أخيراً، وبعد معاناة استمرّت لأكثر من 50 عاماً تمكن الشعب السوري الشقيق من تنفس الصعداء، والتخلص من نظامِ حُكْمٍ جثمَ على صدورهم لعشرات السنين، وحكَمهم بالحديد والنار.
نظام فتح السجون والمعتقلات أكثر من فتح المدارس والمستشفيات، نظام قتل من الشعب السوري ما لم يفعله مع العدو الصهيوني.
نظام شهدت على بشاعة حكمه السجون، لتحكي مآسي من التعذيب لم ير التاريخ مثلها، وما خفي أعظم!
أخيراً، استطاع الأشقاء في سورية العيش بحرية وتمكّن الفرد من السير في الطريق دون خوف من إلقاء القبض عليه وإلقائه في السجون دون تهمة، أخيراً، صار بمقدور أحدهم أن ينام قرير العين دون أن يقتحم بيته زوّار الفجر.
نبارك للأشقاء في سورية هذا التحرير والذي تحقق بفضل من الله تعالى ثم بتضحيتهم بالغالي والنفيس.
ندعو الله أن يوفقهم لبناء دولة تعتز بدينها وتوحّد أبناءها على اختلاف عرقياتهم ومذاهبهم.
ونسأل الله تعالى أن يقيهم شر الأشرار وكيد الفجار، ممن ساءهم ما حققته المعارضة من نصر وتحرير.
بدأنا نسمع أصواتاً تعمل على تشتيت الانتباه، وتحاول وضع العصا في الدولاب، وتثير الشكوك حول الحكومة الجديدة.
فهناك من يُطالب بدولة مدنية، وهناك من يستنكر عدم الرد على العدوان الصهيوني على الأراضي السورية، وهناك من يعترض على تولي أصحاب اللحى مناصب في الحكومة!
معظم هؤلاء كان إما داعماً أو متفرجاً على جرائم النظام المخلوع، معظم هؤلاء لم يشارك في إسقاط النظام، معظم هؤلاء لم نسمع له مطالبة للنظام السابق بتحرير الجولان!
نقول لهؤلاء: (قولوا خيراً أو أكرمونا بسكوتكم).
إنّ تحرير سورية وفرحة أهلها ليبعث في قلوبنا الأمل أن نرى مثل تلك الفرحة على وجوه أهلنا في غزة والذين طالت معاناتهم، ويبعث الأمل في أن نرى راية التحرير على ربوع المسجد الأقصى وكل فلسطين، وما ذلك على الله بعزيز.
**
كتبت قبل عام عن الشيخ الفلسطيني خالد نبهان، أبو ضياء، صاحب العبارة المشهورة (روح الروح)، والتي قالها عن حفيدته التي استشهدت بعد قصف صهيوني لمقر لجوئهم في قطاع غزة.
وظل أبو ضياء خلال عام كامل يشارك الناس أحزانهم، ويخفف عنهم معاناتهم، ويساعد في تثبيتهم، ويشارك في تقديم المساعدات لهم... حتى ارتقى شهيداً يوم الاثنين الماضي بعد قصف صهيوني لمخيمهم، لينال خاتمةً يتمنّاها كل مسلم.
قالوا: قتلته إسرائيل، فقلت: قتله الصهاينة بسلاح أميركي وتواطؤ غربي وتخاذل عربي.
وعند الله تجتمع الخصوم.
X : @abdulaziz2002
vshgjd