اليوم أترك مكاني للشباب، فمازلت على رأيي بإعطاء فرصة للشباب لكي يكتبوا ونستفيد من أفكارهم ونتعلّم منهم فهم قادة المستقبل، اليوم يأخذ مكاني سعود وليد التنيب...
اختار قاموس أوكسفورد مصطلح «تعفن الدماغ» ليكون مصطلح عام 2024، واعتمد خبراء اللغة هذا المصطلح لوصف تأثير التصفح المفرط والمتواصل على محتويات الانترنت ذات القيمة المنخفضة.
لا توجد أدلة علمية لتعفن الدماغ، إنما هو تعبير مجازي يجسّد المخاوف العالمية تجاه التكنولوجيا بشكل عام ومنصات التواصل الاجتماعي بالأخص.
مما لا شك فيه أن ثقافة الإنترنت غيّرت حياة البشر واهتمامات الناس بصورة لافتة للانتباه.
الأمر المثير للاستغراب في هذا الموضوع هو أن معظم الناس الذين ينطبق عليهم هذا الوصف يدركون تماماً بأن معظم محتوى التواصل الاجتماعي تافه ولا فائدة منه، ولكنهم على الأغلب ينغمسون في هذا المحتوى بشكل مفرط، هؤلاء الغالبية يدركون بأنهم أضاعوا أوقاتهم، وبعضهم قد يعلمون أنه كان بإمكانهم أن يستثمروا وقتهم بشكل أفضل.
قادني هذا الموضوع إلى تساؤل مهم: لماذا يكتب الصحافيون وأصحاب الأقلام اللامعة ومَن الذي يقرأ كتابتهم؟
كلمة عقل في اللغة العربية تعني الضبط والمنع والإمساك وضده التسيب والإطلاق والإرسال، العقل يمنع صاحبه عن ذميم القول وسوء الفعل والعاقل هو الذي يحبس نفسه عن هواها.
وهذا العقل البشري يتقوّى بأمور عديدة، كالقراءة والتجربة والحوار والرياضة.
القراءة من أهم العادات التي تنشّط ذاكرة الإنسان وتقوي تركيزه وتغذي عقله وتمنع الدماغ من التردي والتعفن.
لذلك، فإن الكاتب الذي يكتب في عالم تتزايد فيه المهازل والمخاوف مثل تعفن الدماغ إنما يكتب لإنقاذ العقول من التعفن واضطراب المبادئ، إنهم يكتبون لعلهم ينالون الشرف في تغذية عقول البشر وترسيخ الثقافة المفيدة التي تنمي الذات وتطور الشخصية.
وأترككم مع حِكمة قالها لي شخص عزيز على قلبي:
«اللي ما يقرأ ما يعرف يسولف».