تألقوا بروائع الزمن الجميل على خشبة «مركز جابر الثقافي»
المشعوف وناجي وشرارة أشعلوا «صوت السينما»... بأغاني الأفلام
لم يكن حفلاً غنائياً فحسب، بل كان استدعاءً للزمن الجميل بأكمله... بأغانيه وأفلامه، وذكرياته التي لا تزال حاضرة في وجدان المستمع والمشاهد العربي.
فقد أحيا الفنانون خلف المشعوف ومروة ناجي ونداء شرارة ليلة استثنائية تعنونت بـ «صوت السينما» مساء الخميس، على خشبة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن موسم «شتا الكويت» الذي تنظمه شركة «ليلة عمر» للمنتج عبدالعزيز الزيدي.
وقضى الجمهور الكويتي 3 ساعات لا تُنسى مع النغم الأصيل والأغاني الخالدة التي احتوتها السينما المصرية منذ ستينات القرن الماضي. فَمَن منا لا يتذكّر أغنية «قلبي دليلي» للفنانة ليلى مراد، أو «طاير يا هوى» لمحمد رشدي من فيلم «فرقة المرح» أو «أما براوة» لنجاة الصغيرة من فيلم «ابنتي العزيزة» أو «إن راح منك ياعين» للفنانة شادية من فيلم «ارحم حبي» أو «جانا الهوى» للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من فيلم «أبي فوق الشجرة»، وغيرها من الأعمال الخالدة.
مفاجأة الحفل
ولعلّ ديكور المسرح الذي بدا كشريطٍ سينمائي، أضفى جمالية أخرى على الحفل، بعدما أنعش الذاكرة بأفلام الأبيض والأسود، وحتى الأفلام الملوّنة التي اشتهرت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كما نجح القائمون على الحفل بالخروج عن الشكل التقليدي للحفلات الغنائية، عبر توفير كل عناصر المتعة والإبهارعلى مستوى الصوت والإضاءة.
في البداية، اعتلى المشعوف خشبة المسرح، بمصاحبة فرقة موسيقية بقيادة المايسترو الدكتور إيهاب عبدالواحد وبوجود مفاجأة الحفل الموسيقار الكبير فاروق سلامة، صاحب أجمل «صولوهات» على آلة «الأكورديون»، والذي يعتبر آخر أعضاء فرقة كوكب الشرق أم كلثوم.
وأطرب المشعوف جمهوره بمجموعة من أغاني الأفلام، حيث استهلها بأغنية «أهواك» لعبدالحليم حافظ، ثم «ليالينا» لوردة الجزائرية، فأغنية «على بلد المحبوب» لعبده السروجي، و«في نور محياك» لأم كلثوم، لتكون رائعة «جانا الهوى» مسك ختام وصلته الغنائية، حيث استعرض من خلالها قدراته الصوتية الهائلة، فحاز إعجاب الجمهور بكل اقتدار.
وفي نهاية الوصلة، جرى تكريم العازف فاروق سلامة، من قِبل المشعوف والرئيس التنفيذي لشركة «ليلة عمر» عبدالعزيز الزيدي، وذلك تقديراً للمشوار الفني الطويل لهذا الفنان الكبير، وكانت بادرة وفاء جميلة صفق لها الجمهور كثيراً.
«طاير يا هوى»
في غضون ذلك، أبدعت المطربة نداء شرارة، باختيارها لسبع أغنيات، استهلتها بـ «طاير يا هوى» لمحمد رشدي، أتبعتها بأغنية «إن راح منك يا عين»، قبل أن تشدو بـ «حكايتي مع الزمان» لوردة.
كما تألقت بأغنية «القريب منك بعيد» لنجاة الصغيرة، و«على قد الشوق» و«أول مرة تحب يا قلبي» لعبدالحليم حافظ، لتختم وصلتها بأغنية «لولا الملامة» لوردة الجزائرية.
من بعدها، أبدعت الفنانة مروة ناجي، بأداء 10 أغانٍ لكبار المطربين، هي «أنا قلبي دليلي» و«أما براوة»، «قلبي ومفتاحة»، «غنيلي شوي شوي»، «يا مسافر وحدك»، بالإضافة إلى أعمال أخرى متنوعة، مثل «على رمش عيونها»، «العيون السود»، «ما تفوتنيش أنا وحدي»، «سهر الليالي» و«حبك نار».
«الفن الجميل»
عبّر المطربون الثلاثة خلال مؤتمر صحافي مُصغّر عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد في الكويت والالتقاء بجمهور مركز الشيخ جابر الثقافي، كما أبدوا إعجابهم الشديد بفكرة «صوت السينما» وبالديكور الرائع للمسرح، الذي أعادهم إلى عالم الفن الجميل.