تقدم لزوّارها السياحة بمفهومها الشامل
قطر... أرض السياحة و«راحة البال»
«هنا قطر».. أرض السياحة و«راحة البال».
هكذا بدت العاصمة الدوحة، النابضة بروح العصر والتجديد، «عاصمة العالم» التي انفردت بكل معالم السياحة، وشكلت معالم الحاضر والمستقبل، ولا تزال تعرض ملاحمها الخالدة بكل اللغات والصور والألوان.
وتضع قطر بموقعها المميز زوارها في ملتقى ألوان الطبيعة المختلفة، وهو ما لا يتميز به إلا بعض الوجهات القليلة، ونظراً لمساحتها المتقاربة وطبيعتها الجغرافية الفريدة، سترى الكثبان الصحراوية قريبة جداً من المياه النقية الصافية، إلى جانب المدن فائقة الحداثة، مثل العاصمة الدوحة المحاطة بالقرى القديمة والروائع الثقافية.
«قطر» كانت وستبقى بلاداً لا تهدأ، ففي مطارها عُرس سياحي كبير، وسلسلة بشرية متدفقة من كل أقطار العالم، ولانها مدينة التاريخ والحاضر والمستقبل تبدو قطر مزدحمة لكنها في الوقت ذاته هادئة، تستقبل السائحين لتظل دائماً ملاذاً للباحثين عن الاسترخاء والهدوء والراحة.
«الراي» تلقت دعوة من «visit qatar»، للاطلاع على أبرز المرافق السياحية والترفيهية التي تناسب الأسرة والأطفال، ففي قطر كل الطرق تؤدي الى الحياة واكتشاف المستقبل مع محطاته وجولاته وصفحاته الماثلة على جدران المدينة التي لا تشبه إلا نفسها.
«كتارا»... وجهة عشاق الثقافة والفنون
من أكثر معالم قطر تميزاً، والأعلى ترشيحاً للزيارة من قبل الأصدقاء، الحي الثقافي«كتارا» القرية التراثية التي تتمتع بجمال استثنائي.
وتعدّ كتارا قرية ثقافية تقع بين الحي المالي الشهير في الخليج الغربي، والأبراج ذات الشكل الهلالي في حي اللؤلؤة السكني. وتعدّ كتارا، التي يحدها شاطئ واسع من جهة وتلال كتارا التوأم من الجهة الأخرى، الوجهة المفضلة في الدوحة لعشاق الثقافة والفنون والمأكولات الشهية.
«كتارا» في الشتاء كما هو في الصيف، مسكون بالناس والسياح والحياة، ففي طرقاته يجد الزائر نفسه بحالة من الشعف والانبهار في اكتشاف العديد من الأبنية المميزة، منها المسجد الذهبي، المسرح المكشوف، صندوق الهدايا العملاق، إضافة إلى المعارض الفنية وقبة الثريا الفلكية.
وحين تزور «كتارا» يلفت نظرك الاهتمام بتفاصيل التصميم الهندسي والعماري، ففي «جامع كتارا» يتبادر الذهن عن فكرة التصميم وهوية مصمم الجامع، وهي زينب فاضل أوغلو التركية، التي يعتقد أنها أول مهندسة معمارية متخصصة في تصميم الجوامع، ويتميز الجامع بأعمال البلاط الفارسي والتركي وأعمال الطلاء المزودة بظلال زرقاء وذهبية اللون؛ ليعكس بذلك تبايناً صارخاً مع المباني المحيطة.
وتأتي المئذنة، والقبة، ومحراب الصلاة مستوحاة من مساجد مشهورة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فضلاً عن الديكور المستوحى من قصر دولمة بهجة في إسطنبول، وبجوار المسجد، يمكن الزائر الاستمتاع بمشاهدة أبراج الحمام البارزة، وهي هياكل مستطيلة بها ثقوب ومجاثم للحمام.
وفي ذات المحيط، يوجد «المسجد الذهبي»، وهو المسجد الثاني في كتارا، وهو أصغر حجماً، لكنه يخطف الأنظار حيث يقع في مواجهة المسرح المكشوف، وتمت تغطيته ببلاط ذهبي يلمع تحت أشعة الشمس.
وعلى مقربة من ذلك، هناك «المسرح المكشوف»، ويمتد هذا المسرح ذو الطراز اليوناني الكلاسيكي على مساحة تبلغ 3275 متراً مربعاً، ويعكس التأثيرات الإسلامية،
لا سيما في مداخله المقوسة كيث يستوعب المسرح ما يصل إلى 5 آلاف مشاهد، ويتميز بإطلالات رائعة على البحر من جهة والحي الثقافي من الجهة الأخرى.
وفي جانب التصاميم الفريدة، يعدّ كتارا ملاذاً للفنانين نظراً لتميزه بالعديد من المعارض الفنية، وورش العمل، وساحات العرض، وساحات العروض المسرحية؛ حيث يعرض جاليري متاحف قطر، الواقع بين شوارع كتارا، أعمالاً لفنانين محليين وعالميين، تصور أعمالهم مواضيع تركز على الإنسان كما يعد مركز كتارا للفن منصة مدارة على نحو مستقل ومخصصة للفن المعاصر والمساعي الإبداعية متعددة المجالات.
«مشيرب»... قلب الدوحة يأسر الألباب
وعندما انتصف النهار، قررنا التوجه إلى «مشيرب» قلب الدوحة، وهو قطعةٌ عصرية آسرة للألباب، تتمتع بجمال استثنائي في عماراتها مع أرجائها التي تعج بالسياح إلا أن السكون وراحة البال سمة المنطقة.
وغير بعيد عن سوق واقف، يقع «مشيرب» في موقع استراتيجي في قلب الدوحة، وأقرب محطة مترو للوصول إليه هي محطة مشيرب، التي تقع في شارع وادي مشيرب كما يمكن الوصول إلى مشيرب بالمترو (الخط الأحمر والخط الأخضر والخط الذهبي)، من خلال محطة «مشيرب».
وفي الشوارع المؤدية إلى «مشيرب» لا تخطئ عين السائح إطلالات المباني وفن الهندسة المعمارية التي تتميز بالعصرية، فهي مستوحاة من تراث قطر، من حيث اتساقها وبساطتها ومساحتها وضوئها وطبقاتها واستجابتها لمناخ الدولة إذ يهدف المشروع بأكمله إلى عكس نمط التطوير الذي ينخفض فيه استهلاك الطاقة في الدوحة.
واللافت في «مشيرب» أنه يضم أكثر من 100 مبنى من بينها عقارات تجارية وسكنية، بالإضافة إلى عروض التسوّق والعروض الثقافية والبراحة أو الساحة المذهلة. وتتضمن متاجر متخصصة للبيع بالتجزئة ومجموعة متنوعة من خيارات تناول الطعام في الهواء الطلق، وكذلك الوجهات الترفيهية وأكاديمية قطر مشيرب، بالإضافة إلى أربعة فنادق، هم فندق ماندارين أورينتال الدوحة وفندق الوادي إم غاليري وفندق بارك حياة وفندق بوتيك، ناهيك عن متاحف مشيرب، يحتفي بتاريخ قطر من خلال أربعة بيوت تراثية في وسط مشيرب قلب الدوحة.
جزيرة المها... وجهة سياحية وترفيهية متكاملة
جزيرة المها، واحدة من معالم قطر الرئيسية، فهي الخيار المشترك بين الجميع، عرباً وأجانب، كباراً و صغاراً. فالمدينة المشرعة أبوابها على البحر تجذب أعداداً متزايدة من السياح، وفي أنحائها المعروفة تضم لوسيل ونتر وندرلاند، ومطاعم نادي ناموس الشاطئي، وزوما وأم شريف، وغيرها، كل يبحث عما يريد... ويجده.
وتستقبلك «جزيرة المها» بخضارها وأشجارها وهوائها العليل حيث تشكّل وجهة سياحية وترفيهية متكاملة وتلائم مجموعة متنوعة من الأنماط الحياتية، إذ أنّها تضم مجموعة من المطاعم الفاخرة إلى جانب «لوسيل وينتر وندرلاند».
وتقع على جزيرة التي تبلغ مساحتها 230 ألف متر مربع، وتضم معالم جذب ترفيهية، كما تُقدّم خدمات ضيافة راقية ما يؤهلها لتصبح أفضل وجهة تجمع بين الترفيه والتسلية في مكان واحد، حيث تضم لوسيل ونتر وندرلاند، ومنطقة تناول طعام راقية تشمل نادي ناموس الشاطئي، وزوما، وأل بي أم، وأم شريف، وكاربون، وتاتل، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من المطاعم غير الرسمية، بما في ذلك روسّو بومودورو، وبورا فيدا، وكركي لاونج، وموكا كافيه.
المتحف الوطني... التاريخ والحضارة
ولا يمكن للسائح الذي يقصد الدوحة، إلا أن يكون زائراً وشاهداً على روعة الفن والتصميم الهندسي للمتحف الوطني الذي يعتبر محطة مثيرة تجمع تحفاً معمارية تحكي حقبات تاريخية مهمة في تاريخ قطر وأسرار حضارتها الضاربة في أعماق التاریخ.
وتمتلك قطر مجموعة من المتاحف عالمیة المستوى التي یمثل كل منها أعجوبة معماریة في حد ذاته، وهي تروي تاریخ قطر وأسرار حضارتها الضاربة في أعماق التاریخ عبر مقتنیات ومعروضات هذه المتاحف.
غير أن متحف قطر الوطني الذي يزوره السياح لسبر أغوار المعرفة والوعي، من خلال ما يضم من مقتنيات ومعلومات، يعتبر تحفة معماریة بأقراصه المتشابكة، الذي استوحى تصمیمه المعماري «جان نوفیل» الحائز جائزة بریتزكر للهندسة المعماریة، من التكوینات البلوریة الطبیعیة التي تعرف باسم «وردة الصحراء». وقد تم بناء متحف قطر الوطني حول القصر الأصلي للشیخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، وكان مقراً للحكم على مدى 25 عاماً، وهو یعبر عن تراث قطر العریق بقدر ما یحتفي بمستقبلها الزاهر.
ووسط هذا البهاء، يتبادر إلى الذهن تساؤل: ماذا تركت قطر لخارطة السياحة في المنطقة؟ ليتبعه إجابة حاسمة: مهما توافرت من أماكن سياحية، فإن محبة أهل قطر للكويتيين، لا تُقدّر بثمن.