قبل أسابيع، اجتمع ثلة من مشاهير الرياضة في الكويت في ديوان سهر والمعطش للوحدة الوطنية، وذلك للتحدث عن أهمية الرياضة بالكويت في تعزيز الوحدة الوطنية.
ففي عالم الرياضة يجتمع الكويتي، ابن الدخل البسيط والمتوسط مع ابن المليونير، فيها ابن المسؤول الكبير أو الوزير مع ابن الموظف البسيط، كل أطياف ومشارب الشعب تجمع ابناءهم فانيلة النادي الرياضي أو المنتخب الوطني، وتجمعهم الروح العالية اللطيفة في عالم الرياضة، والأداء الرياضي للاعب.
في ديوان الوحدة الوطنية تحدث نجما منتخب كرة القدم الكابتن عبدالرضا عباس والدكتور حسين المكيمي، ونجما منتخب كرة السلة الكابتن فيصل بورسلي، والدكتور هشام الرويح، الذي أدار الحوار أيضاً، فكان الحديث والقصص تدور حول ما تحققه الرياضة من خلال تجارب اللاعبين في تعزيز الوحدة الوطنية والتي هي متينة أصلاً في الكويت. لكن ما يلبث النقاش المطعم بأسئلة النخب الفكرية والأكاديمية من الحضور أن يتحول من دور الرياضة في الوحدة الوطنية إلى أهمية إصلاح الوضع الرياضي في الكويت، فقد توقف الحضور وأحياناً المحاضرون اضطراراً عند نقطة مهمة وهي، لأجل أن تحقق الرياضة دورها في تعزيز الوحدة الوطنية، يجب إصلاح الوضع الرياضي بالكويت، الذي هو بالفعل يحتاج إلى جهد كبير وإلى مراجعة لقوانين الرياضة والاستفادة من أصحاب الخبرات الرياضية في الكويت، ومنهم من له تاريخ مهم في أوج تألق الرياضة الكويتية، ومنهم من هم أساتذة أكاديميون أيضاً، يجب الاستفادة منهم لتطوير الرياضة، حتى تؤدي أدوارها المطلوبة منها بنجاح ما ينتج عنه أيضا تعزيز للروح الوطنية وابراز للهوية الوطنية.
الرياضة في الكويت تحتاج إلى مراجعة لوضع المسؤوليات في مكانها، ويكون لجهات عليا كالهيئة العامة للشباب والرياضة على سبيل المثال، يد في مراقبة ومتابعة الجهات الرياضية من أندية واتحادات.
يقول في ذلك الدكتور هشام الرويح في مقاله بعنوان «للتاريخ رواية قانون الرياضة» الذي تم نشره في صحيفة «الراي» في 14 نوفمبر 2024 «بعد مرور ما يقارب السبع سنوات من تطبيق القانون (قانون الرياضة رقم 87، في عام 2017) تبين عدم قدرة الهيئة العامة للرياضة على التدخل بشؤون الأندية أو الاتحادات الرياضية أو حتى رسم السياسات العامة لتطوير الرياضة، حيث اقتصر دور الهيئة العامة للرياضة على صرف الدعم المادي وتمويل انشاء المنشآت الرياضية وصيانتها».
الآن مع كأس الخليج لعام 2024 المقامة في الكويت، ومع النجاح الذي تحقق في تنظيم البطولة في أجواء شتاء الكويت البديعة، ومع الانجازات التي يحققها المنتخب الكويتي حتى كتابة السطور، ومع الحضور والاهتمام الجماهيري الكبير، حتى ان الأسواق والساحات العامة بشاشات عرضها العملاقة، ومدرجات استاذ جابر مع سعته الكبيرة، امتلأت بالجماهير عاشقة الرياضة، هذه الأجواء التي تحول الرياضة من جامعة وطنية في البلد، إلى جامعة إقليمية وعالمية تؤكد ضرورة الاهتمام بالرياضة وبالأندية الرياضية.