«سيدات القصر»... علامات فارقة في 12 عهداً سابقاً

اللبنانية الأولى نعمت جوزف عون... سيرة ومسيرة

السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون
السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون
تصغير
تكبير

- اللبنانية الأولى عايشتْ صعوبات الحياة العسكرية في «خندق واحد» مع الرئيس وبينها إصابته أكثر من مرة
- وحده الياس سركيس بين الرؤساء الـ 14 لبنان دخل القصر الجمهوري... وحيداً

... وراء كل رئيسٍ سيدة أولى، أوْلى بأن تتحمّل أدواراً، إما تُسند إليها غالباً إنصافاً لمكانة المرأة، وإما تنتزعها وإن تجاوزتْ «حدود السلطة».

وهذا الواقع الذي يصحّ في كل مكان ينطبق أيضاً على لبنان، حيث تعاقَبت على لقب «اللبنانية الأولى» سيدات لعبن أدواراً متفاوتة، بعضهن حَفَرْنَ في الذاكرة وتركن «بصمة» في الحياة العامة وبعضهن الآخَر اخترن «الظل» بعيداً عن لعبة السلطة كأداة سياسية واجتماعية.

«الراي» تضيء على «سيدات القصر» الـ 12 اللواتي طبعن 12 عهداً من دون ولاية الرئيس الياس سركيس الذي دَخَلَ المقر الرئاسي وحيداً، وعلى السيدة الأولى الجديدة نعمت عون الخارجة من خلْف الستارة إلى تحت الأضواء والعدسات.

لور شيحا

السيدة الأولى في تاريخ لبنان بعد الاستقلال وولادة الجمهورية كانت لور شيحا، زوجة الرئيس بشارة خوري، وقد أنجبت منه ثلاثة أبناء: خليل، ميشال وأوغيت. وهي من عائلة بيروتية معروفة، شقيقها ميشال شيحا (1891 - 1954) واضع دستور استقلال لبنان عام 1926 بالتعاون مع بترو طراد، ويُعتبر أبو الميثاقية اللبنانية.

زلفا شمعون

أطلقوا عليها لقب الملكة. هي زلفا تابت التي اقترنت بالرئيس كميل شمعون بتاريخ 30 ديسمبر 1930 وأنجبت منه ولديْها دوري وداني. هي من مواليد 1910، وتابعت دراستها، في المدرسة اللبنانية للبنات حيث نالت شهادة الثانوية العامة، بعدها سافرت إلى مصر ونالت إجازة في الفن. عُرفت بأعمالها الخيرية، وأسست مهرجانات بعلبك الدولية ومدرسة للمكفوفين. وكل ذلك كان وراء اختيارها من بين أهم نساء العرب.

روزيت بواتيو

بعد أحداث 1958 انتُخب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للبنان، وكان عهد بناء المؤسسات والدولة، عقيلته الفرنسية أصبحت سيدة لبنان الأولى وتدعى روزيت بواتيو (1904 - 1992)، وهي ابنة ضابط فرنسي كان يعمل في لبنان. وعاشا معاً بانسجام تام لكنهما لم يرزقا بالأولاد. لم تهتمّ بالمظاهر ولم تبهرها السلطة أو تسعى للظهور، وعاشت مع زوجها حياة بسيطة ومتواضعة حتى مماتها.

نينا طراد

المحامية نينا طراد هي زوجة الرئيىس شارل الحلو وأول محامية في لبنان، وكانت ناشطة ايضاً في الحقل الاجتماعي، والرعيل الأول للمحامين يتذكّرها وهي تتابع أموراً تتعلق بحقوق المرأة اللبنانية. لم تهتمّ لكونها أصبحت سيدة لبنان الأولى، وبقيت على عنادها في العمل والعطاء، وكان عمها المحامي بيترو طراد رئيس الدولة اللبنانية قبل الاستقلال، حيث تدربت وتدرجت على يده وتعرفت إلى الزوج العتيد.

ايريس هنديلي

ايريس هنديلي هي عقيلة خامس رئيس للجمهورية في لبنان، الذي وصل في العام 1970 إلى سدة الرئاسة بفارق صوت واحد فقط، في انتخاباتٍ قيل عنها انها لبنانية مئة في المئة، وهو الرئيس سليمان فرنجية. وقد انجبت كلاً من لمياء الدحداح، صونيا الراسي، مايا مونارشا، طوني (اغتيل عام 1978)، وروبير.

صولانج الجميل

في عهد الرئيس الياس سركيس لم يكن هناك سيدة أولى في قصر بعبدا، ومع انتخاب الرئيس بشير الجميل في 1982 كانت زوجته صولانج الجميل تتحضّر لدخول القصر اذ عاشت 20 يوماً فقط كسيدة أولى، إلا أن اغتياله حال دون تحقيق ذلك.

وصولانج ناشطة في حزب «الكتائب» منذ أن كانت في سن الخامسة عشرة وذلك كونها ابنة الجراح لويس توتنجي أحد مؤسسي الحزب. وزُكيت نائبة بالبرلمان عام 2005. ولها ثلاثة أبناء مايا التي اغتيلت في فبراير 1980 وهي لم تتجاوز الثمانية عشر شهراً في محاولة تفجير سيارة والدها، ويمنى وأخيراً نديم النائب الحالي.

جويس تيان

وصلت السيدة جويس تيان زوجة الرئيس أمين الجميل إلى القصر الجمهوري، ليتعرف جيل الحرب المنقسم إلى ما يسمى حقيقة السيدة الأولى التي كانت صورها وأناقتها ونشاطاتها الاجتماعية تُتابع من الإعلام بشكل كبير. لديها ثلاثة أبناء: بيار النائب والوزير الذي اغتيل في 2006، نيكول وسامي النائب الحالي ورئيس حزب الكتائب.

نايلة معوض

أيضا ألمُ الاغتيال لم يوصل النائبةَ والوزيرةَ السابقةَ نايلة معوض إلى القصر الرئاسي، إذ اغتيل الرئيس رينيه معوض الذي انتخُب إثر توقيع اتفاق الطائف في يوم الاستقلال عام 1989.

ولدت نائلة نجيب عيسى الخوري في 3 يوليو 1940، مارست مهنة الصحافة في «لوريان لوجور»، وعملت مسؤولة في الحركة الكشفية للبنات، وأصبحت عضوا في مجلس النواب اللبناني بين 1991 و2005، وهي عينت وزيرة للشؤون الاجتماعية بين 2005 2008. ولديها ولدان، النائب الحالي ميشال معوض، وريما.

منى الهراوي

في الذاكرة القريبة يحفظ لبنان للسيدة الأولى منى الهراوي محبة واحتراماً كبيرين، فهي جاءت إلى القصر الرئاسي الموقت في الرملة البيضاء الذي قدّمه الرئيس رفيق الحريري ريثما تم إصلاح قصر بعبدا من الحرب.

ومنى الهراوي هي بالأصل، منى إبراهيم جمال، مكان الولادة بعلبك، من أم لبنانية وأب فلسطيني. وقد انغمست في العمل الاجتماعي والثقافي منذ الستينات، ومع تسلُّم زوجها سدة الرئاسة تبلورت تجربتها في مجال دعم المرأة اللبنانية والتربية والتعليم والرعاية الصحية، وهي أسست مركزاً شهيراً لمعالجة الأطفال من مرض التالاسيميا.

اندريه لحود

اندريه امادوني هي السيدة الأولى في القصر الجمهوري الأرمنية الأصل. زوجة العماد اميل لحود، واشتهرت بأعمالها الخيريّة، وأسّست وترأست جمعية عناية ورعاية شؤون الطفولة، كما كانت رئيسة للهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيّة بين 1998 و 2007.

وفاء سليمان

بعيد اتفاق الدوحة انتُخب الرئيس ميشال سليمان رئيساً وصارت عقيلته وفاء سليمان ابنة عمشيت السيدة الأولى. وهي أم لثلاثة أبناء، ريتا ولارا وشربل.

نشطت وفاء سليمان، الحائزة على إجازة في التربية والتعليم وإجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية في الحقل العام، مركزةً بشكل خاص على الشؤون الاجتماعية التربوية وحماية التراث، وتولت رئاسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.

ناديا الشامي

ومع انتخاب الرئيس ميشال عون انتقل لقب السيدة الأولى إلى ناديا الشامي التي كانت تعرّفت على «الجنرال» من خلال أخيها الذي كان ضابطاً في الجيش معه، وقد توطّدت علاقتهما، إلى أن تزوجا وأنجبت له ثلاث فتيات هنّ ميراي، كلودين وشانتال. وعُرف عنها أنها تهتمّ بتفاصيل زوجها كثيراً وهي لم تتركه وكانت الى جانبه في أصعب أوقات حياته، هو الذي وصفها بـ «إسوارة الحرير».

نعمت عون

وانضمّت نعمت عون إلى نادي السيدات الأوليات، من دون أن يَعرف كثيرون عنها.

ولكن ما كُشف عن سيرتها الذاتية ومسيرتها في «خندقٍ واحدٍ» مع «فخامة العماد» أنها عملت كرئيسة لقسم البروتوكول والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) لمدة 23 عاماً، وغالباً ما تشارك في نشاطات اجتماعية، بينها لتكريم أبناء العسكريين الشهداء.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية أنها متواضعة، وهي أم لولدين: خليل وهو مصرفي ومعروف باحترافه كرة السلة، أما ابنتها نور فتدرّجت في المجالات العلمية، وتعمل مع مؤسسات دولية. كما أنها جدّة لولد من ابنها خليل، ولولد آخَر من ابنتها الحامل بتوأم.

وسبق أن قالت في تصريحات صحافية «منذ ارتباطي بزوجي أدركتُ أن حياتنا لن تكون بالسهولة التي تسير فيها حياة أزواج آخَرين. فاختياره الحياة العسكرية كان بمثابة ارتباطه بزوجة أخرى، لا بل أولى بالنسبة إليه. وكان يردّد على مسامعي أنني الزوجة الثانية، وعليه اخترت طوعاً التأقلم مع هذا النمط من الحياة لمعرفتي بمدى حماسته لخدمة وطنه وتكريس حياته له».

وعن زوجها الجنرال، أضافت «كان يثق بقدرتي على تعويض غيابه المتكرّر عن المنزل بسبب ظروف الخدمة وتقدُّمه في الرتب، كما بسبب الأوضاع الأمنية والحروب التي عاشها وطننا، والتي تسبّبت في إصابته أكثر من مرة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي