ألوان

صقر الرشود

تصغير
تكبير

يصادف اليوم ذكرى وفاة أفضل مخرج كويتي وخليجي على مستوى المسرح، كما أنه من أبرز مخرجي المسرح العربي رغم مرور قرابة نصف قرن على رحيله عن الدنيا إلا أن أعماله محفورة في ذاكرة الفن الكويتي.

إنه الفنان صقر الرشود، الذي توفي في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1978م، والذي جمع بين التمثيل والإخراج، كما أنه مذيع متميز، إلا أن شهرته كانت في الإخراج المسرحي الذي يعشقه بصورة كبيرة.

ولم يكن صقر الرشود، قد درس الإخراج المسرحي أكاديمياً بل كان متسلحاً بالموهبة وبالاطلاع على الكثير من الأعمال المسرحية، كما أنه انطلق في بيئة مسرحية فقيرة أو متواضعة إلى حد ما، فكان صقر الرشود وراء أول نص مسرحي مكتوب في تاريخ المسرح الكويتي الرائد خليجياً لتتوالى بعد ذلك سلسلة من النصوص المسرحية المكتوبة، وقد شاركه الكاتب عبدالعزيز السريع، بكتابة بعض النصوص المسرحية الناجحة كما قاما معاً بإنشاء شركة إنتاج فنية.

وعندما نتناول مسرح صقر الرشود، فهو مسرح متنوع فنياً فلا توجد مسرحية تشبه الأخرى، إضافة إلى أنه استخدم اللهجة العامية كما أنه نجح باستخدام المسرح باللغة العربية الفصحى البسيطة التي يفهمها الجمهور.

ولم أر مخرجاً مثله عمل على تطويع مفردة فصحى وعليها نكهة بعض المفردات المحلية التي تعطي بعداً جمالياً مع استخدام مساحة خشبة المسرح كافة، ناهيك عن اللجوء إلى التراث وإسقاط العديد من القضايا الواقعية بأسلوب رمزي يساهم في زيادة الوعي لدى رجل الشارع البسيط، وقد تجلى ذلك في مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة»، وفي مسرحية «حفلة على الخازوق»، وكلنا نتذكر مشهد الصندوق وجمالياته الفنية، وقد حصد الرشود جوائز مسرحية عدة في المهرجانات العربية ورفع اسم الكويت فنياً بصورة مشرفة.

لست ناقداً فنياً، بيد أني أرى أن أفضل مخرج مسرحي في الكويت هو صقر الرشود، ومعه فؤاد الشطي، إضافة إلى أحمد مساعد، وفيصل العميري، رغم قلة تصديهما للإخراج المسرحي وتركيزهما على التمثيل.

لذا، على الوسط الأكاديمي في التعليم العالي ومعهم بعض الفنانين والنقاد عقد مؤتمر لدراسة أسباب ندرة المخرجين المتميزين ممن درسوا وتخرجوا في المعهد العالي للفنون المسرحية رغم مرور أكثر من خمسين عاماً على تأسيسه، ويمكن الاستفادة من بعض الفنانين والأكاديميين أمثال سعاد عبدالله، حياة الفهد وهيفاء عادل ومريم الصالح وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وعبدالرحمن العقل ومحمد جابر وخالد العبيد وعبدالله الحبيل وخليفة عمر خليفوه وجمال الردهان وعبدالعزيز السريع والدكتور خالد عبداللطيف رمضان والدكتور سليمان الشطي والدكتور محمد مبارك بلال والدكتور نجم عبدالكريم والدكتور علي العنزي، وأيضاً الصحافيين القريبين من المسرح، أمثال محبوب العبدالله وصالح الغريب وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر.

إنّ الكثير من المواقف التي حدثت في مسيرة صقر الرشود اضطرته إلى البحث عن بيئة مناسبة قدمها له صديقه الفنان عبدالرحمن الصالح، في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن فارق الحياة في حادث مروع بالخامس والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1978م.

ولقد تم إطلاق اسمه على إحدى المدارس كما تم تناول إبداعاته في بعض المناسبات الفنية من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفرقة مسرح الخليج العربي، وما زالت الصحافة تتناوله باستمرار كونه ظاهرة فنية لن تتكرّر.

همسة:

صقر الرشود بصمة مسرحية لن تُمحى في الفن الكويتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي