الجولاني: إذا توافق اللبنانيون على قائد الجيش رئيساً للجمهورية فسندعمه

«حزب الله» يعضّ على جِراحه ويحاذر أي خطوة ناقصة

سوريون نازحون عند نقطة المصنع الحدودية (شينخوا)
سوريون نازحون عند نقطة المصنع الحدودية (شينخوا)
تصغير
تكبير

- ميقاتي لعلاقة مع سورية «تكون مرتكزة على مبدأ احترام السيادة وحُسن الجوار»

مع دخول «سورية الجديدة» أسبوعها الثاني بلا الرئيس المخلوع بشار الأسد، تتبلور تباعاً في بيروت مقاربتان، واحدة واقعيةٌ حيال الخفايا التي لم تَعُدْ خافيةً على أحدٍ

لـ«انقلابِ» الأيام الـ 11 الذي طوى صفحة حُكم البعث في «بلاد الشام» وارتداداته التلقائية على الوضع اللبناني رَبْطاً بمَعاني التفكيك «المتسلسل» للمحور الإيراني و«الاستفراد» بحلقات نفوذه، وأخرى مدجّجة بمعاندةٍ للإقرار بمسبِّبات وتداعيات الحَدَث السوري الذي اعتُبر من «المتتمات» العسكرية - السياسية لإضعاف «حزب الله» من خلال «حرب لبنان الثالثة».

وفي وقت تتمحور المقاربةُ الواقعيةُ حول «حزب الله» والتأثيرات الأكيدة لـ «قطْع» عمقه الجغرافي و«حبل السرة» الذي كان يربطه بإيران عبر العراق فسورية، مع ما لذلك من انعكاساتٍ حتمية على مجمل وضعيّته العسكرية التي أنهكتْها اسرائيل في لبنان قبل أن «تُجْهِز» على مخازنه الإستراتيجية في «بلاد الشام» وتالياً على قدرته على الحفاظ على مكتسباتٍ في الحُكْم أمسك بها بقوة الأمر الواقع، فإنّ المقاربةَ التي تنطوي على «حال إنكارٍ» للتحولاتِ المذهلة بَقِيَ الأكثر تعبيراً عنها و«تَلبُّساً» بها «حزب الله» الذي لم «يَرْمِ» بعد لغة «الانتصار» وفق تفسير «منْع العدو من تحقيق الأهداف» مع ما يستنبطه هذا التنكّر للوقائع من إصرارٍ على الإبقاء على حدٍّ معقول من دورِ «الناظم» لاستحقاقاتٍ مفصلية بما لا يبدّد كل مرحلة مُراكمة النفوذ وتمكينه، بالترهيب والترغيب، بالقوة الناعمة او المفرطة، على مدى نحو عقدين كان خلالهما لبنان «ساقطاً» عسكرياً وسياسياً في يد «المحور».

وإذ تشكّل الانتخاباتُ الرئاسيةُ وجلسة 9 يناير المقبل، مسرحَ العمليات الأقرب الذي يُراد أن يكون، من خصوم «حزب الله» في لبنان، فاتحةَ قفْل بابِ تَحَكُّمه بـ «الإمْرة» السياسية وضبْط «ساعة» البلاد على «توقيتِ» الزمن الجديد الذي تَدخله المنطقةُ وما زال مفتوحاً على مفاجآتٍ محتملة إضافية، فإنّ الحزبَ المُنْهَمِك أيضاً في تمرير هدنة الستين يوماً التي تَضَمَّنَها اتفاقُ وَقْفِ النار (بدأ سريانه في 27 نوفمبر) الذي تصرّ اسرائيل على تنفيذه بـ «نسخته» التي باركتْها سراً الولايات المتحدة (أي في جنوب الليطاني وشماله ومع حرية حركةٍ ضدّ كل تهديد وشيك أو في طور التحوّل خطراً) يسعى إلى «تَكَيُّفٍ» صعبٍ مع المستجدات التي تضعه عملياً بين تَجَرُّع خسارة بالنقاط أو القيام بأي دعسةٍ ناقصة «أخيرة» يمكن أن «تؤهّله» لضربة قاضية تتحيّنها تل أبيب.

نعيم قاسم

وتمّ التعاطي من خصوم «حزب الله» مع مواقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم (مساء السبت) على أنها تعبيرٌ عن تراجعاتٍ اضطراريةٍ لزومَ «تحديث» الخطاب و«اللحاق» بالتحوّلات المتدحرجة وأنها من باب «العضّ على الجِراح»، بالتوازي مع سعيٍ إلى استعادة تجارب سبق أن ثبت فشلها مثل استدعاء حوار حول الاستراتيجية الدفاعية التي تستنبط إحياءً لثلاثي «جيش وشعب ومقاومة» التي تشكل امتداداً لا مفرّ منه - بالمقياس الايديولوجي والعقائدي للحزب - لمعادلة «جيش، شعب وحرس ثوري» في إيران.

ففي حين يواكب «حزب الله» تنفيذ اسرائيل اتفاق وقف النار في شكل يكرّس أكثر فأكثر «يدها العليا» لمرحلة ما بعد الستين يوماً، في جنوب الليطاني وشماله، معتمداً خيار ترْك هذه المهلة تمرّ «بالتي هي» ولكن من دون أن يملك تصوراً حيال ما قد يكون عليه الواقع ابتداءً من 27 يناير في ضوء عدم استبعاد أن تكون كرة التحولات بلغت إيران نفسها، بدا قاسم في أول إطلالة بعد سقوط الأسد وكأنه قام بـ «ارتدادٍ» على تصريح سابق له اعتبرَ فيه أن أحد مرتكزات «انتصار» الحزب و«تألق» الممانعة يتمثل في إحباط هدف «الشرق الأوسط الجديد»، في موازاة محاولته التقليل من تداعيات خروج سورية من قوس النفوذ الإيراني على خط إمداده العسكري.

وفيما قال قاسم «إن المقاومة انتصرتْ لأن العدو لم يتمكّن من تحقيق هدفه المركزي وهو القضاء على حزب الله ولا من إعادة المستوطنين من دون اتفاق، ولم يتمكن أن يدخل إلى الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان»، أقرّ «نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سورية، ولكن هذه الخسارة تفصيل في العمل المقاوم ويمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي، ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى. المقاومة مرنة لا تقف عند حد معيّن فالمهمّ استمرارية المقاومة، أما الأساليب والطرق هذه يمكن أن تتغير وتتبدل وعلى المقاومة أن تتكيف مع الظروف لتقوية قدراتها، المهم أن تبقى مستمرة وتعمل على معالجة متطلباتها بطرق مختلفة».

«صفحة بيضاء»

وفي المقابل توقّفت أوساط سياسية عند أول إطلالة من قائد «هيئة تحرير الشام» في سورية أحمد الشرع ( أبومحمد الجولاني) على الواقع اللبناني وأفق العلاقة بين بيروت و«سورية الجديدة» وتأكيده أن «ليس لدينا خطط للتدخل في لبنان واذا تَوافَقَ اللبنانيون على قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية فسندعمه. وليست لدينا مشكلة مع لبنان بل بالعكس لا نريد ان نتدخل ونضغط على هذا البلد كما حصل سابقاً»، وسط انطباعٍ بأن هذا الموقف يؤشر إلى أنّ «صفحةً بيضاء» على وشك أن تُفتح في العلاقاتِ بين الجاريْن والتي حَكَمَتْها أزماتٌ عاصِفةٌ مديدة، رغم اعتقاد البعض أن كلام الشرع عن الرئاسة انطوى على اعتقادٍ ضمني بـ «قدرة على التأثير» لن يمارسها.

احترام السيادة وحسن الجوار

في موازاة ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «التنفيذ الشامل لتفاهم وقف النار ووقف الانتهاكات الاسرائيلية له أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى بلداتهم وقراهم، وهذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم وهي الولايات المتحدة وفرنسا».

وقال في المنتدى السياسي السنوي لرئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني والذي عقد مساء السبت في روما «ان تفاهم وقف النار الذي اقترحته وترعاه الولايات المتحدة وفرنسا من شأنه ازالة التوترات على طول جبهة الجنوب ويشكل الأساس لاستقرار مستدام وطويل الأمد. ومن شأن تطبيق هدا التفاهم أن يمهّد الطريق لمسار ديبلوماسي تؤيده حكومتنا بالكامل. ويهدف هذا النهج إلى معالجة الاشكالات الأمنية على طول الحدود الجنوبية وانسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلها وحل النزاعات على الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701».

وعن الملف السوري، قال رئيس الحكومة «قبل أيام قليلة، شهدنا تحولاً كبيراً في سورية من المتوقع أن يؤدي إلى إعادة رسم المشهد السياسي فيها للسنوات المقبلة. وما يعنينا بشكل أساسي في هذا الملف هو عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وعلى المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، المساعدة في حل هذه الأزمة من خلال الانخراط في جهود التعافي المبكر في المناطق الآمنة داخل سورية، وان تكون علاقاتنا مع سورية مرتكزة على مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار».

«لا بدّ من حضّ المسيحيّين على الانخراط بالعمل الوطني والسياسي»

الراعي: لقاء السلطة في «هيئة تحرير الشام» مع مطارنة حلب وكهنة دمشق كان مطمئناً

- لأهميّة بناء سورية على أساس من المواطنة والمساواة دون تمييز دينيّ أو طائفيّ أو عرقيّ أو ثقافيّ

| بيروت – «الراي» |

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أهميّة بناء سورية على أساس من المواطنة والمساواة دونما تمييز دينيّ أو طائفيّ أو عرقيّ أو ثقافيّ، ولا بدّ من حثّ المسيحيّين على الانخراط في العمل الوطنيّ والسياسيّ».

وقال الراعي في عظة الأحد «في ضوء الأحداث التي جرت في سورية في هذين الأسبوعين الأخيرين نوجّه التحيّة إلى مطارنة وأبناء أبرشيّاتنا المارونيّة الثلاث في كلّ من حلب ودمشق واللاذقيّة، وإلى سائر الكنائس الكاثوليكيّة والأرذوكسيّة والإصلاحيّة الزاهرة في سورية»، مضيفاً: «إنّ سورية هي مهد المسيحيّة المتجذّرة فيها منذ بدايتها. وبالتالي عاش المسيحيّيون فيها بإخلاص لها، وأعطوها من صميم قلوبهم لحماية العيش المشترك والعدالة والسلام والحريّة وحقوق الإنسان (...)».

وتابع «إنّ اللقاء الذي جمع السلطة في هيئة تحرير الشام مع مطارنة حلب، وكهنة دمشق كان مطمئناً، ونرجو أن يستمرّ كذلك. وقد أعرب المطارنة والكهنة عن رغبتهم في العمل معاً، والمشاركة في إدارة الشؤون العامّة لمصلحة المواطن السوريّ بشكلٍ عام والمسيحيّ بشكلٍ خاصّ. فعلى المسيحيّين أن يعيشوا حضورهم الطبيعيّ والفعّال في مجتمعهم السوريّ، لكونهم مكوّناً أصيلاً فيه وأساسيّاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي