كم مرة رأينا تلك المشاهد الهوليوودية التي تُجسّد الأبطال الخارقين وهم ينقذون البشرية من كوارث على وشك الحدوث؟ مشاهد أسطورية يصنعها مخرج عبقري، تتسلل إلى قلوبنا وعقولنا وكأنها الحقيقة المطلقة. دعوني اليوم أسرد لكم واحدة من «أكبر كذبات العصر الحديث»؛ ألا وهي الأطباق الطائرة!
قبل أن تُصدم عزيزي القارئ وتضع فنجان القهوة جانباً، دعني أخبرك أن هذه الأطباق الطائرة ليست كما يصورها الإعلام الغربي؛ فهي ليست مركبات لمخلوقات خضراء ذات عيون لوزية جاءت من «نبتون» أو «المريخ»! كلا، إنها صنيعة البشر أنفسهم.
«الأطباق الطائرة»... بين الخيال العلمي والحقيقة في خمسينيات القرن الماضي، بدأت الولايات المتحدة بنشر إشاعات عن ظهور أجسام طائرة في السماء، وتحوّلت القصة إلى مادة دسمة للأفلام والمسلسلات. لكن هل فكرت يوماً لماذا ظهرت هذه القصص فجأة؟ الجواب بسيط: لتبرير الميزانيات الضخمة للبرامج العسكرية والأبحاث السرية.
الأطباق الطائرة موجودة، نعم. لكنها ليست إلا جزءاً من مشاريع عسكرية فائقة السرية. تقنيات متقدمة طورها البشر، وتحديداً أميركا، لتبقى متفوقة عسكرياً على بقية دول العالم.
هوليوود... البطل الخفي في القصة
مثلما صنعت هوليوود شخصية «كابتن أميركا» ليكون رمزاً للقوة والحماية، تحاول أميركا اليوم لعب الدور نفسه على المسرح الدولي. ولكن بدلاً من درع «كابتن أميركا»، تقدم لنا «الأطباق الطائرة» كذريعة لحماية الأرض!
أميركا تريد أن تقول للعالم «نحن الأبطال، نحن حماة هذا الكوكب، وبدوننا ستسقطون في قبضة المخلوقات الفضائية!» والنتيجة؟ دول العالم تدفع المليارات لواشنطن تحت ذريعة «حماية الأرض»، بينما تُستخدم هذه الأموال لتمويل مشاريع عسكرية تُبقي أميركا في المقدمة.
سيناريو مارفلي بامتياز
تخيل معي المشهد: يظهر مسؤول أميركي في مؤتمر صحافي عالمي، وبوجه مليء بالجدية يقول «لقد رصدنا تهديداً فضائياً يهدد البشرية!» تبدأ الدول الكبرى بالصراخ، والدول الصغيرة بالارتجاف، والدول الغنية بإعداد دفاتر الشيكات! إنها رواية مارفلية بامتياز، لكنها تحدث على أرض الواقع.
ختاماً... مَنْ يخدع مَنْ؟
القصة ليست عن «أطباق طائرة» ولا عن «تهديد فضائي»، بل عن لعبة سياسية اقتصادية، تجعل العالم يلهث خلف السراب، بينما تُواصل أميركا لعب دورها كبطل خارق.
إذا رأيت طبقاً طائراً في السماء، لا ترفع يدك للسلام على مخلوق فضائي، بل فكر في الفاتورة التي ستدفعها دولتك تحت بند «حماية الكوكب»!