أيام الطفولة كان لديّ اهتمام وولع بالكرة، ولكن مع الأيام أصبح يتناقص حتى انعدم الشغف، ومنذ سنوات لم أعد أحفل بما يجري في الملاعب محلياً وعالمياً.
دورة الخليج في ذاكرتي أنّ أول مَن طرح فكرة دورة لفرق الخليج هي شركة سجائر أجنبية مقرها البحرين، لكن رفض أن تنظم من شركة تتن والعياذ بالله ، لهذا تولت البحرين تنظيم الدورة بالبداية بأربع فرق.
أول دورة لم تنقل تلفزيونياً إنما فقط إذاعياً، وأذكر استمعت لمقاطع من المباراة وكانت تذاع عبر راديو من بقالة محفوظ، وهو يمني في الحي الذي نسكن به.
في 1978، كنت في دورة لدراسة اللغة الإنكليزية في لندن، والمشاركون بالدورة طرحوا فكرة أن نحضر مباراة في الدوري الإنكليزي، ولم يكن لي اهتمام، إنما ذهبت معهم مجاملة، وأنا على المدرج إلّا خلفي سيدة إنكليزية ومعها ابنتها المراهقة، وبدأت المباراة، لكن بعد عشر دقائق سُجّل على الفريق الذي تسانده البنت هدف، وهنا حدثت الفاجعة، راحت البنت تبكي وتنوح وكأنها فقدت عزيزاً ووالدتها تواسيها، ولم تتوقف عن البكاء، هنا قلت (السالفة مطولة) وأصبح المدرج كأننا في بيت عزاء من البكي، هنا تركت الملعب.
في السنوات الأخيرة أصبحت كالغريب في الدواوين حيث يتحدّث الكبار بالسن من إخواننا الكويتيين عن الدوري الإنكليزي والأوروبي، وأنا مثل الأطرش بالزفة، وكنت أسأل نفسي... لماذا كبار بالسن خاصة يهتمون بالكرة؟، وفسّرت الأمر بأنه هروب من الواقع.
وكذلك الواقع العربي ملتهب، هناك حروب في السودان ولبنان وسورية واليمن وغزة، وما أدراك ما غزة، لهذا أفضل الهروب نحو الكرة المدورة.
دورة الخليج الحالية تجمّع راق جميل، لكن لم أتابع إلا جزءاً من مباراة الكويت والبحرين، ولاحظت أن كاميرا التلفزيون تنقل لقطات من المدرجات ومعظم الجمهور من بناتنا والشباب الله يحفظهم، ولم نرَ لقطات لرابطة مشجعي الأزرق الذين كانت تهز طبولهم المدرجات... لا أعرف لماذا؟ ، وبعض بناتنا العزيزات حضرن وكأنهن يحضرن حفلة عبدالمجيد عبدالله، فقط إثبات حضور... أننا حضرنا... وأنتم ما حضرتوا... وحنا غير!
في دورات الخليج الأخيرة تقاربت مستويات الفرق، لهذا نبارك لمن فاز ولمن خسر، وفي الحقيقة الكل رابح بتجمع الأهل والإخوان من الدول المشاركة وهذا الربح الأكيد.