ربيع الكلمات

فقاعة العملات الرقمية... مقبلة!

تصغير
تكبير

العملات الرقمية يتم حالياً الحديث عنها في كل مكان تقريباً في الدواوين والمجالس، خاصة للباحثين عن الربح السريع من أبناء الجيل من الشباب الذين لم يتعلموا من دروس الماضي، الذين يعتبرون الأرباح السنوية بقيمة من 10 في المئة إلى 15 في المئة قليلة بالمقارنة مع الارتفاعات غير المنطقية لبعض العملات الرقمية، ومشكلة هذه العملات أنها أصول افتراضية لا تخضع لجهات رقابية معترف بها دولياً، لذلك، لابد من الحذر منها والابتعاد عنها لأنها فقاعة ستنفجر في الأيام المقبلة، والتاريخ خير شاهد لما حصل من أزمة المناخ قبل 40 عاماً تقريباً، نعم، هناك أناس كانوا أثرياء ولكنهم أين هم الآن، والفقاعة الاقتصادية تحدث عندما تتضخم أسعار الأصول بشكل كبير وبسرعة نتيجة المضاربة المفرطة، ما يؤدي إلى قيم غير مستدامة، ويقول كين غريفين - رئيس صندوق التحوط «سيتاديل» إنها فقاعة مضاربة.

وأبرز مشاكل العملات الرقمية الحالية أنها وهمية وغير مقبولة لدى الأطراف، ولا تصلح أن تكون مخزناً للقيمة، وهي ليست أداة للعد، قد يقول قائل إنها مقبولة في كبرى الشركات، نعم، كانت مقبولة ولكن هل مازالت إلى الآن مقبولة، بالطبع لا وتم التراجع عن ذلك في شركة «تيسلا» و«مايكروسوفت» وغيرهما من الشركات الكبرى في العالم، وذكر وارن بافيت، عن العملات الرقمية أنها تشبه «سم الفئران» وإنه لن يشتري كل عملات العالم من بيتكوين مقابل 25 دولاراً. وقال بافيت: ما يحدث حالياً سوف يؤدي بكل تأكيد إلى نهاية سيئة.

وتحدث الباحث اللبناني نسيم طالب، مؤلف كتاب «البجعة السوداء» عن رؤيته بشأن البيتكوين في مقابلة مع المجلة الفرنسية الأسبوعية «ليكسبريس»، أنه يرى أن البيتكوين فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح عملة لا مركزية ومخزناً للقيمة، وقال إن العملة المشفرة الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية عرضة للتضخم ولا يمكنها الحماية من أحداث البجعة السوداء، وأضاف أن إحدى مشكلات البيتكوين هي: أننا لسنا متأكدين من اهتمامات وعقليات وتفضيلات الأجيال القادمة، التكنولوجيا تأتي وتذهب، ولكن الذهب يبقى على الأقل مادياً، بينما ستنهار البيتكوين بالضرورة بمجرد إهمالها لفترة وجيزة.

ولكن ماهي العلامات التي تدل على أننا أمام فقاعة مقبلة؟

ما يحصل من تقلبات الأسعار بشكل حاد جداً لدرجة أنها تتضاعف بشكل سريع، والأمر الآخر هو الحديث المفرط عنها من قبل الناس والجمهور ووسائل الإعلام ما يدل على عدم المهنية والبحث عن الربح السريع، ولا يوجد في عالم الاستثمار شيء اسمه ربح سريع، كذلك اعتمادها على المضاربات بشكل أساسي وليس على سعر حقيقي، والعدد الكبير من العملات التي يتم اطلاقها بشكل يومي، لذلك هي «أداة احتيال» كما يصفها الرئيس التنفيذي لـ«جيه بي مورغان»، جيمي ديمون.

ومخاطر هذه العملات الرقمية كثيرة ومنها، التقلب الكبير في الأسعار والتعرض للاحتيال، وعدم التنظيم القانوني لأنها تعمل خارج رحم البنوك المركزية، والاستخدام في الأنشطة غير القانونية وبالتالي ذهاب الأموال إلى جهات غير مشروعة، وكذلك أثرها البيئي السيئ بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة.

الخلاصة، هي أن العملات والبنوك الرقمية ستكون مستقبل الاقتصاد بكل تأكيد، ولكن ليست هي الموجودة الآن في الأسواق، لأن غالبية العملات التي تتداول الآن هي عملات مجهولة المصدر وبالتالي ستختفي في المقبل من الأيام، وما يحصل هي مضاربات مثل لعبة الكراسي... وهي تمثل أزمة قيم كبيرة، وهناك عملات ستبقى والتي خلفها شرعية وبنوك مركزية وبالتالي زيادة في التنظيم وشفافية وقبول من قبل المؤسسات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي