رأي قلمي

همسات روح...!

تصغير
تكبير

الوضوح مطلب أساسي في كل جوانب الحياة، الوضوح مريح وجميل كجمال السماء الصافية، والمياه الشفافة النقية، التي نستطيع أن نرى ظاهرها من باطنها.

الوضوح شيء مضاد للغموض، والإنسان على مقدار ما يقلق وينزعج من الغموض يرتاح للوضوح، لأنه يساعدنا على تنظيم ردود أفعال صلبة وموثوقة.

شيءٌ مهم أن يدرك المرء ما الذي له، وما الذي عليه على المستوى الأخلاقي والشرعي والقانوني قبل أن ينخرط في أي علاقة اجتماعية أو اقتصادية.... الوضوح في علاقات الصداقة مهم جداً، فالصديق يطّلع على كثير من أسرار صديقه، وتكون المخالطة بين الصديقين كبيرة، ولهذا يفشي الصديق سراً لصديقه دون معرفته بأن ما أفشاه سرّ من الأسرار، أو يشكّل خصوصية من الخصوصيات، لذا من الأفضل والمناسب أن يحدّث كل شخص أصدقاءه عن الأمور التي تُدخل عليه السرور، وتلك التي تؤذيه، فهذا يساعد على استمرار الصداقة.

في الختام نرغب أن نقول: إن علاقة الصداقة شيء مقدس ومطلوب، لذا لابد من أن ترسم حدود الخصوصية واللباقة قبل تعمقها، لمعرفة الخطوط التي لا يمكن تجاوزها، وما يمكن أن يُسأل عنه، وما لا يجوز أن يُسأل عنه، ويُتحدث فيه، ويجب الوعي بذلك، وهذا يختلف من علاقة إلى أخرى. وعلى النحو العام يمكننا أن نعترف ونقول: إنه ليس هناك علاقة أو وضعية تحتمل الصراحة الكاملة والوضوح التام، فليس كل ما يُعلم يقال، وحين نشعر أننا مضطرون لاقتحام أسوار خصوصية الطرف الآخر أياً كان موقعه في حياتنا، فعلينا التلطف في ذلك والاعتذار، فهذا من الرقي الأخلاقي والتهذيب وحفظ الخصوصيات.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي