«عندما ينجح صدفةً عملٌ بتركيبةٍ معيّنة يقومون باعتمادها في الأعمال اللاحقة»
منى طايع لـ «الراي»: لهذا يخاف مني المُنتجون
لم يتعامل أيّ من المُنْتِجين اللبنانيين الموجودين حالياً على الساحة مع الكاتبة منى طايع، مع أنها من أبرز الأسماء اللامعة في مجال الكتابة وكل أعمالها حققت النجاح من دون استثناء.
وتَعتبر طايع في حوار مع «الراي» أن المنتجين اللبنانيين يخافون منها مع أن شروطها ليست تعجيزية بل تصبّ في مصلحة العمل، مبدية ترحيبها «بكل منتج يحب التعامل معي وأتمنى ذلك، ولكنني لا يمكن أن أتنازل عن شروطي»، ومؤكدة أنها ستساهم في نهضة الدراما اللبنانية «في حال تحققت».
• أين أنتِ ككاتبة لبنانية من النهضة التي من المتوقّع أن تشهدها الدراما اللبنانية خلال الفترة المقبلة؟
- لا شك أنني سأساهم فيها في حال تحققتْ. وإذا كان المقصود بالإنتاج اللبناني المحلي مسلسل «بالدم» الذي صوّرتْه شركة «إيغل فيلمز» للكاتبة نادين جابر، فلا شك أنه يشكل خطوة مهمة جداً في مسيرة الدراما اللبنانية لأنها ستباع إلى السوق العربية، وهي دراما لبنانية بكل عناصرها، إنتاجاً وكتابةً وإخراجاً وتمثيلاً، وتصب في مصلحتها، ولكن علينا أن نعرف ماذا يمكن أن يحصل وراء هذا العمل وما الذي سيليه. وبصراحة، لا أحد يعرف، لأننا نعيش ظرفاً اقتصادياً صعباً جداً، والمحطات اللبنانية غير قادرة على الإنتاج، وفي حال أقدمت على خطوةٍ مماثلة وعادت إلى الإنتاج فإنها ستفعل ذلك بالحد الأدنى إنتاجياً، ولا يمكن أن أقبل إلا أن يُعرض مسلسلي بأفضل صورة للناس. وأتمنى أن نتمكن من بيع أعمالنا عربياً وأن يَثق العربُ بالمسلسل اللبناني كما بالدراما اللبنانية.
• ألا تظنين أن العربَ أصبحوا يثقون بالمسلسل اللبناني، على الأقل من ناحية الممثلين، وأن الدراما اللبنانية تجاوزت هذه المشكلة بعدما أصبح الممثل اللبناني معروفاً ومنتشراً عربياً؟
- شركة «إيغل فيلمز» أقدمت على خطوة مهمة وتشكل البداية، وهي حرصت على الاستعانة بعدد كبير من الممثلات والممثلين القديرين والمهمين والمخضرمين، إلى جانب ماغي بو غصن وبديع أبو شقرا وباسم مغنية، ومن بينهم إلسي فرنيني ونوال كامل ورفيق علي أحمد وجوليا قصار وكارول عبود وغيرهم. ولا شك أن صدى هذا المسلسل سيكون كبيراً جداً وأتمنى أن يَعكس صورة جميلة عن الدراما اللبنانية.
• ألا ترين أن اسم الممثل اللبناني قادر على التسويق للمسلسل اللبناني؟
- أتمنى ذلك. المنتج يستطيع أن يبيع عملاً على اسم الممثلة اللبنانية وليس اسم الممثل اللبناني، لأن الممثل اللبناني الرجل لا تُسند إليه أدوار البطولة، بل تم حصْره بالأدوار الثانية. ولا شك في أن الممثل اللبناني منتشر عربياً ولكن النجومية هي صناعة، والدراما اللبنانية خطت خطوتها الأولى في هذا الاتجاه وأتمنى أن تُستكمل لاحقاً.
• في رأيك، لماذا اهتمّ المنتجون بصناعة ممثلات نجمات لبنانيات ولم يهتموا بصناعة نجوم لبنانيين؟
- بصراحة لا أعرف لماذا كان المطلوب في بطولة الأعمال المشتركة نجمات لبنانيات ونجوم سوريون. ويبدو أن المنتجين اعتادوا على هذه التركيبة لأنهم وَجدوا أنها ناجحة، ولذلك تمسكوا بها وأكملوا تقديم أعمالهم على أساسها.
• هل لأنهم وجدوا أن الممثل اللبناني لا يستحق أن يكون نجماً عربياً؟
- ألا يستحق يورغو شلهوب أن يكون نجماً عربياً، وما الذي ينقصه؟ هل الموهبة أم الحضور أم الجمال أم العلم أم الثقافة؟ وماذا عن يوسف الخال وباسم مغنية؟ ألا يستحقان هما أيضاً أن يكونا نجميْن عربييْن!
• ولماذا لم يصنعوا منهم نجوماً عرباً؟
- لا أعرف كيف تم إعداد تلك التركيبة التي اعتُمدت في الدراما المشتركة.
• وهل التمسك باعتماد تلك التركيبة دليل على قصر نظر أم أنه مجرد تكرار لتجارب ناجحة؟
- عندما ينجح صدفةً عملٌ بتركيبةٍ معينة فإنهم يقومون باعتمادها في كل الأعمال اللاحقة. وربما كان مسلسل «روبي» هو أول عمل مشترك استخدَم هذه التركيبة.
• مسلسل «روبي» هو عمل مكسيكي معرّب؟
- واليوم غالبية الأعمال العربية مأخوذة عن الأعمال التركية.
• وهل ستظلين بعيدة في المرحلة الحالية عن الدراما، خصوصاً أنك ككاتبة تتمسّكين بشروط معينة ولا يمكن أن تتراجعي عنها أبداً؟
- الجميع تأثروا بالوضع الاقتصادي في لبنان، وهذه الأزمة تركت تداعياتها على كل الناس، فضلاً عن الظروف الأخرى التي مررنا بها منذ أزمة «كورونا» وحتى اليوم. كل شيء له توقيت في هذه الحياة، وهي ليست المرة الأولى التي أغيب ثم أعود.
• هل توافقين على أن «الشللية» التي تُعتمد حالياً في الدراما اللبنانية تركت تداعياتها السلبية على صنّاعها من كتّاب ومخرجين وممثلين، خصوصاً أنه يتم التعامل مع نفس الأشخاص في هذه المجالات؟
- عندما يجد المنتج أن الأسماء نفسها التي يتعامل معها من كتّاب ومخرجين وممثلين يساهمون في بيع أعماله عربياً لا يجد نفسه مجبراً على التعامل مع غيرهم. مع أنني أعتقد انه يوجد بعض التغيير في الأسماء، ولكن الدنيا عرض وطلب. المنتجون يخافون مني إلى حد ما لأنني لا أبيع نصي وأقول لهم «باي باي»، بل يجب أن يكون لي رأي في اختيار الممثلين، كما لا أسمح لأحد بأن يغيّر في نصي من دون العودة إليّ، وهذا الأمر يعرفه الجميع. أرحّب بكل منتج يحب التعامل معي وأتمنى ذلك، ولكنني لا يمكن أن أتنازل عن شروطي.
• ولا شك أنها شروط تصبّ في مصلحة العمل؟
- طبعاً، وهي ليست شروطاً تعجيزية.
• وهل توجد لديك نصوص جاهزة؟
- هناك نص جاهز أنجزتُه قبل خمسة أعوام وكان من المفترض أن تنفّذه الـ«LBCI»، ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية توقف كل شيء.
• ماذا تفعلين عندما لا تكتبين؟
- أقرأ وأشاهد التلفزيون، لكنني أمضيتُ فترة الحرب الأخيرة أمام الشاشة وكنت بعيدة عن الفن وأركّز كل اهتمامي على السياسة.