ما هي الأسلحة التي دمّرتها الغارات الإسرائيلية في سورية؟
ما إن أعلنت الفصائل المسلحة دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، حتى استغلت إسرائيل الفرصة وسارعت للتوغل في جنوب سورية واحتلت جبل الشيخ والمناطق المحيطة به، كما نفذت أكبر عملية قصف جوي في تاريخها لتدمير مقدرات الجيش السوري.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني رفيع المستوى، أن سلاح الجو شن أكثر من 500 غارة منذ سقوط نظام الأسد، الأحد الماضي، دمرت خلالها طائرات وسفناً حربية وقواعد عسكرية وأنظمة صواريخ أرض - جو، ومواقع إنتاج ومستودعات أسلحة، وصواريخ أرض - أرض ومنشآت إستراتيجية لمنع وصول السلطات الجديدة لها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين أمنيين سوريين أن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية في سورية، ودمرت بنية تحتية وعشرات المروحيات والمقاتلات.
وتسعى «الجزيرة نت» من خلال الإجابة عن الأسئلة الـ7 التالية تقديم شرح وافٍ لملف الأسلحة المستهدفة:
1 - ما هي أبرز المواقع العسكرية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي؟
تركزت الهجمات الجوية على المواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة، وكتائب الدفاع الجوي في جنوب سورية، مثل دمشق وريفها، ودرعا والقنيطرة، كما استهدفت مراكز الأبحاث العلمية العسكرية، ومطارات عسكرية، بما في ذلك مطار المزة العسكري في دمشق.
كما استهدف القصف، المطارات والقطع العسكرية المنتشرة في المنطقة الوسطى، مثل حماة، بما فيها قواعد بحرية تابعة للجيش السوري في طرطوس واللاذقية.
وفي شمال شرقي البلاد، استهدفت الغارات مطار القامشلي، وفوج طرطب، ومطار ديرالزور العسكري.
2 - ما نوعية الأسلحة المدمرة؟
لا يوجد حصر دقيق للأضرار والأسلحة المدمرة جراء الغارات، لكن سلاح الجو السوري، كما تفيد البيانات، كان يمتلك 330 مقاتلة وقاذفة روسية من طراز «ميغ 29 وسوخوي 24 وسوخوي 22 وميغ 25 وميغ 21»، إضافة إلى مئات المروحيات الروسية.
كما كان الجيش السوري يمتلك أنظمة دفاع جوي روسية من طراز «إس 200» و«إس 300» إضافة لمنظومة «بانتسير-إس1» متوسطة المدى، وصواريخ أرض - أرض روسية من طراز «سكود-س» يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلومتر، و«سكود-د» يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر.
كذلك يمتلك الجيش آلاف الدبابات من طراز (تي-90، وتي-72، وتي-64، وتي-55) الروسية.
كما دمرت الغارات الإسرائيلية سلاح البحرية السوري بالكامل، وكان يضم غواصتين من طراز «أمور» الروسية، وفرقاطتين من طراز «بيتيا»، إضافة إلى 16 زورق صواريخ روسيا من طراز «أوسا» و5 كاسحات ألغام روسية من طراز «ييفينغنيا» و6 زوارق صواريخ «تير» إيرانية.
3 - هل من بينها أسلحة كيميائية؟
لا توجد أي معلومات موثقة تؤكد استهداف إسرائيل للأسلحة الكيميائية خلال هجومها الجوي في سورية، ولكن يعتقد بعض الخبراء أنه جرى استهداف جزء من تلك الأسلحة، والتي كانت مخزنة في معسكرات ومعامل عسكرية بمحافظتي حماة وحلب.
4 - ما أهمية هذه الأسلحة وهل كانت تشكل خطراً فعلياً على إسرائيل؟
تشكل أسراب المقاتلات وصواريخ أرض - أرض والأسلحة الكيميائية خطراً مباشراً على إسرائيل، كونها قادرة على استهداف المواقع العسكرية في الجولان السوري المحتل، كما تشكل المعامل والمصانع العسكرية خطراً كبيراً على إسرائيل لقدرتها على إنتاج صواريخ بالستية وطائرات مسيرة وأسلحة كيميائية.
5 - ما موقف القانون الدولي من العدوان الإسرائيلي؟
يعد التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة وقرى عدة في جنوب سورية إضافة لقصف المواقع العسكرية، مخالفاً للقانون الدولي، ويشكّل انتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك للعام 1974 والتي تلتزم كل من سورية وإسرائيل بالوقف الكامل لإطلاق النار تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 338 لسنة 1973.
ووفقاً للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بن سول، فإنه لا يوجد أي أساس على الإطلاق بموجب القانون الدولي لنزع سلاح بلد ما بطريقة وقائية أو مسبقة.
6 - هل بإمكان السلطات الجديدة تعويض ما فقدته الترسانة السورية من أسلحة؟
نظرياً يمكن للحكومة السورية المقبلة شراء أسلحة جديدة من دول عدة، إضافة لإعادة ترميم وبناء المعامل والمصانع العسكرية، ولكنها ستكون بحاجة ماسة لإقامة دفاعات جوية متطورة حتى تضمن ألا تعيد الطائرات الإسرائيلية استهداف المطارات ومخازن الأسلحة.
7 - من أي مصدر؟
بحسب خبراء عسكريين وسياسيين، فإن حصول الحكومة السورية القادمة على اعتراف دولي، سيمكنها من شراء أسلحة متطورة بسهولة من دول عدة، مثل أميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وذلك وفقاً لمستوى العلاقات التي ستعقدها مع تلك الدول.
وفي حال رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بها، فيمكن للحكومة الجديدة أن تلجأ للحصول على أسلحة من دول أخرى، مثل تركيا وروسيا والصين وصربيا وباكستان.
كما ستعمل السلطات الجديدة التي نجحت في إنتاج وتطوير طائرات «شاهين» المسيرة وصواريخ محلية قصيرة المدى، إضافة لقذائف المدفعية والدبابات، على تطوير الصناعات الدفاعية.