القضايا الاقتصادية كانت حاضرة بقوّة في القمّة الخليجية الخامسة والأربعين في الكويت، ابتداءً بكلمة رئيس القمّة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في الجلسة الافتتاحية، إلى البيان الختامي للقمّة، «إعلان الكويت».
حيث أكّد صاحب السمو على ضرورة تسريع وتيرة أعمال تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي المستدام لمواجهة التحدّيات الناجمة عن الظروف القائمة البالغة التعقيد التي باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مهدّدة تنمية الشعوب الخليجية ورخاءها. كما دعا سموّه إلى تعزيز تنافسية بلداننا على الساحتين الاقتصاديّتين الإقليمية والدولية، من خلال تنويع مصادر الدخل غير التقليدية، وتوسيع قواعد الابتكار وريادة الأعمال خصوصاً في المجالات المستحدثة كالذكاء الاصطناعي...
وفي البيان الختامي للقمّة الخليجية، وجّه المجلس الأعلى الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية، والأمانة العامة وكل أجهزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي أقرّها المجلس الأعلى في 2015م، شاملاً استكمال مقوّمات الوحدة الاقتصادية، وفق جدول زمني محدّد ومتابعة دقيقة. كما كلّف المجلس الأعلى الأمانة العامة برفع تقرير مفصّل بهذا الشأن للدورة المقبلة للمجلس الأعلى.
على المستوى المحلّي، أنجزنا خطوات محدودة – ولكنها جادّة وواعدة – نحو التنمية الاقتصادية المستدامة وتنويع مصادر الدخل، خصوصاً في المجالات المستحدثة.
فعلى سبيل المثال، في شهر يوليو الماضي، أعلنت هيئة تشجيع الاستثمار المباشر افتتاح شركة «غوغل كلاود» مكاتب جديدة لها في الكويت، وفق اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين دولة الكويت والشركة لدعم التحوّل الرقمي في البلاد، استجابة لمتطلبات تحقيق رؤية «كويت جديدة 2035».
وأمّا تنمية الموارد البشرية الكويتية، وعلى سبيل المثال، فأشير أولاً إلى توفير تخصّصات مرتبطة بالتحول الرقمي واقتصاد المعرفة في جامعة عبدالله السالم. ثم أشير إلى إعلان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – قبل يومين – بأنها سوف تطلق بالتعاون مع شركة «هواوي تكنولوجيز» الكويت برنامجاً رائداً لتنمية المواهب الكويتية في مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وفي جانب آخر، وضمن مساعي الدولة لتنويع مصادر الدخل، أنجزنا خطوات محدودة – ولكنها مشهودة وواعدة – نحو زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلّي الإجمالي، تنسجم مع اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2025.
فعلى سبيل المثال، وضمن مشاركتها في النسخة الثامنة من منتدى أعمال الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون في الأسبوع الماضي، دعت الشيخة الدكتورة العنود الصباح، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الدول الأوروبية إلى مواصلة التعاون مع جامعة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أعمال التنقيب في منطقة الصبية وجزيرة فيلكا، التي يتم تصنيفها كواحدة من أكبر المتاحف المفتوحة في المنطقة.
وفي مثال ثان، في بداية الأسبوع الماضي، أُعيد افتتاح القصر الأحمر التاريخي، بعد ترميمه وإعادة تأهيله، كما افتتح بالقرب منه متحف السّلاح الزاخر بمقتنيات أثرية فريدة.
وفي جانب آخر، مرتبط بالسياحة بغرض تنشيط الحركة التجارية والسياحة الداخلية، من المزمع إطلاق مهرجان «يا هلا» في نهاية الشهر الجاري ولمدة 70 يوماً، وهو أضخم مهرجان للتسوّق في تاريخ الكويت.
في الختام، وحيث إن للمواطنين والمقيمين دوراً محورياً في تنشيط السياحة الداخلية وجذب السيّاح الخليجيين وغيرهم، أدعو نفسي وغيري إلى الثقة بما لدينا في الكويت من أفكار ومشاريع وبنية تحتية للثقافة والآثار والسياحة، وإلى المشاركة الإيجابية في مساعي تنشيط السياحة في الكويت. وأدعو الحكومة إلى الاستفادة من تجربة دولة الإمارات العربية، التي حلّت في العام الماضي بالمرتبة السادسة عالمياً – حسب تصنيف منظمة الأمم المتحدة للسياحة – من حيث إيرادات السياحة الدولية، بواقع 51.9 مليار دولار.
اللهمّ أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه.
abdnakhi@yahoo.com