تقديرات إسرائيلية بتغيير موقف «حماس» من صفقة الرهائن
مؤشرات على «تقدم» في مفاوضات غزة... واتصالات سرية لإنجاز الصفقة
بعد تأكيد وسطاء ومسؤولين مطلعين على مفاوضات غزة أن المحادثات تتقدم بهدوء خلف الكواليس، أفادت مصادر بوجود اتصالات سرية لإنجاز صفقة لوقف النار، تزامناً مع الإعلان عن زيارة قام بها وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، يضم رئيسي «الشاباك» و«الموساد» ورئيس الأركان، للقاهرة، الثلاثاء، حيث عقد اجتماعات لبحث هدنة وتبادل الأسرى في القطاع.
ونقلت «العربية/الحدث» عن مصادر مطلعة، أمس، أن المباحثات التي جمعت بين رئيسي «الشاباك رونين بار و(الموساد) دافيد برنياع ورئيس الاستخبارات المصرية حسن محمود رشاد، على مدى 5 ساعات، تناولت الأسماء المقرر إطلاقها ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه، إضافة إلى مناقشة البنود التي ستتضمنها الصفقة، مثل وضع معبر رفح البري أثناء تنفيذ الاتفاق والترتيبات الأمنية على الشريط الحدودي بين مصر وغزة.
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، بأن طائرة خاصة، تُستخدم عادة في مهام لصالح «الموساد»عادت من القاهرة، في إشارة إلى تقدم محتمل في المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى.
وذكرت أن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، شارك مع بار في ترؤس الوفد الأمني.
وبحسب هيئة البث، ركزت المباحثات على قضايا أمنية إقليمية، كما أن قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حركة«حماس»، أثيرت خلال المحادثات.
وأشارت إلى أن الوسطاء يمارسون ضغطاً على إسرائيل لدفعها إلى سحب قواتها من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي من أجل التقدم في المفاوضات حول الصفقة.
ولفتت إلى أن «الولايات المتحدة وقطر ومصر ترى أن هناك فرصة لإتمام الصفقة، لكن ذلك يعتمد على الأطراف المعنية»، في حين قال مسؤولون إسرائيليون إن «التفاؤل السائد سابق لأوانه، وأن الأمور تعتمد على مرونة الأطراف».
بدورها، أفادت القناة 13 بأنه تم اطلاع الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) على تغيير في موقف «حماس» قبل أيام، جاء فيه أن إسرائيل ترصد استعداداً لدى الحركة للتوصل إلى صفقة وإبداء المرونة في بعض القضايا الجوهرية.
ولفتت إلى أن المسألة الأكثر خلافية تبقى مسألة إنهاء الحرب وكيفية نشر قوات الجيش خلال فترة الهدنة، إذا تم التوصل إليها، مشددة على أنه «لم يتم تحقيق اختراق»، وأن الخلافات بين الأطراف لاتزال قائمة.
وأضافت أن الجانب الإسرائيلي يرصد «استعداداً متزايداً لدى حماس» للتوصل إلى الصفقة، واعتبرت أن ذلك «يُعزى جزئياً إلى التغيرات الجذرية في المنطقة».
وأفادت مصادر "العربية/الحدث" بأن «حماس» سلمت مصر قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين لديها».
من جهته، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر إن إدارة الرئيس جو بايدن ترى تقدماً في التحركات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف خلال مقابلة على هامش مؤتمر «رويترز نكست» في نيويورك، أول من أمس، أن هناك مسعى جديداً للتوصل إلى هدنة قبل نهاية فترة بايدن، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي يريد إنهاء الحرب وإعادة الرهائن إلى ديارهم.
وأكد موقع «واللا» الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر مطلعة أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيزور إسرائيل وقطر ومصر من أجل إتمام صفقة تبادل ووقف النار، وذلك خلال أيام بغرض تنفيذه بأقرب وقت.
وأضاف أن بايدن ومستشاريه عملوا بشكل وثيق مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة للدفع نحو اتفاق في غزة، يريد كلاهما التوقيع عليه خلال الأسابيع الستة المقبلة.
المساعدات الإنسانية
من جانب آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أنه تم قطع المساعدات الإنسانية عن شمال غزة بشكل كبير لمدة 66 يوماً، حيث ترك ذلك ما بين 65 ألفاً و75 ألف فلسطيني من دون طعام أو مياه أو كهرباء أو رعاية صحية.
وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، إن«الوضع في غزة مدمر تماماً والصورة قاتمة مع استمرار معاناة المدنيين في القطاع».
ودعت في تصريحات عقب إحاطة قدمتها أمام جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط مساء الثلاثاء، إلى رفع العوائق التي تواجه عمل منظمات ووكالات الأمم المتحدة في القطاع وتحد من دورها في تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وفي اليوم الـ432 للعدوان على غزة، أفادت مصادر طبية، أمس، باستشهاد عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية، غالبيتهم شمال القطاع.
وشهد مخيم جباليا عمليات تفجير ضخمة ونسفا للمنازل والمربعات السكنية وسط تقدم آليات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة من بيت لاهيا والمشروع، تزامناً مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف.