5 قتلى و200 جريح في «كارثة السوق الميلادي»
ألمانيا: منفّذ الهجوم «معاد للإسلام»
- السعودية تؤكد موقفها في «نبذ العنف»
أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، أنّ سائق السيارة التي دهست حشداً من الناس في سوق ميلادية بمدينة ماغدبورغ، هو طبيب «معاد للإسلام»، في حين أفاد الادعاء العام بأن الاتهامات الجاري إعدادها ضد المشتبه به، هي القتل في خمس تهم والشروع في القتل في 205 اتهامات.
وخلال مرافقتها المستشار أولاف شولتس لتفقّد موقع الكارثة، حيث سقط خمسة قتلى على الأقل، بينهم طفل، وأكثر من 200 جريح، قالت الوزيرة عن دوافع المهاجم، إنّ «الأمر الوحيد» الذي يمكنها تأكيده حالياً «هو أنّه معاد للإسلام»، وذلك استناداً إلى المواقف التي عبّر عنها.
من جانبه، تعهّد شولتس، الذي انضم إليه عدد من السياسيين، بأن تردّ ألمانيا «بكل قوة القانون على الهجوم الرهيب».
ودعا إلى الوحدة الوطنية في مواجهة «الكارثة الرهيبة»، وذلك في وقت تشهد فيه ألمانيا نقاشاً حاداً بشأن الهجرة والأمن، مع اقتراب إجراء انتخابات في فبراير المقبل.
وألقت الشرطة القبض على طبيب نفسي يبلغ من العمر 50 عاماً، في مكان الحادث بجوار السيارة التي دهست الحشد ليل الجمعة، مخلّفة وراءها أضراراً جسيمة وضحايا ودماء.
والمشتبه به، وصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت التي تقع عاصمتها ماغدبورغ على بُعد 160 كيلومتراً من برلين.
والرجل الذي قدّمته وسائل الإعلام المحلية باسم «طالب»، عبّر عن آراء مناهضة للإسلام بقوة، وهو ما يعكس خطاب اليمين المتطرف، وفقاً لمنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي ومقابلاته السابقة.
وبينما أصبحت آراؤه التي يعبّر عنها عبر الإنترنت أكثر تطرّفاً، اتّهم الحكومات الألمانية السابقة بوضع خطة لـ «أسلمة أوروبا».
وذكرت صحيفة «بيلد» أنّ أول اختبار مخدّرات أُجري له ثبُت أنّه إيجابي، وذلك بعدما استخدم عناصر الشرطة، مجموعة اختبارات يمكنها الكشف عن مخدّرات مثل القنّب والكوكايين والميتامفيتامين.
وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة، سيارة سوداء اللون تسير بسرعة عالية مباشرة عبر حشد من الناس وسط الأكشاك.
وأوضحت الشرطة أن السيارة اصطدمت بالحشد «لمسافة 400 متر على الأقل في سوق عيد الميلاد».
وسارع اليمين المتطرف، في ألمانيا وخارجها، إلى التعليق على الهجوم، في ظل جدل يدور حول الأمن واستقبال المهاجرين.
وسألت الرئيسة المشاركة لحزب «البديل من أجل ألمانيا» أليس فايدل عبر منصة «إكس» «متى سينتهي هذا الجنون؟». ويحل حزبها ثانياً في استطلاعات الانتخابات التي ستجرى في 23 فبراير.
من جانبه، حذّر المسؤول في الحزب الديموقراطي الاجتماعي ديرك فايسي السبت من استخلاص استنتاجات متسرّعة.
وقال «يبدو أنّ الأمور هنا مختلفة عمّا كان مفترضا في البداية»، مضيفا أنّ ملف المشتبه به يشير إليه كمتعاطف مع حزب البديل من أجل ألمانيا ومع إيلون ماسك.
وذكرت مجلة «ديرشبيغل»، أن المشتبه به متعاطف مع أفكار حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.
وحذرت أجهزة الاستخبارات الألمانية قبل موسم الأعياد، من أن أسواق عيد الميلاد هي «من الناحية الأيديولوجية هدفاً مناسباً للأشخاص ذوي الدوافع الإسلامية».
وتأتي هذه العملية بعد ثماني سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقاً لعيد الميلاد في برلين أودى بحياة 13 شخصاً.
وقد أعربت عواصم عدة عن «صدمتها»، بينما أعلنت الرياض في بيان عبر منصة «إكس»، أمس، «تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس... معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف».
وجدّدت قطر، موقفها «الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب».
وأكدت سلطنة عمان موقفها الثابت «في رفض كل أشكال العنف والإرهاب مهما كانت دوافعه ومسبباته».