سمو الأمير يشمل برعايته حفل توزيع جوائز «التقدم العلمي»
راعي العِلم والعلماء
- الدكتورة أمينة فرحان: تكريم سمو الأمير للفائزين بنفسه منقبة ما بعدها منقبة
- غدت مؤسستكم يا سمو الأمير نموذجاً لتسريع التقدم وبث المعرفة ونشرها
- هذا الحفل البهيج يعيدنا إلى ماض من التاريخ مجيد إلى ذلك الأمير الرشيد
- «التقدم العلمي» مؤسسة ذات إرث رائد لا ينقطع مدده
كونا - تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أُقيم صباح أمس حفل توزيع جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعامي 2022 - 2023 وذلك على مسرح قصر بيان.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وأصحاب السمو والمعالي كبار الشيوخ، وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار الدكتور عادل ماجد بورسلي وكبار المسؤولين بالدولة.
وقد وصل سموه إلى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب، من قِبل مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة أمينة رجب فرحان، وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
بعدها ألقت مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كلمة هذا نصها:
«ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم، وتثنيتي بالصلاة والسلام على رسوله الكريم، وبعد
حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح،
حفظه الله ورعاه
سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حفظه الله
سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله
أصحاب المعالي والسعادة
أعضاء مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الموقرين
الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فللمؤسسة قصة وسيرة حياة...
لقد دأبت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على سُنّة حسنة ارتضتها خلال مسيرتها لأكثر من أربعة عقود؛ ألا وهي إقامة حفل لتوزيع الجوائز على العلماء العاملين من أبناء الكويت والوطن العربي، تكريماً وتقديراً وتعزيزاً، فنعم ما ارتضت، ونعم ما كرمت، ونعم من كرمت؛ إذ إنها مؤسسة ذات إرث رائد لا ينقطع مدده.
والحق أن لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي أهدافاً جلية، ومقاصد سنية، تتشوف إلى تحقيقها في دولة الكويت الحبيبة، أولها تعزيز نظام بحثي رائد من جهة، مستدام من جهة أخرى، وبذا تجمع في هدفها السامي هذا بين النظرية والتطبيق، ليكون لنتائج الأبحاث إفادة في التطوير والتغيير والتعمير، في شتى المجالات... كل ذلك لا يكون إلا بتكاتف السواعد واجتماع الهِمم والأنظار الثاقبة، والقيادة المعزّزة، إيماناً من المؤسسة بالنهج التفاعلي والتعاوني، ليكون نتاج ذلك كله كالشجرة الوارفة، ثابت أصلها، ممتد فروعها، ووافر ثمرها.
وقد أخذت مؤسسة الكويت على نفسها عهداً ووعداً مضماره تحفيز الابتكار وقيادته، مؤمنة بالرسالة الداعية إلى التطوير، فكان لذلك تجليات، من أبرزها أن من أهداف المؤسسة المعلنة دعم برامج الابتكار، وقيادة المبادرات المختلفة التي تحضر الكويت لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وتحويل نتائج البحث إلى معرفة وتكنولوجيات تطبيقية، ومساعدة الخبراء وذوي الاختصاص على تطوير ابتكارات قابلة للتسويق، بل قابلة للتوسع والتطور والتطوير، لتقف الكويت بقيادتها وأهلها وعلمائها في مصاف الدول الرائدة بحثاً وابتكاراً، وما هذا الذي نحن فيه اليوم إلا ثمرة من ثمار هذا التوجه الحميد الجامع بين التحفيز والابتكار من جهة، والقيادة والريادة من جهة أخرى.
(إذا أردت أن تبقى مكانك فعليك أن تضاعف سرعتك)
مقولة سائرة في عصر السرعة والتطور، تؤمن بها المؤسسة، وتتخذها شعاراً ودثاراً، بل تزيد عليها؛ بأنها تضاعف سرعتها لتستشرف المستقبل، وتنحو نحو تعزيز القدرات التنافسية، فغدا لا بد من الاستثمار في قدرات الكويت البشرية، والإفادة من عقول أبنائها وخبراتهم، وذلك من خلال تعزيز التنافسية العالمية، وتوليد عقلية مستقبلية تتعامل مع الجديد الحادث، وتربط الواقع بالمستقبل، بل تعد للمستقبل، وتسبق زمانها، ولعل ما ينبغي لي التعريج عليه حقاً في هذه الكلمة الموجزة هو الإشارة إلى أن المؤسسة دأبت على التشبيك العلمي والمهني والبحثي بين شرائح مختلفة؛ كالأوساط الأكاديمية، والبحثية والهيئات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع على وجه العموم، والمؤسسات والأقران العالمية. حيث تستلهم المؤسسة مبدأ التكاتف وذلك بدمج الشباب والجمهور العام من خلال برامج مستمرة للتوعية بالتعليم، وتلبية الاحتياجات المتغيرة للتدريب وتطوير القدرات والكفاءات من خلال تحليلات دقيقة للفجوات، وتقييم الاحتياجات، وفقاً لرؤية شاملة تنبني على دراسة مستمدة من واقع الحال المنظور والحي المشاهد. وها نحن نجدّد الوعد والعهد
سيدي صاحب السمو، حفظك الله ورعاك
الحضور الكريم
ها نحن اليوم نلتقي في هذا الحفل العلمي العالمي البهيج العزيز على قلوبنا جميعاً؛ يعيدنا هذا الحفل إلى ماض من التاريخ مجيد؛ إلى ذلك الأمير الرشيد جليل القدر، عظيم الذكر، طيّب الله ثراه؛ إذ تبقى عارفة العوارف له أن أسّس ومكن، ونصح وأرشد، ولعلي غير مبالغة إن قلت: إن ما نحن فيه اليوم إنما هو من ثاقب نظره، وعميق تأمله، وبعيد استشرافه قبلا، لواقع الكويت بعدا، فقد غدت مؤسستكم يا سمو الأمير، وأنتم خير خلف لخير سلف نموذجاً لتسريع التقدم، ولكل امرئ من اسمه نصيب؛ فهي مؤسسة التقدم، وهي نموذج التقدم، وغدت، من وجهة أخرى، نموذجاً يُحتذى في بث المعرفة ونشرها، وإشهارها وتطوير البحث العلمي ودعمه، فكان لها، ومنها، وفيها، تعزيز للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بغية استشراف مستقبل زاهر مستدام جامعة في ذلك كله بين تطوير البحث والمعرفة، وتعزيز الهوية الوطنية.
وإن كان لا بد من ختام لهذه الكلمة، فحسبي الإشادة بأن تكريم سمو الأمير للفائزين بنفسه، وإشرافه على مكافأتهم بشخصه، لهو منقبة ما بعدها منقبة، وصنيعة راقية تجل العلم والعلماء، وتحفظ لهم المكانة والتمكين، وحسبي ثانية تهيئة هذه الكوكبة من العلماء العاملين، والفائزين بجوائز لعامي 2022 و2023 مباركة لهم فوزهم، مقدرة لهم جهدهم، وفقكم الله جميعاً، وحفظ الله الكويت دولة زاهرة، وشعباً معطاء، وأميراً أباً عطوفاً حانياً قائماً على فيض الفضل، وجمع الشمل، اللهم أجب، فبفضلك نستمد الصواب، وباسمك الأعلى افتتحنا واختتمنا هذا الخطاب، والحمد لك في بدء وفي ختم وفي كل مآب».
توزيع الجوائز
تفضّل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بتوزيع الجوائز على الفائزين.
هدية
تم إهداء سمو الأمير هدية بهذه المناسبة.