رأي نفطي

اكتشاف النفط الكويتي الثقيل... قيم مُضافة

تصغير
تكبير

هذا ما أعلنت عنه شركة نفط الكويت في الأسبوع الماضي، وأن كمياته بحدود 90 ألف برميل في اليوم، وستزيد إلى أكثر من 100 ألف مع منتصف العام المقبل، من حقل الرقة شمال البلاد، وهو من الحقول الصعبة لكنه إنجاز، ومن ثم إلى المزيد.

ومع تزايد خبراتنا في الحقول الصعبة والحصول على كميات إضافية جديدة، ومن ثم زيادة في معدل إنتاج النفط الكويتي، وهو الغرض الأساسي لشركة نفط الكويت.

وهذا الاكتشاف بالإضافة إلى الحقول البحرية المكتشفة أخيراً في فيلكا، سيؤدي لزيادة معدل إنتاج النفط إلى 3 ملايين برميل تقريباً، للوصول إلى معدل إنتاج يفوق أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم، لنفط الكويت، من دون إنتاج الحقول النفطية المشتركة في الخفجي والوفرة.

ومن ثم تسجيل وتوثيق هذه الزيادات لدى منظمة «أوبك» للمحافظة على حقوقنا ومن ثم المطالبة بزيادة حصتنا بتوزيع الإنتاج، كما هو الحال مع أبوظبي والعراق.

هذا رغم أن كمياتنا من الإنتاج دون المطلوب، إلا أننا التزمنا نصاً وحرفاً بحصص وتقسيم الإنتاج والتصدير. مع أننا كان علينا عدم الموافقة على خفض الإنتاج، لأننا لم نزد من معدلات إنتاجنا كبقية أعضاء دول «أوبك». وقد نكون من الدول الوحيده التي دائماً تلتزم بحصص من الإنتاج ومن دون أي تجاوزات.

وهذا النوع من النفط الثقيل سيتم تكريره في مصفاة الزور، حيث إنها معدة وجاهزة للنفط الثقيل وفيها من القيمة المضافة الواعدة. وكثافة هذا النفط عند 17 درجة، وهناك نفوط أثقل وعند 10 درجات، مثل النفط الفنزويلي، والذي يُعتبر ثقيلاً جداً، مثل الأسفلت او «الكار» والذي لا يمكن نقله إلا بعد تسخينه وتحويله إلى سائل.

في حين أن درجة النفط الخام الكويتي عند 31 درجة، إلا انه يعتبر ثقيلاً مثل حقلنا في برقان وكركوك في العراق وبوسعفه في السعودية والفنزويلي.

إلا أن أكبر حقول النفط الثقيل موجود في فنزويلا، ويطلق عليه «النفط الرملي»، وهو فعلاً مزيج من الرمال والطين، كثيف ولزج. لكن مع التقنيات المتقدمة ودرجات الحرارة، يمكن تحويل الثقيل إلى منتجات بترولية خفيفة، مثل وقود الطائرات ومادة النافثا والكيروسين ونسبة كبيرة من وقود التزييت ولاستعماله كوقود للحرق وفي محطات الكهرباء.

ولهذا انتهجت، مثلاً، الكويت، وهي الأولى بالاستثمار في المصافي وتكرير النفط الخام، حيث بنت أول مصفاة في الشعيبة عام 1963 وبمشاركة القطاع الخاص الكويتي وبنسبة 40 % ما بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك ما بين دول «أوبك».

من هذا المنطلق استثمرت في 6 مصاف محلية وخارجية. وتعتبر من أفضل المصافي المتطورة في العالم.

ومشكلتنا حالياً أننا لا نمتلك كميات كافية من النفط الخام لبيعه مباشرة، حيث إن طاقتنا التكريرية المحلية في حدود 1.400 مليون برميل في اليوم، إضافة إلى 3 مصافٍ خارجية بطاقة 600 ألف برميل في اليوم، ليتبقى لنا من النفط الخام للتصدير الخارجي، ما دون مليون برميل في اليوم.

ولذا الاستثمار وزيادة إنتاج النفط الخام هو المطلوب. والإسراع في إنتاج النفوط المكتشفة حديثاً في الجزر الكويتية، وتحديداً في حقل النوخذة وبنحو 3 مليارات برميل قابلة للزيادة. وهو يعادل تقريباً إنتاجنا لمدة 3 سنوات من النفط من دون الحدود المشتركة في جنوب البلاد.

وإلى المزيد من زيادة إنتاج النفط الخام ومن زيادة القيمة المضافة إلى الخام الكويتي بتكريره وتصنيعه، حيث بإمكاننا زيادة الطاقة التكريرية المحلية بأكثر من 400 ألف برميل في اليوم.

وفتح المجال أيضاً لبيع النفط الخام مباشرة بنحو 50 % والبقية للمشتقات والمنتجات المكررة.

مبروك لشركة نفط الكويت على إنجازها ونحو المزيد من الإنتاج.

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي