ضمن سلسلة تقارير المجموعة «قيادة الفكر»

«الوطني للثروات»: التخطيط الفعّال للتقاعد خطوة جوهرية للأمان المالي... مستقبلاً

تصغير
تكبير

- الادخار المبكر يعزز الانضباط المالي وعادات الاستثمار المستدامة
- ضرورة المراجعات الدورية وإعادة توزيع المحافظ لتنسجم مع الأهداف طويلة المدى

اعتبرت مجموعة الوطني للثروات، أن التخطيط الفعّال لمرحلة التقاعد من الخطوات الجوهرية لتحقيق الأمان المالي في المستقبل. ويتجلى أحد أبرز عناصره في اتقان توزيع الاستثمارات على الأصول المختلفة، ما يساهم في تطابق الاستثمارات مع مستويات تحمل المخاطر والأهداف المالية للشخص. ويعتمد التوزيع المثالي للأصول على التنويع عبر فئات مختلفة، تشمل الأسهم والسندات والاستثمارات البديلة، للموازنة بين المخاطر والعوائد المحتملة.

وذكرت المجموعة في تقريرها ضمن سلسلة قيادة الفكر، أن الأفراد ومع اقترابهم من سن التقاعد، تتغير ديناميكيات تحمل المخاطر لديهم، حيث ينصب معظم التركيز على حماية رأس المال نتيجة تقلص القدرة على التعافي من تقلبات الأسواق. وفي هذا السياق، تبرز أهمية المراجعات الدورية لتوزيع الأصول، التي تساهم في تحقيق أهداف التقاعد مع إدارة المخاطر بفعالية. وتساهم إعادة تقييم الاستثمارات بشكل منتظم، إضافة لإجراء تعديلات دورية بما يتماشى مع تطورات السوق والظروف الشخصية، في منح المتقاعدين فرصة أفضل للإعداد لتقاعد أكثر راحة واستدامة. كما يتيح هذا النهج الاستباقي خلق فرص للنمو المالي حتى بعد التقاعد، ما يعزز الاستقرار المالي للأشخاص.

قيمة الوقت

ولفت التقرير إلى أن البدء المبكر في الادخار يشكل عاملاً حاسماً لتعظيم العوائد المالية، مستفيداً من الفائدة المركبة التي تتيح للعوائد النمو بوتيرة تراكمية بمرور الوقت.

ورأت المجموعة أنه مع تطور مراحل حياة المستثمرين، تتغير أولوياتهم واستراتيجياتهم الاستثمارية وقدرتهم على تحمل المخاطر. لذا، يصبح من الضروري إجراء مراجعات دورية وإعادة توزيع محافظهم الاستثمارية لضمان انسجامها مع أهدافهم طويلة المدى.

• المستثمرون الأصغر سناً (30 عاماً أو أقل): يتميزون بقدرة أكبر على تحمل المخاطر مع تفضيل الأسهم والأصول الموجهة نحو النمو، للاستفادة من العوائد طويلة الأجل التي يوفرها الأفق الزمني الممتد.

• المستثمرون في منتصف العمر (30 إلى 50 عاماً): تتجه هذه المجموعة لتبني نهج استثماري أكثر توازناً، ويرجع ذلك لتغير نوع المخاطر التي يرغبون في تحملها نتيجة لتغير متطلبات الحياة، مثل شراء المسكن أو التخطيط لتعليم الأطفال.

• مرحلة ما قبل التقاعد (50 عاماً فأكثر): مع اقتراب مرحلة التقاعد، يتجه المستثمرون عادة لتبني استراتيجيات أكثر تحفظاً، حيث يركزون على الحفاظ على رأس المال والاستثمار في الأصول المدرة للدخل، بهدف تأمين تدفق نقدي مستدام خلال هذه المرحلة.

خطة منهجية

واعتبرت المجموعة أن الخطة المنهجية للاستثمار، أحد الأساليب الفعالة المستخدمة للتخطيط لمرحلة التقاعد، حيث تعتمد على استثمار مبلغ ثابت من المال بشكل دوري، بغض النظر عن تقلبات السوق.

وتعرف هذه الإستراتيجية بمتوسط التكلفة بالدولار (شراء دَوْرِيّ بمبالغ ثابتة لأوراق مالية) ما يقلل تأثير التقلبات السعرية للأسواق على المحفظة الاستثمارية. يساعد استثمار مبلغ ثابت على فترات منتظمة في شراء المزيد من الأصول عند انخفاض أسعارها. كما تساعد هذه الطريقة على تعزيز الادخار المنضبط، وتحول عملية الاستثمار إلى روتين منتظم ضمن بنود الميزانية. وبمرور الوقت، يمكن أن يساهم تأثير العوائد المركبة في تراكم الثروات، ما يجعل هذه الاستراتيجية مثالية للأفراد من مختلف الفئات العمرية، سواء كانوا شباباً أو في منتصف العمر أو حتى كبار السن، حيث تعزز الاستقرار المالي والنمو المستدام.

المستشار المالي

وأشار التقرير إلى أن المستشار المالي يساهم بشكل كبير في تصميم إستراتيجيات استثمار تتسق مع الأهداف الشخصية ودرجة تحمل المخاطر المناسبة لكل فرد، لاسيما للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، الذين يتطلبون استراتيجيات توزيع استثماراتهم على أصول أكثر تعقيداً. ويأخذ المستشارون في عين الاعتبار مجموعة عوامل، مثل ظروف السوق، والآثار الضريبية، واحتياجات الدخل المستقبلية لتطوير خطة مالية شاملة. وتعتبر عملية إعادة التوازن المنتظم للمحفظة من الأمور الجوهرية لضمان توافقها مع أهداف التقاعد.

اعتبارات التقاعد

1 - التخطيط للنفقات غير المتوقعة، بما في ذلك تغطية الظروف الصحية الحرجة: يواجه المتقاعدون غالباً تكاليف غير متوقعة، خاصة تلك المتعلقة بالرعاية الصحية. لذلك، يعد توافر احتياطي للطوارئ جزءاً أساسياً من خطة تقاعد مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات.

2 - البدء مبكراً في الادخار: من المهم أن تبدأ الادخار للتقاعد في أقرب وقت ممكن للاستفادة من الفائدة والعوائد المركبة. حيث يعد تعظيم قيمة المساهمات خلال سنوات العمل من الأمور الجوهرية لتحقيق النجاح المالي المستدام على المدى الطويل.

3- تنويع مصادر الدخل وإعادة توازن المحفظة بانتظام: يعتبر الاستثمار المتوازن مفتاح تحقيق نتائج تقاعدية مثمرة. حيث تساعد التعديلات الدورية على المحفظة، وفقاً لظروف السوق في ربط استراتيجياتك مع أهدافك المالية ودرجة تحملك للمخاطر.

4- خطط لحياة طويلة: بما أن التقاعد قد يمتد لفترة طويلة تصل إلى 35 عاماً، من الضروري ضمان نمو استثماراتك بشكل مستمر لمواكبة التضخم والحفاظ على القوة الشرائية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي