وكيل «الرعاية الاجتماعية» يكشف عن خطة علاجية للقضايا الفكرية بالتعاون مع الجهات المعنية
الانضمام إلى «الجماعات المحظورة»... أخطر قضايا «الأحداث»
- جاسم الكندري لـ«الراي»: نعكف حالياً على إعداد خطة وطنية لمكافحة انضمام الشباب للجماعات الإرهابية
- لدينا 200 حدث مودعون في قضية قيادة سيارة من دون رخصة
- أبرز المعوقات نقص الكوادر الفنية وعدم توافر ميزانية كافية للبرامج والأنشطة
- بعض القوانين يحتاج إلى تعديل لمواكبة المستجدات الحديثة
- نعمل على تنفيذ مشاريع لخدمة أكثر من 600 طفل مجهولي الوالدين
- نقدم خدمات استثنائية لرعاية كبار السن استفاد منها نحو 35 ألف مسن
- 2210 مسنين يستفيدون من توزيع مستلزمات كبار السن
- 17 مسناً في الرعاية الإيوائية والباقون يستفيدون من الخدمات المتنقلة
أكد وكيل وزارة الشؤون المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية الدكتور جاسم الكندري أن من أخطر القضايا التي تتعامل معها إدارة رعاية الأحداث هي قضايا الانضمام إلى الجماعات المحظورة «الإرهابية»، إضافة إلى قضايا المخدرات والعنف والسرقة، مشيراً إلى أن أكثر القضايا للمودعين في دار الرعاية هي قضية قيادة السيارة من دون رخصة السوق، حيث تم إيداع أكثر من 200 حدث في الدار منذ بداية العام الحالي.
وقال الكندري، في حوار مع «الراي»، إنهم يسعون لتقديم خطة علاجية للقضايا الفكرية، بالتعاون مع الجهات المعنية في هذا الجانب، مشيراً إلى أن أبرز المعوقات التي تواجه القطاع تتمثل في نقص الكوادر الفنية، وعدم وجود ميزانية كافية لتنفيذ البرامج والأنشطة، وعدم وجود ثبوتيات للأبناء «مجهولي الوالدين» في الحضانة العائلية، بالإضافة إلى عزوف الكوادر الفنية والمتخصصة عن العمل في القطاع لأسباب عدة، لافتاً إلى أن بعض القوانين تحتاج إلى تعديل لتواكب المستجدات الحديثة.
وأضاف أن لدى القطاع العديد من المشاريع التي يعمل على تنفيذها، لخدمة أكثر من 600 طفل محتضن من مجهولي الوالدين، ومن أبرزها مشاريع الاحتضان، والأم والأب البديلان، والأُسرة الصديقة، كاشفاً عن تعيين 6 خبراء جدد في محكمة الأحداث، لحضور جلسات المحكمة الخاصة بهم، وجميعهم من الكوادر الوطنية.
وذكر أن الكويت تقدم خدمات استثنائية لرعاية كبار السن، حيث استفاد من توزيع مستلزمات كبار السن نحو 2210 مسنين ومسنات، ويستفيد من خدمات بطاقة أولوية أكثر من 35 ألفاً من المواطنين فقط، ومن خدمة مواقف كبار السن أكثر من 6400 مواطن ومواطنة، وأن عدد المستفيدين من الرعاية الإيوائية 17 نزيلاً من كبار السن فقط، ويستفيد بقية المسنين من الخدمات المتنقلة للقطاع.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• ما أبرز مهام قطاع الرعاية الاجتماعية؟
- قطاع الرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، هو أحد إنجازات الكويت الإنسانية والخيرية، لما يحققه من خدمات تعزّز الأمن الاجتماعي في المجتمع، وخاصة للفئات المستفيدة من خدمات الرعاية الاجتماعية، وهم المسنون، والأيتام مجهولو الأبوين، والأحداث الجانحون أو المعرضون للجنوح.
وقطاع الرعاية الاجتماعية يقدم خدمات اجتماعية ونفسية وتربوية وصحية ودينية، لشريحة الفئات المشمولة بالرعاية، وهذه الخدمات مستمرة على مدار الساعة، ويركز العمل في قطاع الرعاية على الشراكة المجتمعية، حيث لدينا شراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وجهات مختلفة ومتعددة في الدولة.
وقد وقعنا أخيراً بروتوكول تعاون مع بيت الزكاة، ومع العديد من الجهات التي نستفيد منها في قطاع الرعاية الاجتماعية، ولدينا تعاون وثيق مع مؤسسات كثيرة، فهذا القطاع قطاع إنساني، وفعلاً حقق الهدف المرجو منه في إظهار الوجه المشرق لدولة الكويت.
• وماذا عن مجمع دور الرعاية الاجتماعية؟
- مجمع دور الرعاية الاجتماعية تبلغ مساحته الاجمالية 425.500 متر مربع، فيما يصل عدد مبانيه الإيوائية والخدمية والإدارية إلى 33 مبنى.
مشاريع
• ما هي أبرز المشاريع التي تعملون على تنفيذها؟
- من أبرز المشاريع التي تم تدشينها أخيراً، هو مشروع «لمة الأهل» وهو عبارة عن مبادرة للتواصل ما بين المسنين والأطفال الأيتام، ويهدف لتعزيزالروابط الاجتماعية والإنسانية، والاستفادة من الحكمة والخبرة لدى كبار السن، وإثراء الحياة النفسية والعاطفية للطرفين، وخلق روح من البهجة ومظاهر الفرح لادخال السرور في نفوس الأطفال الأيتام وكبار السن.
وهو عبارة عن مبادرة من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة أمثال الحويلة، وتم إطلاقه قبل شهر تقريباً، وهذا المشروع للفئات المستهدفة داخل دور الرعاية فقط.
كما لدينا مشاريع تشغيلية عديدة، حيث تم افتتاح مدرسة الأطفال أخيراً لبعض الأطفال في دار الأطفال تحديداً ليواصلوا تعليمهم، حيث إن هؤلاء الأطفال لديهم بعض المشاكل القانونية لعدم وجود ثبوتيات لديهم، وهم من أبناء دور الرعاية والمقيمين في دار الأطفال (فئة مجهولي الوالدين) وبعض حالات التصدع الأسري، فنحن فتحنا المدرسة من جانب إنساني، ونراعي حقوق الإنسان، وخصوصاً أن لكل طفل الحق في التعليم.
• ما أبرز مشاريعكم المستقبلية؟
- عملنا اجتماعاً للجنة الفنية مع مديري قطاع الرعاية الاجتماعية لتزويدنا بالمشاريع المستقبلية وجار العمل على تسلمها ولدينا وقت حتى شهر أبريل القادم، ومن هذه المشاريع مشروع «رعاية الأجيال الذهبية» وهو مشروع يخص المسنين ونعمل على بلورة هذه الفكرة وكل إدارة ستزودنا بعدد من المشاريع كل في ما يخصه، كما نسعى لتطوير مشاريع تخص الأحداث لمكافحة العنف والمخدرات وغيرها.
قضايا الأحداث
• هل لك أن تطلعنا على أبرز وأخطر قضايا الأحداث التي تتعاملون معها؟
- لدينا قضايا تتعلق بانضمام أحداث إلى جماعات محظورة، وهي من أبرز وأخطر القضايا لدينا، إضافة إلى المخدرات والعنف والسرقة. وأكثر قضايا الأحداث المودعين لدينا تتمثل في قيادة السيارة من دون رخصة قيادة. فمن بداية السنة وحتى الآن دخل إلى دار الرعاية أكثر من 200 حدث في هذه القضية. أما عدد المودعين على قضية الانتماء لجماعات إرهابية فبسيط حالياً، حيث لدينا حالتان خلال الشهر الماضي، كما لدينا مودعون على خلفية قضية سب الصحابة، وهذه إحدى القضايا الفكرية التي تحتاج لمعالجة، ونحن نعمل على معالجة القضايا الفكرية، ونقدم لهم خطة علاج بالتعاون مع الجهات المسؤولة في الدولة.
• وهل هناك خطة علاجية للانحراف الفكري لدى الأحداث؟
- نعم، فقطاع الرعاية يعكف حالياً على إعداد خطة وطنية لمكافحة انضمام الشباب للجماعات الإرهابية والمحظورة، ونعمل على تطوير قانون الحضانة العائلية، ونعمل على تطوير قانون الأحداث وقانون رعاية المسنين بما يواكب المستجدات الحديثة.
تحديات
• ما أبرز المعوقات والتحديات التي تواجهكم؟
- من أهم المعوقات التي تواجهنا نقص الكوادر البشرية في قطاع الرعاية الاجتماعية، وكذلك نقص الميزانية المخصصة والتي تحتاج إلى زيادة لتنفيذ المشاريع.
ومن المشاكل والمعوقات التي نواجهها في القطاع، عدم وجود مدربين للورش الفنية والتدريبية في إدارة الأحداث، وعدم وجود ميزانية مخصصة لتنفيذ البرامج والأنشطة، وعدم وجود ثبوتيات للأبناء في الحضانة العائلية.
أضف إلى ذلك عزوف ونقص الكوادر الوطنية في التخصصات النفسية والاجتماعية. فنحن اليوم نحتاج إلى كوادر وطنية في هذه التخصصات. ومن التحديات عدم وجود مدربين في الورش التدريبية والفنية والمهنية وبعض القوانين والتشريعات تحتاج لتعديل لتواكب المستجدات الحديثة.
كما أن عدم وجود كادر مادي خاص للعاملين في قطاع الرعاية، تسبب في تسرب وعزوف الكوادرالوطنية عن العمل في القطاع، والاتجاه إلى العمل في وزارات أخرى، كما أن القطاع بحاجة لدورات تدريبية تخصصية لتطوير أداء ومهارات العاملين.
مشاريع عائلية
• حدثنا عن مشاريع الاحتضان والأم والأب البديلين، والأسرة الصديقة في إدارة الحضانة العائلية.
- مشروع الاحتضان، يتمثل في أن تتقدم إحدى الأسر الكويتية بطلب احتضان ابن، ويعرض على لجنة فنية وتتم دراسة ملفه من جميع النواحي، وبعدها يعرض على لجنة الحضانة العائلية للموافقة. وحالياً لدينا قائمة انتظار للأسر البديلة تبلغ 41 أسرة على قائمة الانتظار لطلبات الاحتضان.
ولدينا أيضاً مشروع الأم البديلة، حيث نسعى لأن نجعل الأبناء يتربون في أسرة طبيعية، فنوفر لهم أماً بديلة وأباً بديلاً ليتعايشوا مع بعضهم على مدار اليوم. فالأم البديلة تكون متواجدة معهم على مدار 5 أيام في الأسبوع، وإجازتها يومان فقط. وهذا من باب كفالة اليتيم وعمل إنساني من الدرجة الأولى وينادونها «يمّه»، حيث تصطحب الأبناء للتسوق بالسيارة وللمدرسة وتجهز لهم الغداء، وتقوم بكل ما تفعله الأم لأبنائها على أعلى مستوى.
ومشروع الأسر الصديقة، أن تستضيف إحدى الأسر الكويتية أطفالاً من دور الرعاية، لمدة يوم أو يومين في نهاية الأسبوع، ثم يعودون للدار. وهذه المشاريع على مستوى إدارة الحضانة العائلية، حيث لدينا أكثر من 600 طفل محتضن من مجهولي الوالدين.
كبار السن
• هل لنا بلمحة عن الخدمات التي تقدمونها لرعاية كبار السن؟
- هناك خدمات استثنائية تقدمها الكويت في رعاية المسنين. ومنها استخراج بطاقة «أولوية» حيث يستطيع صاحب البطاقة المسن من الحصول على الأولوية في قضاء مصالحة في المؤسسات الحكومية. كما أن هناك مواقف مخصصة لكبار السن في الوزارات والهيئات والمجمعات التجارية، ولدينا توزيع مستلزمات كبار السن، ومنها «الحفاضات» للمستحقين من كبار السن استفاد منها 2210 مسنين ومسنات.
أما المستفيدون من خدمة بطاقة أولوية بأكثر من 35.232 مواطنا ومواطنة، والمستفيدون من مواقف كبار السن 6446 مواطناً ومواطنة، ونحن نقدم نوعين من الخدمات، إيوائية لـ17 نزيلاً فقط، وأخرى مختلفة يقدمها قسم الخدمة المتنقلة.
والآن يجري العمل على دراسة بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لشؤون الإعاقة، ممثلة في المركز الطبي التأهيلي، لتقديم خدماته الصحية والتمريضية لنزلاء قطاع الرعاية الاجتماعية، وسيعمل البروتوكول تدريجياً وعلى مراحل. وبدأنا حالياً في إدارة رعاية الأحداث، حيث أصبح لديهم رعاية تمريضية.
رسالة لأولياء الأمور: «ديروا بالكم على عيالكم»
وجه الدكتور جاسم الكندري رسالة لأولياء الأمور، بضرورة المحافظة على أولادهم ورعايتهم وتربيتهم، وأن يكونوا قدوة حسنة للأبناء، مشدداً على ضرورة الحوار الأسري وهذا الأمر للتوعية والارشاد، حيث لابد من التواصل الأسري و«ديروا بالكم على عيالكم».
وأضاف «نقول لأولياء الأمور، كونوا قدوة حسنة لأبنائكم، اسمعوا لهم وشاركوهم حياتهم بشكل إيجابي واحرصوا على توفير بيئة مليئة بالحب والترحيب، واغرسوا فيهم القيم السليمة، من خلال الحوار والاحترام المتبادل، وخصصوا لهم وقتاً وأعطوهم الحب والأمان والثقة، وازرعوا فيهم القيم السامية، وافتحوا قلوبكم لهم، وساعدوهم في مواجهة الحياة بكل حكمة وقوة».
خبراء لحضور محاكمات الأحداث
أكد الكندري أنه تم تعيين 6 خبراء جدد في محكمة الأحداث، حيث نصت المادة 33 من قانون الأحداث على ضرورة وجود خبيرين، أحدهما من النساء، يحضران جلسة محكمة الأحداث، ونظراً لتقاعد الزملاء تم تعيين 6 خبراء جدد في محكمة الأحداث من الكويتيين تنفيذاً للقانون.
مشمولو الرعايةبالأرقام
1 - المسنون:
17 مشمولون بالرعاية الإيوائية
3897 يتلقون الرعاية المتنقلة
2 - الحضانة العائلية:
125 في الرعاية الإيوائية
958 رعاية غير إيوائية
3 - الأحداث:
43 رعاية إيوائية
455 غير إيوائية
مبنى مجمع الأحداث الجديد
كشف الكندري عن تسلم مشروع مجمع الأحداث الجديد من وزارة الأشغال العامة، وتم انتقال إدارة رعاية الأحداث بالكامل إلى المبنى الجديد، وتشغيله.
وقال إن المجمع يعتبر من المباني الصديقة للبيئة، وتم تصميمه وتنفيذه على أحدث طراز، وتم فيه تطبيق المواصفات الدولية، حيث إنه مزود بجميع الاحتياجات والخدمات الأساسية للنزيل، وهذا المشروع حقق نقلة نوعية في إدارة رعاية الأحداث.
ويحتوي المشروع على ورش متعددة للحدادة والنجارة والميكانيكا وتصليح السيارات وورشة الحاسب الآلي.
مدرسة للأحداث
قال الكندري إن «مجمع دور الرعاية الجديد يحتوي على مدرسة، فيها جميع الفصول الدراسية، وذلك حتى لا يحرم الحدث من التعليم. وهناك تنسيق عالي المستوى لاستمرار الدراسة في مؤسسات الأحداث، حيث يدرسون في الفترة المسائية، وهذه لأول مرة في إدارة أحداث الفتيان، حيث يدرسون في الفترة المسائية، فيما أصبحت الأنشطة في الفترة الصباحية والتركيز على الدراسة في الفترة المسائية».