فلسفة قلم

وقفة مع قمة المستقبل...

تصغير
تكبير

الغالبية تابعت أعمال القمة الخليجية الـ 45 في دولة الكويت التي نجحت في استضافة هذا الحدث المهم، ووضعت بصمتها الواضحة على مسار العمل الخليجي المشترك.

وإذ نبارك التجديد للأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، لدورة جديدة، وهو ما يعكس مدى الثقة في القيادة الخليجية الموحدة، إلا أنه في النظر من زاوية أخرى فإن هذا القرار يحمل رسالة استقرار واستمرارية ضرورية في وقت يحتاج فيه الخليج إلى العمل الجماعي لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.

اللافت في هذه القمة هو تركيزها على المستقبل، على الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهذه ليست مجرد شعارات، بل هي رؤية واضحة لمسار دول مجلس التعاون الخليجي في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا والابتكار.

في البيان الختامي كانت حاضرة روح الإصرار على الاقتصاد الرقمي، وإدراك تام أن هذا ليس مجرد اتجاه عابر، بل هو مستقبلنا. حيث تحدث قادتنا عن استثمار دول الخليج في شبكات الجيل الخامس وتقنيات الاتصال السريع ومراكز البيانات الضخمة، ونحن في موقع مثالي لنكون قادة هذا التحول الرقمي، فلماذا لا نغتنم هذه الفرصة؟

استعداد دول مجلس التعاون لتكون مركزاً عالمياً للاقتصاد الرقمي، كان واضحاً في كلمات القادة ولما لا ودول الخليج تمتلك كل الإمكانات لتكون صانعة للتكنولوجيا وليس مستهلكة فقط، وهذه خطوة كبيرة نحو التنويع الاقتصادي الذي طالما تطلعنا إليه.

في هذه القمة حرص القادة على تحقيق التكامل الحقيقي بين دول الخليج، ووجهوا بتسريع تنفيذ القرارات وتطوير إستراتيجيات رقمية مشتركة، كنا دائماً نتحدث عن الوحدة الخليجية، لكن الآن نرى أن هناك إرادة سياسية حقيقية لجعلها واقعاً ملموساً.

دول الخليج ليست مجرد دول نفطية كما يظن البعض، بل هي قوى اقتصادية صاعدة تمتلك كل المقومات لتكون لاعباً عالمياً في الاقتصاد الرقمي، ومن الواضح أن هذه القمة كانت محطة لانطلاقة جديدة جادة لمستقبلنا المشترك، وبداية للتحولات الكبيرة التي ستحدثها هذه الرؤية في حياتنا اليومية وفي حياة الأجيال القادمة.

«المستقبل خليجي»... كان شعار القمة وبيانها الختامي أعلن عن صناعة المستقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي