المنطقة بعد سقوط الأسد واحتلال إسرائيل لجبل الشيخ... سيناريوهات أولية لواقع ضبابي و«مستقبل مجهول»

مرتفعات جبل الشيخ
مرتفعات جبل الشيخ
تصغير
تكبير

شهدت المنطقة تحولات جذرية مع سقوط نظام بشار الأسد في سورية، وتداعيات هذا الحدث على مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. كما أن احتلال إسرائيل لجبل الشيخ، يفتح الباب لتغيرات إستراتيجية عميقة في ميزان القوى في المنطقة.

ويمكن قراءة هذه التطورات من خلال التوازنات الجديدة التي ترسم معالم الشرق الأوسط.

تداعيات سقوط الأسد

- تفكك المحور الإيراني: يُعد سقوط نظام الأسد ضربة كبرى لمحور المقاومة بقيادة إيران. سورية كانت نقطة ربط حيوية بين طهران و«حزب الله» في لبنان. الآن، سيحتاج هذا المحور إلى إستراتيجيات بديلة لتعويض الخسارة.

- تحولات داخل سورية: ظهور نظام جديد بقيادة أحمد الشرع، يعني انتقال سورية إلى مرحلة جديدة. هذا النظام قد يسعى إلى تحقيق استقرار داخلي بدلاً من تصعيد التوتر مع إسرائيل، ما يفتح الباب أمام تحالفات مع قوى إقليمية مثل تركيا وغيرها.

- صعود قوى متطرفة: يفسح سقوط الأسد المجال أمام قوى إسلامية لملء الفراغ السياسي والعسكري.

موقف إسرائيل

- احتلال جبل الشيخ: يمثل الاحتلال خطوة لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الحدود الشمالية. ويمنح تل أبيب ميزة إستراتيجية في مراقبة أي تهديد محتمل من سورية ولبنان.

- التوجه نحو تهدئة مع سورية الجديدة: تصريحات الشرع حول عدم رغبة نظامه الجديد في التصعيد مع إسرائيل قد تؤدي إلى اتفاقية «عدم اعتداء» غير رسمية.

لكن إسرائيل ستظل في حال ترقب لأي تغيرات في الموقف أو التدخلات الإقليمية.

- التعامل مع «حزب الله»: تراجع الدعم الإيراني للحزب يعزز موقف إسرائيل، وقد تستغله لتوجيه ضربات إستراتيجية أو لإبرام اتفاقيات تهدئة مع لبنان.

أثر التدخل الأميركي

- إدارة دونالد ترامب وسياسات إيران: إعادة طرح الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية يعكس سياسة أميركية متشددة. وقد يؤدي ذلك إلى تعزيز التحالفات بين إسرائيل ودول عدة لمواجهة التهديد الإيراني.

- التنسيق الإسرائيلي - الأميركي: استمرار التعاون الوثيق مع واشنطن ضروري لإسرائيل لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سورية ولبنان، بما في ذلك تقويض النفوذ الإيراني.

التحديات الإقليمية

- إيران وطموحاتها النووية: انهيار المحور السوري - الإيراني قد يدفع طهران إلى تسريع برنامجها النووي لتعويض خسائرها الإستراتيجية، وهذا يضع المنطقة أمام احتمال مواجهة عسكرية جديدة.

- القلق من موجات ارتدادية للانهيار السوري، قد يدفع بعض الدول إلى تعزيز سياساتها الدفاعية والتعاون مع إسرائيل لضمان استقرار حدودها.

مستقبل القضية الفلسطينية

- غزة و«حماس»: استمرار الضغط على حركة «حماس» في ظل الوضع الإقليمي الجديد قد يدفعها إلى تقديم تنازلات في ملف الأسرى وصفقة تبادل محتملة. لكن على المدى البعيد، سيظل الوضع في غزة تحدياً كبيراً لإسرائيل والدول المجاورة.

- الدور الإقليمي للفلسطينيين: غياب أفق سياسي واضح يعمق معاناة الفلسطينيين، ما يحد من قدرتهم على التأثير في التحالفات الإقليمية، خصوصاً مع تركيز الدول المعتدلة على مواجهة إيران.

السيناريوهات المستقبلية

- سيناريو تفكيك التحالفات الإقليمية: قد تؤدي الضغوط العسكرية والسياسية إلى إضعاف إيران و«حزب الله»، ما يسمح بإعادة ترتيب التحالفات في المنطقة على أسس جديدة، تشمل تنسيقاً إسرائيلياً - عربياً غير مسبوق.

- سيناريو تصاعد الفوضى: إذا فشلت القوى الجديدة في بناء استقرار داخلي، فقد نشهد انتشاراً لقوى إسلامية وتزايداً في العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما يعيد إشعال الصراعات.

- سيناريو التسوية الإقليمية: سقوط الأسد وانهيار المحور الإيراني قد يفتح نافذة لإبرام تسويات سياسية واسعة تشمل الملف السوري واللبناني والفلسطيني.

وختاماً، فإن سقوط نظام الأسد واحتلال إسرائيل لجبل الشيخ، يمثلان نقطتي تحول في تاريخ المنطقة.

وبينما تسعى الأطراف الإقليمية والدولية إلى ملء الفراغ، يبدو أن المستقبل يعتمد على قدرة هذه القوى على التكيف مع الواقع الجديد وصياغة إستراتيجية شاملة لتحقيق الاستقرار. وفي غياب هذه الإستراتيجية، تبقى المنطقة عرضة لمزيد من الفوضى والتصعيد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي