بعدما نهنئكم بالثقة السامية، ونغبطكم على الكلمات الأبوية الحانية التي عبرت عما جال في عقولنا، ولامست شغاف قلوبنا بدءاً من حفل افتتاح دورة كأس الخليج لكرة القدم بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، وانتهاء بالختام الجميل بحضور ممثل صاحب السمو، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح حفظه الله، وكل أحداث المحبة والسلام التي شهدناها ما بين هذين اليومين بين الفرق الرياضية المشاركة والمشجعين والإعلاميين الذين حضروا المباريات وأحيوا الفعاليات، واهتزت معهم أرض المباركية المبروكة حباً واحتواءً، وكأن «كشك مبارك الكبير» المطل عليهم هناك من عليائه يرحب بهم ويحرسهم ويخبرهم بقصة الكويت التي لم تعرف على مر تاريخها إلا أن تكون أرضاً للمحبة والسلام، تقدمه حباً وكرامة ودون انتظار مقابل لأهلها، ولكل من زارها وعاش على أرضها وشرب من مائها واشتم عبق ترابها.
نقول، بعدما نهنئكم -أخي الكريم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري- دربك طويل يابو يوسف، دربك طويل.
اليوم، بعد هذه الكلمات السامية، وبعد كل ردود الفعل الخليجية الإيجابية على مختلف المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية، وبعد كل البهجة التي غسلت قلوبنا بعد طول انتظار، وبعد أن نشكركم ونشكر كل الإخوة المشاركين في هذا النجاح من مختلف الجهات الحكومية، ومختلف جهات القطاع الخاص، وكل المتطوعين الذين تقاطروا حبّاً لبلادهم، ورغبة منهم في تجاوز التجربة المريرة التي سبقت هذه البطولة بأسابيع، والتي وضعتنا على مفترق طرق خطير!!.. إما اليأس والاستسلام، وإما الإصرار ومواجهة التحدي رغم أن بضعة أسابيع فقط كانت الوقت الفاصل بين التجربتين.. بين قمة الفشل وقمة النجاح.
الآن، وبعدما كان هذا التحدي الكبير، وبعدما كان هذا النجاح الكبير، فإننا ننتظر منكم الكثير من النجاحات القادمة، وأنتم والفرق العاملة معكم قادرون على ذلك -إن شاء الله- بدعم القيادة السياسية، وبتضافر الجهود الحكومية والشعبية، وبكل التاريخ الكويتي الذي نختزنه، والذي يجعل من بلادنا الصغيرة عملاقاً نائماً لكنه متى استيقظ فعل الأعاجيب.
نحن اليوم أمام فرصة نادرة يدعمها حماس شعبي كبير لاستعادة بريقنا الذي خفت وهجه لسنوات ممتدة تحسَّرنا خلالها كثيراً، ولاستعادة ريادتنا التي توارت لزمن طويل.
اليوم، وبعد ما حققناه، نريد وبمنتهى الإصرار عودة القوة الناعمة الكويتية بكل عنفوانها، نريد عودة العصر الذهبي بكل صوره، نريد التلفزيون الكويتي الذهبي والدراما الكويتية الذهبية والمسرح الكويتي الذهبي والرياضة الكويتية الذهبية.
اليوم، نريد إحياء تراثنا الشعبي، وإنعاش شعرنا وإطلاق أهازيجنا.. نريد عودة الفن التشكيلي الذهبي، وبعث الروح من جديد في الرواية والقصة والنحت والتصوير، وكل فنون الإبداع البشري التي لطالما كانت علامة فارقة تميزنا.
اليوم، كلنا نريد عودة الكويت حاضنة للمحبة والسلام.
اليوم، كلنا نريد عودة الكويت الذهبية.
اليوم، كلنا نريد أن نرى شعاع دانة الخليج وضوءها في كل مكان.
اليوم، كلنا نريد المشاركة في عرضة المحبة والسلام والنجاح تجمعنا تحت راية الكويت عالية خفاقة.. فننشد جميعاً «ها نحن عدنا يا كويت».