً وآلت إلى الحكومة ودمجَتها مع «المخابز»
- مسؤوليتنا صارت أكبر... وفخورون بعلاقتنا الاستثنائية مع الكويتيين
- هدفنا الأساسي تقديم منتجات بجودة عالية وأن تكتفي الكويت غذائياً
- أرباحنا بلغت 52 مليون دينار بنمو 36 في المئة خلال 10 سنوات
- الظروف الجيوسياسة والمناخية تؤثر في أسعار الحبوب لذلك نحرص على كفاية مخزوننا
- غرفة تضم 780 كاميرا تراقب مسار الإنتاج على مدار الساعة
- أزمة 2008 الاقتصادية جوعت الناس حول العالم ولم نشعر بذلك في الكويت
- سنصل بعدد مصانعنا إلى 11 قريباً... ولدينا «بوتيكان» ونعمل على افتتاح الثالث
- حققنا الأسبقية بأننا من أوائل الشركات التي لديها «بوتيكات» في الكويت والخليج
أكد الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية مطلق يوسف الزايد، أن سرّ نجاح الشركة هو العلاقة التي بنيت على الثقة المتبادلة بين «المطاحن» والكويتيين على مدى سنوات ممتدة منذ 1961 حتى اليوم، مبيناً أن «النجاح يحتاج إلى ثقة متبادلة، ومنتجات جديدة تقدمها للناس، وهذا ما تعمل عليه شركة المطاحن».
وفي لقاء خلال البرنامج الحواري الاستقصائي «رفاه»، الذي يبث على تلفزيوني دولة الكويت و«الراي»، ويقدمه الزميل عبدالله بوفتين، أكد الزايد حرص «المطاحن» على أن يكون لديها من المخزون من ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن فكر الشركة ورؤيتها التي تعمل عليها هي أن يكون لديها مخزون لمدة سنة كاملة.
وقدم شرحاً حول بداية تأسيس «المطاحن»، التي بدأت شركة خاصة لتجار كويتيين وبعدها استدخلتها الحكومة ودمجتها مع شركة المخابز، ثم أضافت إليهما، بعد التحرير من الغزو، التموين، فأصبحت هذه الشركات الثلاث تحت اسم واحد هو شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، وشركتها التابعة هي التموين، وجميعها مسارات للنجاح ولله الحمد، مبيناً أن «الشركة الأولى انطلقت عام 1961، أي أكثر من 60 سنة وهذه الشركة موجودة... عُمُر».
علاقة استثنائية
وتناول الزايد، ما سمّاه «سر العلاقة» الاستثنائية، بين الكويتيين وشركة المطاحن، فقال إن «من أكثر الأسرار التي نفتخر بها، هذه العلاقة التي بنيت على الثقة المتبادلة بين المطاحن والكويتيين على مدى السنوات»، مبينا أن هذه العلاقة «أساسها الثقة، وقد جعلتنا ننطلق بشكل أكبر لأننا نعلم أن حمايتنا هم الكويتيون».
وأضاف «فخرنا وتقديرنا لهذه العلاقة، جعلنا ننطلق أكثر، لأن مسؤوليتنا أصبحت أكبر»، مردفا أن «الثقة والجدية من (المطاحن) واستمرارية العلاقة مع المستهلك، هي من صنعت الثقة المتبادلة التي نفخر بها».
وعن الهدف الأساسي من إدارة الشركة، بيّن الزايد أن «هدفنا الأساسي هو تقديم منتجات ذات جودة عالية، وأن تكون الكويت آمنة ومكتفية غذائياً، هذا أساس الشركة وما تسعى لبلوغه».
الوضع المالي
وعن الوضع المالي للشركة، قال الزايد، «الحمد لله، على مدى تاريخ الشركة، نحن من جيد إلى جيد جداً إلى الامتياز، فنحن خلال السنوات الـ 10 الماضية، كنا نتحدث عن أرباح حجمها 27 مليون دينار، أما اليوم فأرباحنا 52 مليوناً، أي بزيادة قدرها نحو 36 في المئة».
وبيّن أن «الشركة غلافها تجاري، ولذلك يجب أن تربح، فهي تنتج وتصدّر منتجات بمواصفات عالية الجودة»، مضيفاً أن «الشركات الحكومية، عندما وضعها المشرع، قال هذه الشركات يجب أن تكون رابحة، فالمطاحن، ولله الحمد، شركة بغلاف تجاري وتربح وفي الوقت نفسه تؤدي الخدمات».
المخزون
وقال الزايد إن «الصوامع التي فيها القمح والشعير والذرة، منها نسلم الأعلاف وخلافه من خلطات الأعلاف والشعير والذرة، فنحن نعطي الذرة لأصحاب الدجاج، والشعير لأصحاب الأغنام واللحوم الحمراء، ونسلم المخاليط للأعلاف».
وعن «المخزون»، أوضح الزايد أن «الحروب والمشاكل الجيوسياسية حول العالم، وكذلك الظروف المناخية، تؤثر في قيم الشحن، وحتى الاضرابات العمالية أحياناً، ترفع أسعار القمح أو الشعير أو الذرة، لذا فمن المهم جداً أن يكون مخزوننا جيداً».
وعن أرقام المخزون، قال: «تحرص شركة المطاحن على أن يكون لديها مخزون من ثلاثة إلى ستة أشهر، ولدى الشركة رؤية بأن يكون مخزونها لمدة سنة كاملة، وهذا ما سنصل إليه في المستقبل بعون الله، ليس فقط للحبوب بل وللأعلاف أيضاً».
وعما إذا كان المخزون يتعلق بالأمن الغذائي، بين الزايد أن «المخزون هو صلب الأمن الغذائي، لأن من أساسيات الأمن الغذائي سهولة الوصول إلى المخزون وتأمينه، أن يكون بجودة عالية، وهذا ما تقوم به شركة المطاحن».
وأشار إلى وجود «غرفة تحكم تضم 780 كاميرا، تعمل طوال الـ 24 ساعة، لمراقبة مسار الشركة والمنتج والعمالة، لحظة بلحظة».
الأزمات
واستعرض الزايد دور «المطاحن» خلال فترة الغزو الغاشم، مبيناً أن «المطاحن في الغزو كانت رافداً من روافد صمود الكويتيين داخل بلادهم، كان يشغل مصانعنا آنذاك التسعة مصانع، أكثر من 4 آلاف متطوع كويتي بعد نزوح المقيمين، واستطاعوا التشغيل طوال فترة الغزو وكذلك عقب التحرير وبنجاح، ولله الحمد لم يشتك أحد من الجوع أو من ذاك القبيل أو من منتجات المطاحن».
وذكر الزايد أن «الغزو ليس الأزمة الوحيدة التي مرّت بها الشركة، ففي 2008 جاءت الأزمة الاقتصادية والناس جاعت حول العالم بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ولم نشعر في الكويت، ولله الحمد، بهذا الأمر».
وأشار إلى جهود «المطاحن» أثناء أزمة «كورونا» أيضاً، وقال: «كنا ننتج، في فترة (كورونا) 4.5 مليون خبزة في اليوم، وفي فترة الجائحة انتقلنا إلى إنتاج 7.5 مليون خبزة يومياً، ولبينا جميع المتطلبات وتجاوزناها»، مبيناً أن «كل أزمة تجعلنا أقوى وتجعل علاقتنا مع الناس أكثر قوة».
«وين رايحين»
ورداً على سؤال «عارفين وين رايحين»، أكد الزايد أن «لدينا رؤية شاملة، فرؤيتنا العامة هي أن نوفر الأمن الغذائي للكويتيين والمقيمين، وأن تكون هذه منتجاتنا على مستوى عالٍ من الجودة، أما عند الدخول في الاستراتيجية فستجد أموراً كثيرة، لكنها تبقى كلها تحت مظلة توفير الأمن الغذائي الجيد للاستهلاك».
وأضاف «إستراتيجيتنا أن نكون متواجدين في كل مكان، فمثلاً لدينا 9 مصانع وستصل إلى 11 قريباً، ولدينا (بوتيكات) أحدها في (اليرموك) والآخر في (فهد الأحمد)، وسيكون هناك واحد جديد في منطقة سعد العبدالله».
وعن سبب خطوة أن يكون المخبز بطريقة «المودرن»، قال الزايد: «نحن لا نعيش وحدنا في العالم، العالم يتحرك في سياق (ترندات)، واليوم الترند لا يوحي بأن الناس تريد أكل الجودة فقط، بل تريد تجربة متكاملة بأن تذهب وترى وتقرر».
وأضاف: «ارتأينا أن نكون من أولى الشركات في الكويت والخليج، التي لديها (بوتيك)، هناك (بوتيك المطاحن)، والذي قادنا إلى ذلك هو (الترند) العالمي بأن نحقق الأسبقية ونأخذ الزبدة الأولية».
وقال «الهدف أن نكون متواجدين في جميع مناطق الكويت، فبعد أن كانت المنطقة السكنية صغيرة اليوم كبرت جداً وهدفنا هو الوصول لجميع مناطق الكويت».
11 شهادة عالمية بحوزة الشركة
قال الزايد: «نحن نعتبر هذا النجاح واجبنا، ولابد أن نكون ناجحين لإيصال الخدمة، والشركة ترى الناس هدفاً لنجاحها»، مضيفاً أن الشركة «عندما ظهر مرض السيلياك وحساسية القمح، أنشأت أول مصنع في الشرق الأوسط لـ(غلوتين فري)، وعندما كان الملح كثيراً في الخبز عمدت إلى تقليله فأصبحت الشركة الوحيدة في العالم التي تفعل ذلك، وبشهادة دولية».
وتابع: «الشركة حازت 11 شهادة عالمية، وبالتالي فإن النجاح لا يأتي بالحظ، بل بالدقة والجدية قوة العمل، ونحمد الله على هذا النجاح الذي يجعلنا مستمرين».
قدرة على تغطية الطلبات المحلية والخارجية
قالت مديرة دائرة التسويق في شركة المطاحن المهندسة ساهرة الحميضي، إن «الشركة لديها طاقة إنتاجية كبيرة قادرة على تغطية طلبات السوقين المحلي والخارجي»، مضيفة أن الشركة «بدأت في تطوير منافذها، بداية بتطوير منفذ اليرموك ليكون مركز تسوق لجميع منتجات الشركة، وأضفنا قسم مخبوزات الارتيزانا التي يطلبها الجيل الحالي، وكذلك لدينا مخبز (فهد الأحمد) الجديد، ونعمل على تغيير جميع منافذ البيع لتكون بالمستوى المتطور».
وعن السوق الخارجي، قالت: «لدينا موزعون في جميع دول الخليج، إضافة إلى موزع في الأردن والعراق واليمن، وقريباً نصل إلى أميركا ودول الاتحاد الأوربي وبقية الدول العربية».
ولفتت الحميضي إلى مواكبة المتطلبات الحديثة والصحية العالمية، وقالت «الشركة تواكب هذه المتطلبات، حيث قللنا الملح في الخبز وأنتجنا طحيناً مدعماً بالحديد وحمض الفوليك، وأضفنا (فيتامين د) للتوست بأنواعه والطحين، وتم إنتاج مصنع خال من الجلوتين لمساعدة مرضى حساسية القمح، ويعتبر أكبر مصنع بالشرق الأوسط».
وأضافت «ولم ننس الرياضيين، فأنتجنا لهم منتجات عالية البروتين، تتكون من خبز البروتين وتوست البروتين ورقائق البروتين، ولدينا المنتجات السمراء الغنية بالألياف».
جودة وأسعار
بيّنت الحميضي أن «مبادرة الشركة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية هي استكمال لرؤيتها في تحقيق الأمن الغذائي لجميع شرائح المجتمع، بمن فيهم مرضى السيلياك، والمنتجات الخالية من الغلوتين، على الرغم من ارتفاع تكاليفها مقارنة بالمنتجات الأخرى».
وتابعت «تتميز المنتجات الخالية من الغلوتين بالجودة والسعر المناسب، كما حصل المصنع على شهادة أيزو 22000، والمنتجات الخالية من الغلوتين حصدت جائزة أفضل منتج للصحة والعافية ضمن جائزة Gulfood للابتكار».
200 منتج متنوع
تطرّقت رئيسة مخبز اليرموك، المهندسة شفاء الكندري، إلى عدد منتجات «المطاحن»، وقالت إنها «تقترب من 200 منتج، وتتنوع ما بين منتجات المصانع، مثل الزيوت والطحين والمعكرونة والبسكوت والأعلاف، إضافة إلى المخابز التي تنتج خبزاً عربياً، وخبزاً أوروبياً، علاوة على مصنع الأعلاف، ومصنع المنتجات الخالية من الغلوتين».
المطاعم العالمية عملاؤنا
وذكرت الكندري أن مخبز اليرموك ينتج نحو 525 إلى 530 ألف خبزة يومياً، وإجمالاً ينتج المخبز 4.5 مليون خبزة في اليوم.
وعما إذا كان الاستهلاك الأكبر يأتي من العوائل أم الشركات، قالت «الشركة تغطي الاستهلاك العائلي بالكامل، ولنا عقود مع عملائنا الخارجيين مثل المطاعم، حيث لها معايير ومواصفات ومتطلبات خاصة نقوم بتلبيتها، ومعظم المطاعم العالمية الموجودة في الكويت هم من عملائنا».
وبينت أن «هذا يحتم علينا أن تكون موادنا الأولية موادنا الخام، على سبيل المثال القمح يكون مستورداً عالمياً وكذلك مستلزمات الإنتاج من الأسواق العالمية ذات الجودة».
وأشارت إلى حصول «المطاحن» على شهادات عدة، منها شهادة الحلال و«الآيزو» التي تعكس الجودة، وعلامة الجودة الكويتية، إضافة إلى تمييز الشركة من قبل سمو الأمير في 2020، باعتبارها بين أفضل المصانع في البلاد.