«الدولة ماضية في تحمّل مسؤولياتها مع الشركاء... لتخفيف معاناة الملايين حول العالم»
نائب وزير الخارجية: الدبلوماسية الإنسانية ركيزة أساسية لسياسة الكويت الخارجية
- دعم الشعوب لتخطي أزماتها واجب أخلاقي وإنساني... وتعهد تلتزم به الكويت
- اللمحة العامة للعمل الإنساني 2025 تظهر حجم التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها عالمنا المعاصر
- الكويت تجدد تضامنها الكامل مع الأشقاء في فلسطين ولبنان وتدعو المجتمع الدولي لزيادة جهوده لإيصال المساعدات
- عبدالعزيز الجارالله: الكويت تلتزم بضوابط ضمان وصول المساعدات لمحتاجيها وعدم توجيهها لأغراض سياسية
- جويس مسويا: الكويت في قلب جهود الوساطة المبذولة لإحلال السلام في المنطقة
شدد نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، على أن الدبلوماسية الإنسانية هي إحدى الركائز الأساسية لسياسة الكويت الخارجية، الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعوب حول العالم، مؤكداً عزم البلاد على مواصلة تحمل مسؤولياتها، بالعمل من الشركاء الإقليميين والدوليين، لمعالجة الأزمات الإنسانية والتخفيف مما يعانيه ملايين البشر، جراء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، والتي باتت تهدد أمن واستقرار دول عديدة.
وذكر في كلمة ألقاها، خلال إطلاق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UCHA)، اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي لعام 2025 في الكويت، أمس، تحت عنوان (تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية)، برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أن الفعالية تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها عالمنا المعاصر، والاستجابة العالمية المطلوبة في العام المقبل.
وأكد الجابر أن الكويت تقف اليوم هنا كشريك أساسي وداعم للجهود الانسانية الدولية، خصوصاً الجهود الأممية في هذا الإطار، مشدداً على أن دعم الشعوب لتخطي وتجاوز أزماتها واجب أخلاقي و إنساني، وتعهد تلتزم به الكويت في سياق عضويتها بمجلس حقوق الإنسان في الفترة من 2024-2026.
وقال إن اللمحة العامة للعمل الإنساني لعام 2025، تظهر حجم التحديات أمام المجتمع الدولي، كما تعد فرصة للارتقاء بالعمل الدولي الإنساني، من خلال تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية كافة، بما فيها الدول المانحة والدول المتلقية للمساعدات الدولية، والمنظمات الإقليمية والدولية، من أجل إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع، وتطوير الآليات المعمول بها في إيصال المساعدات الإنسانية.
فلسطين
وشدد الجابر على عدم إمكان تجاهل تدهور الأوضاع في فلسطين المحتلة ولبنان، نتيجة للعدوان السافر والاعتداءات الممنهجة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي زادت من حجم المعاناة الإنسانية وأدت لفقدان عشرات الآلاف من الأرواح، معظمها من النساء والأطفال، وتشريد مئات الآلاف من المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأشار إلى تجديد الكويت تضامنها الكامل، مع الأشقاء في فلسطين ولبنان، ودعوتها المجتمع الدولي لزيادة جهوده لإيصال المساعدات بشكل مستدام وآمن إلى المنكوبين في غزة، وتفعيل الآليات الدولية للمحاسبة على جرائم الحرب، وضمان عدم الإفلات من العقاب، مشدداً على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الإنسانية، بما يشمل تسوية النزاعات بالطرق السلمية، ومعالجة آثار تغير المناخ، وتحقيق العدالة الإنسانية، والاستثمار في حلول طويلة الأمد تتسم بالاستدامة والابتكار.
وأعرب الجابر عن تجديد الكويت التزامها بدعم جميع الجهود والمبادرات الدولية، الرامية الى تلبية الاحتياجات الإنسانة المتزايدة حول العالم، وتعزيزصمود المجتمعات المتضررة، داعياً المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، إلى دعم جهود الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها المتخصّصة، عام 2025.
المساعدات الكويتية
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله، إن مسؤوليتنا تتسم بضرورة تحويل هذه النقاشات إلى واقع ملموس، ينقذ الأرواح ويخفف المعاناة، وتضامننا يعتبر ركيزة أساسية للعمل المشترك، مضيفاً أن الحدث المهم الذي انطلق من الكويت، له انطلاقات مماثلة في كل من جنيف ونيروبي.
وبيّن الجارالله أن من بين الأسباب التي اُختيرت الكويت من أجلها لاطلاق هذا الحدث، تميز الشراكة وتجذرها بين الكويت والأمم المتحدة، والتي تقترب من كونها علاقة استراتيجية، فضلاً عن التقدير والعرفان الكبيرين للكويت في المجال الإنساني، مما يحمل رسالة ذات مضمون قوي بأن هناك حاجة لشراكة قوية بين المنظمة والدول الأعضاء، وقد تم اختيار الكويت لتكون صوتاً للمنظمة في هذه المنطقة.
وعما إذا سيكون هناك ضوابط ومعايير لسياسة المساعدات الخارجية للكويت، قال إن دولة الكويت تتحمل دائماً مسؤولياتها حيال المساعدات الإنسانية، وأهم ضوابطها ضمان وصول المساعدات لمحتاجيها، وعدم توجيهها لأغراض سياسية، بل لأسباب إنسانية بحتة.
وأكد أهمية الشراكة والتضامن، فلا يمكن حل القضايا الدولية أو الأزمات الإنسانية دون شراكة والتزام من الدول الأعضاء، كما لا يمكن تقديم مساعدات إنسانية دون العمل على حل جذور المشكلات، وهذا ما تدعو إليه الكويت، بحيث يكون هناك مساران متوازيان أحدهما سياسي والآخر إنساني.
وأضاف أن الكويت خبيرة في مجال المساعدات الإنسانية، فهي الدولة الوحيدة التي تم تسميتها بمركز العمل الإنساني، فالكويت لديها علم ومعرفة بكيفية تقديم المساعدات، وهدفنا الأول هو انقاذ المحتاجين ووصول المساعدات لمستحقيها.
وبشأن دعم الكويت لغزة، قال الجارالله: من أولويات السياسة الخارجية الكويتية في هذه الفترة، نصرة الأشقاء في فلسطين، ودعم جميع المبادرات الدولية بهذا الخصوص، وتسيير المساعدات وضمان عدم استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب، ونحن منخرطون في أكثر من جهة للدفع بهذا المسار، سواء مع الأشقاء العرب أو شركائنا الدوليين، وهذا ما أكدت عليه قمة مجلس التعاون الأخيرة بالكويت.
الدبلوماسية الكويتية
من جانبها، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا، أن «من المناسب حقاً، اطلاق اللمحة العامة للعمل الانساني العالمي للعام المقبل، تحت شعار (الدبلوماسية الإنسانية)»، مشددة على أن الكويت «ليست فقط من بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الدولية فحسب، بل إنها وضعت نفسها أيضاً في قلب الجهود المبذولة للتوسط من أجل السلام في المنطقة، مستندة الى القيم الاسلامية الداعية إلى الاحسان والتضامن، فقد استغلت الكويت حيادها للدفع نحو المزيد من التعاون بين الدول؛ وعبر الثقافات».
وأضافت مسويا أن الكويت «استخدمت مراراً الدبلوماسية الإنسانية لجمع الأموال والدفاع عن المحتاجين وتعزيز الحوار بين الاطراف المتحاربة، حتى نتمكن من الوصول إلى الناس في أحلك أوقاتهم».
يشار إلى أن اللمحة التي انطلقت أمس في ثلاث مدن هي الكويت وجنيف ونيروبي، تهدف إلى جمع 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات في 32 دولة وتسع مناطق تستضيف اللاجئين.
وشهدت الفعالية أمس، حلقة نقاشية أدارتها مناير القلاف، تحدث فيها كل خالد الخالد، من الصندوق الكويتي للتنمية، والدكتورة زينة المهنا ورانيا كمارا، والمبعوثة الأممية لشؤون الشرق الأوسط.
المغامس: مساعدات كويتية متواصلة إلى لبنان
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية السفير خالد المغامس، الأسبقية التي تتصف بها الكويت في مجال العمل الإنساني وملفات الكوارث والأزمات، واصفاً جهود البلاد بالدبلوماسية الإنسانية القائمة على تقديم المساعات للمحتاجين حول العالم.
وتحدث عن دور الجمعية وتنسيقها الحالي، مع نظيرتها اللبنانية، لمواصلة تقديم المساعدات.
ربيعان: الشراكة مع الكويت تتعدى المساهمات المالية
قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نسرين ربيعان، إن الكويت شريك استراتيجي للأمم المتحدة، وشراكتها تتعدى المساهمات المالية، فهي تعتبر محركاً للكثير من المبادرات التي تعزز الدور الإنساني لسد الاحتياجات>
وأضافت: نحن لا ننسى دور الكويت في الأزمة السورية، مثلا، إضافة إلى أنها كانت محركاً حيوياً للسلام في أزمات عدة.
وبيّنت أن سبب تواجدهم في هذا المؤتمر، لتسليط الضوء على احتياجات 300 مليون شخص في العالم بسبب الصراعات والنزاعات وأزمات المناخ، ولذلك نحن نسعى لتعزيز دور الشراكات الجماعية، من أجل التصدي للعوائق التي تحول دون وصول الاحتياجات الإنسانية لمستحقيها.
كامارا: 300 مليون جائع حول العالم
ذكرت مساعدة المديرة التنفيذية في إدارة الشراكات والابتكار في برنامج الأغذية العالمي رانيا كامارا، أن نحو 300 مليون شخص يعانون من الجوع، مما أنشأ كارثة اقتصادية، مطالبة بضرورة زيادة الدعم وتعزيز ثقافة التبرع لإنقاذهم.
وأشادت بدور الكويت القوي في العمل الإنساني، معربة عن أملها في أن تواصل جهودها لدعم الدول المنكوبة، لافتة إلى أن برنامج الأغذية العالمي ساعد، في العام الماضي، النازحين في سورية واليمن والسودان، وأنه سيواصل عمله في هذا المجال.
123 مليون نازح بسبب النزاعات والعنف
أكدت جويس مسويا أن الأزمات الانسانية باتت أكثر تواتراً وتعقيداً وأطول أمداً عن أي وقت مضى، لأسباب واضحة تتعلق بارتفاع مستويات النزاعات والظروف المناخية المتفاقمة، وسط مكافحة عالمية لاحتواء الحروب المشتعلة في أكثر من مكان، لافتة إلى نزوح نحو 123 مليون شخص قسراً بسبب النزاعات والعنف بحلول منتصف العام الحالي.
وقالت إن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة، تناشد في عام 2025، لجمع 47 مليار دولار، لمساعدة نحو 190 مليون شخص في 72 دولة.
305 ملايين يحتاجون مساعدة عاجلة
قالت مسويا: لم تكن الحاجة الى الدبلوماسية الانسانية أكثر الحاحاً كما هي عليه اليوم، فالعالم يعاني من إحدى أسوأ الازمات الانسانية في العصر الحديث، فثمة 305 ملايين شخص في حاجة ماسة الى المساعدة الإنسانية، بينما تتزايد انتهاكات القانون الدولي الانساني، ويستمر عدد الاشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم في الزيادة.