غارات أميركية ضد أهداف للمتمردين في اليمن

تشكيك إسرائيلي بجدوى مهاجمة إيران وبإمكانية وقف ضربات الحوثيين

دخان يتصاعد بعد غارة على صنعاء (أ ف ب)
دخان يتصاعد بعد غارة على صنعاء (أ ف ب)
تصغير
تكبير

شنت إسرائيل خلال العام 2024، أربع غارات في اليمن، استهدفت فيها ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء ومطار صنعاء الدولي، رداً على هجمات الحوثيين الصاروخية، لكن هذه الغارات لم تغير الواقع، إذ استمر المتمردون في اليمن بإطلاق الصواريخ باتجاه الدولة العبرية، وتسببوا عملياً بـ«تجفيف» ميناء إيلات الذي توقف العمل فيه كلياً.

واعتبر تقرير نشره «معهد الأبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، أن الحوثيين انتقلوا إلى مرحلة أخرى في معركتهم ضد إسرائيل، بهدف دفعها إلى وقف الحرب على قطاع غزة «ويحاولون الآن استنزاف سكانها بواسطة إطلاق صواريخ ليلياً باتجاه الوسط».

«ورغم اعتراض هذه الصواريخ إلا أنها تحقق غايتها لأنها تمارس ضغطاً على السكان الإسرائيليين، فصافرات الإنذار تدوي في مناطق واسعة في وسط البلاد»، بحسب التقرير.

وفيما تتعالى أصوات مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية، بينهم رئيس جهاز «الموساد» دافيد برنياع، تطالب بمهاجمة إيران كي يوقف الحوثيون إطلاق الصواريخ، بسبب عدم فائدة الغارات، إلا أن التقرير لفت إلى أن ذلك «يستند بالأساس إلى حقيقة أنه بعد الضعف الظاهر لحزب الله وإثر نتائج الهجوم الإسرائيلي في إيران، في 26 أكتوبر، واستهدف بشدة دفاعات طهران الجوية وقدراتها لإنتاج الصواريخ، أصبح من السهل أكثر على إسرائيل أن تعمل ضد إيران وفي أراضيها».

لكن التقرير أشار إلى أن «ثمة شكاً كبيراً جداً إذا كان هجوم في إيران سيغير شيئاً في حسابات الحوثيين بشأن استمرار عملياتهم. إذ إن العلاقات بين طهران والحوثيين بعيدة جداً عن وصفها بأنها علاقات بين، وصيّ وتابع».

وأضاف أنه رغم أن حركة «أنصار الله» تستعين بمساعدات إيرانية من أجل بناء قوتها العسكرية، وبضمن ذلك تزودها بسلاح إستراتيجي، «لكن بكل ما يتعلق باتخاذ القرارات، يحرص الحوثيون على استقلاليتهم ولا يأخذون بالضرورة المصلحة الإيرانية بالحسبان».

ووفقاً للتقرير، فإنه عندما هددت الإدارة الأميركية، طهران، وطالبتها بممارسة ضغط على الحوثيين كي يتوقفوا عن إطلاق النار باتجاه سفن أميركية تبحر في البحر الأحمر، لم يتغير شيئاً. «وسواء إذا كان الإيرانيون قد توجهوا إلى الحوثيين الذين رفضوا ذلك أو لم يتوجهوا بتاتاً، فإن النتيجة متطابقة، وهي أن قدرة إيران على التأثير على قرارات الحوثيين محدودة للغاية».

وينظر الحوثيون إلى عملياتهم ضد إسرائيل على أنها «تدخلهم إلى دوري الكبار»، وهذا بنظر باقية أعضاء «المحور»، وكذلك بنظر دول المنطقة التي تدرك أنهم «قوة ينبغي أخذها بالحسبان»، وفق التقرير.

وشدد على أن «من الصعب إلى درجة المستحيل إنشاء معادلة ردع مقابل الحوثيين، الذين ليس ثمة ما سيخسرونه تقريباً، واستمرار عملياتهم ضد إسرائيل والولايات المتحدة يعزز قوتهم، مقابل السكان المحليين أيضاً الذين يرزحون اقتصاديا تحت حكمهم».

ورجح أن هجوماً إسرائيلياً في إيران سيؤدي إلى رد، من شأنه أن يؤدي إلى تدهور المنطقة إلى حرب واسعة، التي ثمة شك كبير إذا كانت الإدارة الأميركية الحالية أو المقبلة معنية بها الآن.

واعتبر أن وقف إطلاق الحوثيين الصواريخ أو تقليصه يكمن في تغيير سياسة إسرائيل والتحالف بقيادة واشنطن في البحر الأحمر، وأن ذلك ينبغي إن يستند إلى أمور مركزية عدة.

هجمات حوثية

في المقابل (وكالات)، قال الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أمس، عن «عمليتين عسكريتين ناجحتين، الأولى استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا (تل أبيب) بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين 2. والثانية استهدفت محطة الكهرباء جنوب القدس المحتلة بصاروخ باليستي نوع ذو الفقار».

وأوضح سريع أن العمليتين تزامنتا مع عملية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بعدد كبير من المسيرات والصواريخ المجنحة «ما افشل هجوماً جوياً أميركياً كان يُحضر له على اليمن».

وأمس، نفّذت القوات الأميركية ضربات ضد أهداف تابعة للحوثيين في صنعا، استُخدمت لمهاجمة سفن حربية أميركية ومراكب تجارية.

وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) أن الهجمات بدأت الاثنين ونفذتها سفن تابعة لسلاح البحرية وطائرة قصفت أيضاً مناطق ساحلية خاضعة لسيطرة الحوثيين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي