«لا سراديب سرية» في معتقل صيدنايا... وعشرات آلاف المفقودين مصيرهم مجهول

الاغتصاب وتقليد الحيوانات... 72 أسلوباً للتعذيب في سجون الأسد

تصغير
تكبير

بعد أكثر من خمسة عقود من الحكم البعثي، دخلت سورية مرحلة جديدة مع انتظار الآلاف أنباء عن مصير أبنائهم المعتقلين، خصوصاً في المعتقلات العلنية والسرية.

وفيما كشفت المعلومات التي سربت عن سجن صيدنايا «اللإنساني»، قصصاً مأسوية عما عاناه المعتقلون وسط أحاديث عن وجود سراديب وزنازين سرية، دارت شكوك حول وجود معتقلين فيها إلى الآن.

إلا أن منظمة «الخوذ البيضاء» أكدت أمس، لـ«العربية/الحدث» انتهاء عمليات البحث في السجن، حيث كانت تشتبه في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، من دون العثور على أي معتقلين إضافيين.

إلى ذلك، جال السجناء المحررون في شوارع دمشق وقد بدت على وجوههم وأجسادهم علامات التعذيب والضعف والهزال جراء الجوع والمرض.

وأكدت الأمم المتحدة، من جانبها، أن على السلطة المقبلة محاسبة نظام الأسد، بعدما لفتت السجون، خصوصاً السرية، وما يجري فيها، أنظار العالم حيث يقدر عدد المعتقلين بالآلاف الذين استخدمت معهم العشرات من أساليب التعذيب، أبرزها الجلد والاغتصاب والإجبار على تقليد الحيوانات.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية شهادات لسجناء سابقين، قال أحدهم إن ضابطاً كان يطلق على نفسه اسم «هتلر» كان معروفاً بساديته مع المعتقلين في سجن المزة العسكري بدمشق.

وبحسب السجين كان «هتلر» يحب إقامة العروض الترفيهية على حساب السجناء، حيث كان يحضر ضيوفاً للعشاء وخلالها يجبر السجناء في عهدته على التصرف مثل الكلاب أو الحمير أو القطط أو الحيوانات الأخرى.

وكان أولئك الذين فشلوا في القيام بدورهم يتعرضون للضرب، يتذكر أحد السجناء السابقين: «كان على الكلب أن ينبح، وعلى القطة أن تموء، وعلى الديك أن يصيح. كان هتلر يحاول ترويضهم. وعندما يربت على كلب كان على الكلب الآخر أن يتصرف بغيرة».

وحسب الصحيفة في المزة، كان الحراس يعلقون السجناء بانتظام على سياج عراة ويرشونهم بالماء خلال الليالي الباردة.

وتابع أحد السجناء أن ضابطا أخبره ذات مرة أن امرأة تصرخ أيضاً في السجن ولكنها بعيدة عن الأنظار ثم اكتشف السجين أنها والدته.

وأحصى هذا السجين 19 من رفاقه في الزنزانة ماتوا بسبب المرض أو التعذيب أو الإهمال في شهر واحد.

استخدم النظام وحشية وتكتيكات قمعية حيث كان يجري اعتقال أي شخص يعتبر عدوا سواء متظاهراً أو مدافعاً عن حقوق الإنسان أو منشقاً سياسياً أو أطباء عالجوا متظاهرين أو شخصيات معارضة فضلا عن أفراد أسر كل من سبق ذكرهم.

ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فمنذ بداية الأحداث عام 2011، ظل أكثر من 157 ألف شخص قيد الاعتقال أو اختفوا قسراً بما في ذلك 5274 طفلاً و10221 امرأة، مضيفة أن أكثر من 15 ألف شخص لقوا حتفهم تحت التعذيب.

وقد وثقت الشبكة السورية 72 أسلوباً مختلفا من أساليب التعذيب التي يمارسها النظام، من بينها صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء أو تعليقها بأوزان ثقيلة؛ الحرق بالزيت أو قضبان معدنية أو بارود أو مبيدات حشرية قابلة للاشتعال؛ سحق الرؤوس بين الجدار وباب الزنزانة؛ إدخال الإبر أو الدبابيس المعدنية في الجسد؛ وحرمان السجناء من الملابس والاستحمام ومرافق المراحيض وما إلى ذلك.

جرائم الاغتصاب

ونقلت «ديلي ميل» عن مريم خليف، التي سُجنت لتقديمها الإمدادات الطبية للمتمردين، وكانت محتجزة في زنزانة في الطابق السفلي مساحتها 3 أقدام مربعة (المتر المربع يساوي نحو 10 أقدام مربعة)، حيث كانت تضم 6 نساء أخريات.

علق الحراس مريم على الجدران وضربوها، وتروي أنها رأت سجيناً يشكو من الجوع، فقام الحراس بوضع البراز على وجهه.

كانت دولة الأسد، تمارس التعذيب والاغتصاب والقتل هذه الأساليب بلا تمييز على الرجال والنساء والأطفال.

وتعرضت مريم للاغتصاب مراراً وتكراراً، مؤكدة «تفشي العنف الجنسي».

وتابعت: «في منتصف الليل، كانوا يأخذون الفتيات الجميلات إلى العقيد سليمان جمعة، رئيس فرع 320 التابع لأمن الدولة في حماة لاغتصابهن»، كما تفيد شبكة حقوق الإنسان وكان هو وأصدقاؤه يعتدون عليهن في غرفة نوم مجاورة لمكتبه المزين بصورة الأسد.

ويقع سجن صيدنايا خارج دمشق، ويرتفع على تلة ويمتد على مساحة 1.4 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 184 ملعب كرة قدم ويحيط به حقلان للألغام.

وقد وجد تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر عام 2017 أن الآلاف قُتلوا في عمليات شنق جماعية في صيدنايا، التي وصفتها المنظمة بأنها «مسلخ بشري».

وقُتل ما بين 20 و50 شخصاً أسبوعياً، وكانت عمليات القتل تتم عادة في ليالي الإثنين والأربعاء.

وقدرت منظمة العفو الدولية أن ما بين 5000 و13000 شخص أُعدموا بين سبتمبر 2011 وديسمبر 2015.

وكانت المحاكمات داخل السجون تتم في دقيقتين أو 3 دقائق ثم إحضارهم إلى قبو وضربهم بشدة قبل أن يتم إعدامهم.

وعانى الناجون من معاناة شديدة، فقد كانوا معصوبي الأعين باستمرار، وكانوا قادرين على سماع صوت الضرب والصراخ المتردد عبر فتحات التهوية والأنابيب.

كان العنف مستمراً إلى الحد الذي جعل السجناء قادرين على التمييز بين أصوات الأحزمة والكابلات الكهربائية على الجسد، والفرق بين الأجساد التي يتم لكمها أو ركلها أو ضربها على الحائط.

وكان بعض الضحايا محتجزين تحت الأرض في زنازين حبس شديدة البرودة مصممة لشخص واحد بأبعاد 8 أقدام في 5 أقدام، ولكنها كانت تستوعب ما يصل إلى 15 شخصاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي