من الطبيعي أن يكون لكل ناجح أعداء، ينتقدون كل شيء يصدر منه، وينكرون إيجابياته، هُم أناسٌ غير راضين عن أنفسهم، ويشعرون بالغيرة من غيرهم حتى لو كان قريباً أو صديقاً، ولولا الحاقد لما عرفتَ مدى نجاحك وما عرفت قدر نفسك، تجاهل ووطن نفسك على تلك الحياة التي يكثر فيها الأعداء.
غالباً هم أصحاب نفوس شريرة، تسيء لغيرها لما في نفوسهم من بغضاء وعداوة وحقد وحسد، يحزن هؤلاء إن رأوا غيرهم وصل إلى رتبة أعلى من رتبتهم ومنزلة يتمنونها لأنفسهم، نفس الحاسد أو العدو خبيثة لا تحب الخير لمن حولها... فيصبح أول وأسهل وسيلة لتفريغ ما يحمله من ألم: الانتقام والإيذاء والوقوف في طريق من يفوقه، والتعامل معهم بقسوة وشكل مندفع عدواني.
يقول علماء النفس في تلك الشخصيات: انهم يعيشون بروح الشر تجاه الآخرين، ويفكرون في الأذى، وتملأ نفوسهم العدوانية والكراهية وإيذاء الغير، هؤلاء مرضى نفسيون، وهم عدوانيون بطبعهم، وتتملكهم روح الأنانية المطلقة، حتى ولو على حساب الآخرين ولا يهتمون بشيء سوى الاهتمام بأنفسهم.
وكما في قول الشاعر: (كنْ كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بصخرٍ فيُلقي أَطيبَ الثمرِ) فهو توجيه ونصيحة لكل من نجح باجتهاده، وبصده عن الضعفاء وابتعاده عن أذاهم؛ لأنهم الأصل في الضرر والفشل، وحتى تظل ناجحاً قوياً خذ الحذر من تلك الفئة الظالمة، وقف في وجه الريح وأمام من يحاول أن يحطم ما جنيته من خير وكل ما فيه أثر وقيمة طيبة.
الشجرة العالية المثمرة مهما زاد عدد الحاقدين عليها والمؤذين لها تبقى شامخة وتعطي ثمراً كريماً، فإن الحجارة لا ترمى إلا على الشجرة المثقلة بالثمار، صاحب العمل الطيب، يزيد شجاعة كلما زاد الأعداء، ويزيد نجاحه عند تجاهل كل ما يعوقه في الحياة، ويدفعه ذلك إلى زيادة العطاء...الحياة رحلةٌ سريعة ينبغي أن نعيشها بثقة وسلام، ونصد عن كل ما يجلب الضرر والأحزان.