اختتمت دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي أُقيمت في الكويت في جو شتائي بارد اشتكى منه الجميع ولم يتوقعه الكثير من الإخوة ضيوف الكويت، وأقول لهم نعم الكويت باردة شتاء لكن قلبها دافئ.
نبارك لمنتخب مملكة البحرين الشقيقة على تحقيق الفوز المستحق رغم المنافسة الشديدة من الفرق المشاركة كافة بما في ذلك منتخبا الكويت واليمن الشقيق، فكانت كأس الخليج تظاهرة خليجية رياضية رائعة جمعت أبناء الخليج العربي، ويأتي هذا الإنجاز الثاني لمنتخب البحرين على مستوى كأس الخليج.
ولقد استحق لاعبو منتخب الكويت الإشادة لأنهم لعبوا بروح قتالية «على غير العادة»، وهذا يعكس لنا تغييراً إيجابياً قام به كل من المدرب والإداريين لشحذ الهِمم فكانت النتيجة لا بأس بها من حيث إن منتخب الكويت قام بإقصاء بعض المنتخبات المرشحة للفوز بكأس الخليج، وهي لم تتجاوز الدور الأول، كما أن منتخب الكويت لم يهزم من أي فريق بعدد كبير من الأهداف وهذا ما كنا نخشى أمر حدوثه، كما أننا اكتسبنا بعض اللاعبين الشباب الذين نتوقع أن يكون لهم مستقبل إن تم الاهتمام بهم خصوصاً محمد دحام ومعاذ الأصيمع، ولا أنسى الروح القتالية التي لعب بها كل من حارس منتخب الكويت خالد الرشيدي واللاعب محمد إبراهيم، الذي ظهر بصورة تليق بمكانته كلاعب دولي.
وكذلك الأمر بالنسبة للمنتخب اليمني الشقيق الذي يمر بظروف سيئة وهي كثيرة فلا يوجد دوري ولا موازنة ولا فترة كافية لاختيار اللاعبين وإقامة معسكر تدريبي أو إجراء مباريات تجريبية كافية، ولا يمكن توجيه اللوم إلى المدرب الذي كان محل تقدير للمتابعين الرياضيين كافة، وقد استطاع المنتخب تقديم كرة قدم جيدة لا تخلو من قوة تعكس أصالة الإنسان اليمني وقد استطاع هزيمة منتخب البحرين الشقيق، وهو فريق يمتلك خبرة كبيرة ولديه لاعبون يمتلكون مواهب فذة وتلك نقطة تحسب لهم.
وهناك مكاسب كبيرة للكويت فهو تجمّع خليجي أخوي للكثير من الرياضيين والإداريين والإعلاميين والجمهور الخليجي الذي يعشق كرة القدم ويشد الرحال أينما كان مكان إقامتها ولا يكتفي بمشاهدتها في التلفزيون.
ولقد نجحت دولة الكويت بتنظيم كأس الخليج بصورة فاقت توقعاتنا، وكان ذلك عبر خطوات كثيرة بدءاً بالإصرار على تنظيم دورة ناجحة تليق بالكويت، مروراً بوجود الكوادر الوطنية وانتهاء بالاعتماد على شركة عالمية في بعض أمور تنظيم الدورة، خصوصاً أن الكويت تقدمت بطلب لتنظيم كأس آسيا في عام 2031م ولكن أتمنى أن يكون الاعتماد في التنظيم على الكوادر المحلية فقط وإلّا «لا طبنا ولا غدا الشر».
ومن اللافت أيضاً الكثافة الجماهيرية التي حضرت لدرجة أن البعض لم يجد فندقاً للسكن، كما أنها كانت فرصة للجماهير للتجمع بالمباركية والاستمتاع بالأجواء الودية، ولقد أخبرني البعض منهم من أنه تم بيع الملابس الشتوية في المباركية بصورة كبيرة من حيث «البشت والفروة والجاكيت» وهو أمر جيد لتنشيط السوق المحلي.
وقد امتدح ضيوف الكويت الشعب الكويتي وكرمه وهذا أقل ما نقدمه لضيوفنا وقلنا لكل واحد منهم «الدار دارك وحنا عندك ضيوف» والتي غناها الفنان المبدع
عبدالمحسن المهنا، في الثمانينات.
وإذا عدنا إلى مستقبل كرة القدم في الكويت فإنها يجب أن تعود إلى الشارع الكويتي وأقصد لاعبي كرة القدم خارج نطاق الأندية ومراكز الشباب فما زال الشباب الكويتي يميل إلى اللعب في مختلف مناطق الكويت والملاعب عبارة عن «تراب»، وهناك يمكن إعادة تفعيل دور «الكشاف» لاكتشاف المواهب الشابة وفي سن مبكرة ليتم اختيارها وصقلها بعد أن يتم ضمها إلى الأندية أو إلى بعض الأكاديميات، ولا بأس في أن يكون لاتحاد كرة القدم دورات تدريبية خاصة في وقت الإجازات ولا أعلم إن كان هناك دوري بين مدارس وزارة التربية كما كان في السابق أم لا، فإن الكشاف يستطيع البحث عن المواهب الواعدة.
وللنهوض في الرياضة الكويتية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص فلنقم بالاطلاع على نظام الاحتراف في بعض الدول الخليجية الشقيقة المتطورة على مستوى الملاعب وتبعاتها من طب رياضي ونظام الاحتراف، كما أن فكرة طرح الأندية الرياضية على شكل أسهم بنسبة 49 في المئة، على أن تمتلك الهيئة العامة للشباب والرياضة نسبة 51 ، خصوصاً أن هناك من لديه الاستعداد لخدمة ناديه الذي يحبه وينتمي إليه منذ سنوات طويلة.
همسة:
كرة القدم قد تكون قوى ناعمة وتحمي الشباب من الآفات المختلفة.