وفدان بحريني وليبي عقدا محادثات مع الشرع... ودمشق تتطلّع لعلاقات إستراتيجية مع القاهرة
عملية تمشيط واسعة في اللاذقية... وتوقيف عدد من «فلول ميليشيات الأسد»
في إطار حركة دبلوماسية نشطة تشهدها العاصمة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، استقبلت دمشق، أمس، وفدين من البحرين وليبيا.
والتقى الوفد البحريني بقيادة رئيس جهاز الأمن الإستراتيجي الشيخ أحمد بن عبدالعزيز آل خليفة، قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
وأفاد ناطق باسم الحكومة البحرينية لـ «فرانس برس» بأنه «تماشياً مع رئاسة البحرين الحالية للقمة العربية، تؤكد الزيارة إلى دمشق التزام المملكة بتعزيز الحوار من أجل استقرار سورية وازدهارها».
وأضاف «تمت مناقشة أهمية حفظ الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى دعم البحرين لعملية انتقالية شاملة تهدف إلى تعزيز المصالحة، ودعم التعافي الاقتصادي وتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري».
كما استقبل الشرع، وفداً ممثلاً للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وناقش الطرفان العلاقات الدبلوماسية ومسائل الطاقة والهجرة.
وقال وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي بعد لقائه الشرع إنه سيتم «رفع التمثيل الدبلوماسي» بحيث ستعين طرابلس «قريباً سفيراً دائماً ومقيماً هنا في دمشق».
وفي سياق متصل، كتب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على منصة «إكس»، أن الحكومة تتطلع إلى بناء «علاقات هامة واستراتيجية مع مصر تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما».
ميدانياً، ألقت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية في الإدارة الموقتة، أمس، القبض على عدد من «فلول ميليشيات الأسد» وعدد من المشتبه بهم في منطقة ستمرخو جنوب محافظة اللاذقية.
وأشارت «سانا» إلى مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر خلال عمليات التمشيط، التي لاتزال مستمرة.
بدوره، ذكر «تلفزيون سورية» أن إدارة العمليات أرسلت تعزيزات كبيرة إلى ريف حمص، لملاحقة فلول النظام المخلوع.
وكشف مصدر أمني سوري لـ «الجزيرة»، أن إدارة العمليات نصبت حواجز عسكرية على طريق قاعدة حميميم العسكرية الروسية في طرطوس وتمنع الدخول والخروج منها من دون تفتيش، بعد ورود أنباء عن فرار بعض الضباط السابقين إلى القاعدة الجوية.
والجمعة، خرج مئات من عناصر إدارة العمليات العسكرية في أول عرض عسكري لهم بشوارع دمشق.
وشهدت ساحة العباسيين تجمعاً كبيراً لمقاتلي «هيئة تحرير الشام»، الذين استعرضوا قوتهم عبر ركوب مركبات مزودة برشاشات ثقيلة.
شمالاً، تواصلت المعارك بين «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) و«الجيش الوطني السوري»، بالقرب من سد تشرين.
حذر أميركي
أميركياً، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه بينما يتعامل المسؤولون الأميركيون مع الإدارة الجديدة، إلا أنهم يدركون «حلقة مؤلمة» في السياسة الخارجية الأميركية الأخيرة والتي لاتزال عواقبها تتكشف، وهي استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان.
والتقى 3 دبلوماسيين أميركيين الأسبوع الماضي في دمشق، زعماء «هيئة تحرير الشام»، وكان هدفهم إقناع الجماعة المسلحة بحكم البلاد بطريقة معتدلة.
مع ذلك، يظل المسؤولون حذرين من الشرع، فهم يخشون أن يكون يتحدث بلطف لكسب الدعم الدولي بينما يخطط لتعزيز سلطته وربما فرض حكم إسلامي «متشدد»، كما فعل زعماء «طالبان» عام 2021.