«يمكنك أن تدوس الأزهار لكنك لن تؤخر مجيء الربيع».
...هذه الجملة قيلت يوماً في «ربيع براغ»، على لسان ألكسندر دوبتشيك، إلا أنّ السوريين قرّروا استعارتها اليوم، فمن ظنّ أن ثورتهم قد ماتت! أراد الشعب السوري أن يخبره أن ثورتهم انتصرت وآتت أُكلها وأنّ الشعب إذا يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
54 سنةً من حكم آل الأسد، تكفل الخلاص منها 13 سنةً منذ صرخت درعا بوجه الطغيان المستبد طالبةً العدالة والقصاص لطفل درعا حمزة الخطيب، وكانت قضية حمزة ككرة الثلج التي تدحرجت وكسرت حاجز الخوف وكالشرارة التي أحرقت زمرة آل الأسد وأعوانه و«سكة الحديد» التي انطلقت منها الثورة السورية المُباركة مطالبة بالحرية والعدالة والحياة الكريمة.
فمنذ بداية الثورة السورية في مارس 2011، وإلى يوم النصر العظيم ديسمبر 2024، لم تكن تلك الأيام برداً وسلاماً على الشعب السوري بل عانى منها الشعب الويلات تلو الويلات من حصار وتهجير وملاحقات عسكرية وأمنية، فقد شهدنا في تلك السنين قصف المدفعيات، واستهداف الشعب الأعزل بالبراميل المتفجرة وجميع الوسائل المحرّمة دولياً في الحروب.
إنّ أقل تقدير لعدد القتلى في الثورة السورية هو 500 ألف قتيل، ناهيك عن المعتقلين والمفقودين. ومع هذا كله لم يركع الشعب السوري ولم ينهزم أمام بطش الديكتاتور ولم يخنع وبقي صامداً عزيزاً متمسكاً بمبادئ الثورة.
لقد انتصرت الثورة السورية وهُزم الطغاة واندحروا وغابت شمسهم، وأشرقت في يوم 8 ديسمبر 2024 شمسُ العزة والكرامة...
إنّ سورية اليوم تنتظر من أشقائها العرب النصرة والمؤازرة والدعم لبناء وطنٍ مُهدّم، وطنٌ هُدّمت مبانيه ولم تمس عراقته وأصالته بسوء.
نسأل الله أن يبرم لأهلنا في سورية أمر رشد وأن يوفقهم لما فيه خيرٌ لهم وللأمتين العربية والإسلامية وأن يولي عليهم خيارهم.
X: @Fahad_aljabri
Email: Al-jbri@hotmail.com