أقامت حفلاً لشخصية «يوم الوفاء» في أربيل

سعاد الصباح: قطار التكريم يقف في محطة جديدة ... احتفاءً بعبدالحسين شعبان

تصغير
تكبير

«للوفاء ذاكرة، وللوفاء كلمة، وللوفاء معنى، وللوفاء نهر ونخلة ونجمة وطوق نجاة».

بهذه الكلمات الجزلة للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، والتي ألقتها الإعلامية والأديبة اللبنانية لوركا سبيتي نيابة عنها تكريماً للمفكر الموسوعي العراقي عبدالحسين شعبان، اُفتتح الحفل الذي أقامته في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق في 17 من شهر ديسمبر الماضي، بعد حفل سابق أقامته له في الكويت بمناسبة اختياره شخصية العام لمبادرة «يوم الوفاء».

«تكريم المُفَكّرين»

وأضافت «من خلال مبادرة (يوم الوفاء)، نستقبل أحد عطاءات نهر الفرات السخية، مُتمثّلاً بالمفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان، استكمالاً لما بدأناه منذ مطلع التسعينات، تنفيذاً لخط رسمه الراحل الكبير سمو الشيخ عبدالله مبارك الصباح (طيب الله ثراه)، حين اقترح تكريم المفكّرين العرب في حياتهم، كسراً للعادة المحزنة التي اعتدناها وورثناها بعدم تكريم أهل العطاء إلا بعد رحيلهم عن الدنيا، ليختلط التأبين بالتكريم، ونركض لمصافحة يدٍ ملفوفة بكفنها».

وأوضحت أن «مبادرة يوم الوفاء شملت منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم أغلب الأقطار العربية، حيث تم تكريم الأستاذ عبدالعزيز حسين، والشاعر إبراهيم العريض، والعالم الفلكي الدكتور صالح العجيري، والشاعر الكبير نزار قباني، والأمير الشاعر عبدالله الفيصل، والمفكر والمناضل عبدالكريم غلاب، والدكتور الحبيب الجنحاني، والمفكر ثروت عكاشة، والإعلامي والدبلوماسي غسان تويني، والروائي والمفكر إبراهيم الكوني، والكاتبة المناضلة زهور ونيسي، وها هو اليوم قطار التكريم يقف في محطة جديدة عريقة هي العراق، تكريماً لهذه القامة الفارعة في عطاءاتها الإنسانية والحقوقية والأدبية».

«سيمفونية فكر»

واعتبرت الدكتورة سعاد الصباح أن «عبدالحسين شعبان سيمفونية فكر متنوّر وبستان ثقافة متجدّد... إنه مفكّر انشغل بمُهمّة تحويل مشكلات الإنسان من حقل الاحتمال والحدث والظن إلى المجال الذهني الواقعي، المرتكز على معطيات منطقية... بعيداً عن ذلك النوع المحكوم بفكر يتبنى مواقف حادة رافضة لأطروحات المفكرين المجددين، متناسياً أو ناسياً أن التطور أمر يُحتّمه القانون الطبيعي للزمن بصفة عامة من حيث مواكبة واستيعاب متغيرات الحياة وتجدّد أفكار الشباب في كل عصر، مما يستوجب تتبع مسار هذه الحركة والكشف عن الجوانب التي أتت عليها».

وشدّدت على أن أهمية الدكتور شعبان تنطلق من أهمية اشتغاله الفكري، وما قام به من تغلغل في طبقات النصوص التراثية للحضارة العربية، عاملاً على تفكيك ما تجمع من الركام الميثولوجي الذي كان شاهداً على استقالة العقل.. في ظروف تستوجب محاكمة الإرث الطويل المنقول بلا سند، والمعتمد على أقاويل واجتهادات أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، «فمن غير هذا الفعل لا يمكننا معرفة طريق الحق الناصع الذي تكدّس حوله غبار الخرافات، ليتم بناءً على ذلك تحديد الموقف من الحاضر والمستقبل، نافياً للجدل المثار حول شكل الحلول المفترضة لقضايا الراهن».

«وثائقي (دار سعاد الصباح)»

خلال التكريم، عُرض فيلم وثائقي بعنوان «عبدالحسين شعبان: الرجل الذي لم يفقد بوصلته»، إعداد وسيناريو الإعلامية كوزيت كرم الأندري وإخراج رشيد مارون. كما تم عرض فيلم قصير عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع ومسيرتها مع مبادرة «يوم الوفاء» منذ تسعينيات القرن الماضي. وبعدها توالى على منصة الخطابة كل من سمير الحباشنة، والدكتور خالد شوكات، والدكتور وسيم الخوري حرب، والدكتور حامد الحمود العجلان، واختتمها الأستاذ بوتان تحسين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي