الجيش يتبع أسلوب غزة ويشرع بتهجير قرى في الجنوب
نتنياهو يُشدد على مساعدة الأقليات في سورية ويؤكد السيطرة على «المنطقة العازلة»... موقتاً
شدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على أن إسرائيل ستواصل سيطرتها على المنطقة العازلة مع سورية حتى «يتم تشكيل قوة فعالة تعمل على تطبيق» اتفاقية فض الاشتباك وفصل القوات الموقعة عام 1974.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده نتنياهو مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في القدس الغربية، أمس، تطرق خلاله رئيس الوزراء إلى «الحاجة الأساسية لمساعدة الأقليات في سورية، ومنع النشاط الإرهابي من الأراضي السورية ضد إسرائيل».
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان، بأن «إسرائيل لن تسمح للجماعات الجهادية بملء هذا الفراغ وتهديد التجمعات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بهجمات، على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر. ولهذا السبب دخلت القوات المنطقة العازلة، وسيطرت على مواقع إستراتيجية قرب الحدود».
أسلوب غزة
ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، فجر الأحد الماضي، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سورية، وأعلنت تدمير معظم المقدرات العسكرية والأسلحة الإستراتيجية.
وأمس، استهدفت غارات جوية إسرائيلية محيط دمشق.
وكشفت محافل مقربة من المجلس المصغر للحرب، أن تعليمات قيادة الأركان قررت اتباع الأسلوب المتبع في قطاع غزة على الحدود مع سورية الجديدة.
وقالت المحافل على لسان أحد المقربين من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إن من تولى الحكم في سورية مقربون من جماعة «الاخوان المسلمين» وحركة «حماس»، والأسلوب معهم لن يكون غير ذلك المعمول به في غزة.
لكن المحافل نفسها أوضحت أن تل أبيب وواشنطن، تبحثان في كيفية إدارة الحكم الجديد وعلاقته بالإقليم، ولذلك قامت بتدمير القدرات العسكرية المتوفرة للنظام الجديد، رغم أن قسماً كبيراً منها مستهلك وغير صالح، ويعود للحقبة السوفياتية.
تهجير قسري
وأمس، بدأ الجيش الإسرائيلي، الذي نشر 4 مجموعات قتالية في الجنوب السوري، في عملية تهجير قسري لأهالي قرى عدة في الجنوب السوري، إذ دخلت قوات كبيرة الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، مطالبة السكان بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم.
كما عملت القوات المتوغلة، على تهجير أهالي قريتي الحرية والحميدية، بعد الاستيلاء على المواقع العسكرية الحدودية.
وأفاد الجيش بأنه «يمشط من بيت الى بيت قرية الحرية»، التي هجّر أهاليها بالكامل، إضافة إلى تهجير أهالي قرية الحميدية، وبلدة أم باطنة.
وعزز أيضاً انتشار قواته في محيط مدينة البعث السورية.
وأفاد جيش الاحتلال، في بيان، بأن قواته تعمل على تنفيذ عمليات ميدانية من قبل فرق القتال اللوائية، الكوماندوس، ووحدات الاستخبارات في المنطقة العازلة، بذريعة «إزالة التهديدات ومنع الإرهاب على الحدود الشمالية».
وذكرت الإذاعة العسكرية أن الجيش شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية، إلى مواقع إسرائيلية.
وفي بعض المواقع، تجاوز الجيش المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية خالصة قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك، يعتبر أنها مواقع «إستراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري».
واعتبرت إذاعة الجيش أن «من المبكر تقييم مدى استدامة هذا الوضع»، مشيرة إلى أن «الجيش قد يواجه تحديات مستقبلية تتطلب بقاء طويل الأمد في المنطقة وتعزيز عدد القوات، ما قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط».