رحب به في خطاب بدأه باللغة العربية
تشارلز الثالث لتميم بن حمد: «حياكم في بلدكم الثاني»... قطر «بطلة في بناء الجسور بين الأديان»
- تشارلز يسترشد بالآية القرآنية «ومَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»
- تميم بن حمد يؤكد أن تحقيق السلام من خلال «حل الدولتين»
- ملك بريطانيا يمنح أمير قطر «وسام الفارس الكبير»
- لندن والدوحة تُبرمان شراكة للاستثمار في تقنيات المناخ بمليار جنيه
- التزام بمضاعفة تمويل معالجة الأزمات الإنسانية بـ 100 مليون دولار
فاجأ الملك تشارلز الثالث، الحضور، بافتتاحه خطابه باللغة العربية، للترحيب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، قائلاً «السلام عليكم، حياكم مرة أخرى في المملكة المتحدة بلدكم الثاني».
كما وصف الملك تشارلز، بالإنكليزية، قطر، بأنها «بطلة في بناء الجسور بين الأديان». وأكد أن «المملكة المتحدة تفخر بأنها أقدم صديق لدولة قطر في العالم الغربي. لدينا رابط خاص قائم على الاحترام المتبادل وقد صمد أمام اختبار الزمن.»
وكان الشيخ تميم وقرينته الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حضرا مأدبة عشاء أقامها تشارلز وقرينته الملكة كاميلا، على شرفهما.
وأشاد تشارلز، بالمناسبة، بالعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، مبدياً إعجابه بالتطور الهائل الذي تشهده قطر في كل المجالات، وسعادته بمشاركة العديد من الشركات البريطانية في هذا التطور.
كما أكد على أهمية زيارة تميم بن حمد والتي تمثل فرصة للاحتفاء بالعلاقات الإستراتيجية، متطلعاً إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات.
وأثنى ملك بريطانيا على جهود الوساطة التي بذلتها قطر من دون كلل سعياً لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، واصفاً إياها بأنها «بطلة في بناء الجسور بين الأديان»، ذاكراً الآية القرانية «ومَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، وكذلك كلمات من الإنجيل «طوبى لصانعي السلام».
من جانبه، أشاد أمير قطر «بما يجمع البلدين من علاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجي المثمر في كل المجالات»، معرباً عن «بالغ الشكر والتقدير للملك والملكة على الدعوة الكريمة، وعلى ما قُوبل به من حفاوة وترحيب»، معتبراً «أنها تعكس عمق العلاقات الودية والتاريخية للبلدين وشعبيهما الصديقين».
كما منح تشارلز، أمير قطر «وسام الفارس الكبير»، أعلى وسام بريطاني، تقديراً للعلاقات المتميزة بين البلدين.
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أكد تميم بن حمد أمام البرلمان البريطاني، أنه مازال هناك عمل كثير للقيام به في قطاع غزة، الذي تعرّض لتدمير شبه كامل.
وقال إن «قطر عملت منذ اليوم الأول للصراع وسيطاً إلى جانب شركائها، سعياً إلى وقف العنف وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية».
وشدد على موقف الدوحة ولندن في شأن حل القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين»، معتبراً أن «هذا هو المسار لتحقيق السلام الحقيقي والازدهار المنشود».
وفي لقاء منفصل، أمس، تناول تميم بن حمد ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كما زار أمير قطر، أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية، حيث كان في استقباله وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، وقائد الأكاديمية الجنرال نيك كاولي، واستمع إلى شرح عن تمرين السرب المشترك القطري - البريطاني.
والتقى بالعديد من الأكاديميين في الكلية، والمرشحين القطريين المنتسبين لها. وشهد عرضاً جوياً لطائرات حربية.
شراكة إستراتيجية
من ناحية ثانية، أعلن مكتب رئاسة الوزراء البريطانية، أمس، توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية مع الدوحة بقيمة مليار جنيه استرليني، تهدف إلى تعزيز الاستثمار في تقنيات المناخ.
وأوضح المكتب في بيان، أن الاتفاقية تشمل تمويل برامج تقنية طورتها شركة «رولز رويس» والتي تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة دعم الوقود المستدام وتقليل انبعاثات الكربون مما يعكس التزام البلدين بالابتكار في تقنيات صديقة للبيئة.
وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر في البيان، أن هذه الشراكة تُعزّز الاستثمار في القطاع الصناعي البريطاني وتخلق آلاف الوظائف في قطاعات التكنولوجيا المستقبلية، مشيراً إلى أن التعاون يسرّع من تطوير التقنيات المستدامة ما يدعم طموحات لندن في تحقيق الحياد الكربوني.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن فخره بإطلاق هذه الشراكة، مشيداً بالتاريخ المميز لبريطانيا في تطوير التقنيات الحديثة.
وأكد أن قطر «لطالما كانت شريكاً استثمارياً موثوقاً وأن هذا التعاون يتماشى مع استراتيجيتها طويلة الأمد للاستثمار في اقتصادات المستقبل».
وأضاف أن قطر تعد أحد أبرز العملاء لشركة «رولز رويس» من خلال مشترياتها لمحركات الطائرات المستخدمة في الخطوط الجوية القطرية، إلى جانب كونها مستثمراً رئيسياً في مشاريع تطوير المفاعلات النووية الصغيرة.
وأكد أن هذه الشراكة الجديدة «تعزّز مكانة قطر كقوة استثمارية عالمية في مجال تقنيات المناخ»، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من التعاون مع مجموعة واسعة من الشركات البريطانية في المستقبل.
كما تعهد البلدان، مساء الثلاثاء، بمضاعفة تمويلهما المشترك لمعالجة الأزمات الإنسانية ومبادرات التنمية الدولية إلى 100 مليون دولار.
وذكرت الخارجية البريطانية في بيان أن الشراكة الإنسانية تستخدم خبرة الجانبين من أجل معالجة تحديات التنمية العالمية ومشاريعها بما يُسهم في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة بحلول عام 2030 إلى جانب حل الأزمات والهجرات غير الشرعية وتطوير التعليم والبحث العلمي.