إعلامي مقرّب من الرئيس الأميركي المنتخب يُجري حواراً «مذهلاً للغاية» مع لافروف

أسلوب «العصا والجزرة»... الأنظار تتّجه إلى خطة ترامب للسلام في أوكرانيا

ترامب وزيلينسكي خلال لقاء في برج ترامب في نيويورك (رويترز - أرشيفية)
ترامب وزيلينسكي خلال لقاء في برج ترامب في نيويورك (رويترز - أرشيفية)
تصغير
تكبير

واشنطن - رويترز، أ ف ب - كشف تحليل أجرته وكالة «رويترز» لتصريحات مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب ومقابلات مع أشخاص عدة مقرّبين منه، أن مستشاري دونالد ترامب يطرحون علناً وفي أحاديث خاصة، مقترحات لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن التنازل عن أجزاء كبيرة من البلاد لروسيا.

وتشترك المقترحات التي قدمها ثلاثة مستشارين رئيسيين، بما في ذلك مبعوث ترامب الجديد إلى روسيا وأوكرانيا، اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوغ، في بعض العناصر ومنها التخلي عن انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وسيحاول مستشارو ترامب، حمل موسكو وكييف على التفاوض باستخدام أسلوب «العصا والجزرة»، بما في ذلك وقف المساعدات العسكرية لكييف ما لم توافق على الاشتراك في المحادثات، أو تعزيز المساعدات المقدمة إلى كييف إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض.

ودأب ترامب على التعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في غضون 24 ساعة من تنصيبه في 20 يناير المقبل، إن لم يكن قبل ذلك، لكنه لم يفصح بعد عن كيف سيفعل ذلك.

وتحدث محللون ومسؤولون سابقون في الأمن القومي عن شكوك كبيرة في قدرة ترامب على الوفاء بمثل هذا التعهد بسبب تعقيد الصراع.

ومع ذلك، تشير تصريحات مستشاريه مجتمعة إلى الخطوط العريضة المحتملة لخطة ترامب للسلام.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه نقصاً في القوات ويخسر أراضي بشكل متزايد، إلى أنه قد يكون منفتحاً على المفاوضات.

ورغم أنه لايزال يعتزم الانضمام إلى حلف الأطلسي، فقد أكد هذا الأسبوع أن أوكرانيا لا بد أن تجد حلولاً دبلوماسية لاستعادة بعض أراضيها المحتلة.

لكنّ محللين ومسؤولين أميركيين سابقين قالوا إن ترامب قد يجد من بوتين عزوفاً عن المحادثات، في ظل تفوقه على الأوكرانيين، وربما يسعى لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي.

ورأى يوجين رومر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي وهو محلل سابق للاستخبارات الأميركية متخصص في الشأن الروسي، أن «بوتين ليس في عجلة من أمره».

وأضاف أن الرئيس الروسي لا يبدي أي استعداد للتخلي عن شروطه المتعلقة بالهدنة والمفاوضات، بما في ذلك تخلي أوكرانيا عن سعيها للانضمام إلى «الناتو» والتنازل عن أربع مناطق، يعتبر أنها جزء من روسيا، لكن قواته لا تسيطر عليها بالكامل، وهو مطلب رفضته كييف.

وقال رومر إن بوتين سينتظر الوقت المناسب على الأرجح وسيحرز مزيداً من التقدم، ويرى ما إذا كان ترامب سيقدم أي تنازلات لإغرائه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وذكرت «رويترز» في مايو الماضي، أن بوتين مستعد لوقف الحرب بالتوصل عبر التفاوض إلى وقف لإطلاق النار يعترف بخطوط المواجهة الحالية، لكنه على استعداد لمواصلة القتال إذا لم تستجب كييف والغرب.

تسيطر روسيا بالفعل على شبه جزيرة القرم بأكملها، بعد أن استولت عليها من أوكرانيا في 2014، وتسيطر منذ ذلك الحين على نحو 80 في المئة من منطقة دونباس التي تضم دونيتسك ولوغانسك، بالإضافة إلى أكثر من 70 في المئة من زابوريجيا وخيرسون وأجزاء صغيرة من منطقتي ميكولايف وخاركيف.

وقال المستشارون إن اتفاق السلام في النهاية من المرجح أن يعتمد على المشاركة الشخصية المباشرة لترامب وبوتين وزيلينسكي.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن «من غير الممكن التعليق على تصريحات فردية من دون أن يكون لدينا فكرة عن الخطة ككل».

وأشارت كارولين ليفيت، الناطقة باسم الرئيس المنتخب، إلى أن ترامب قال إنه «سيفعل ما هو ضروري لاستعادة السلام وإعادة بناء القوة والردع الأميركي على الساحة العالمية».

مقابلة جمهورية مع لافروف

في سياق متصل، أعلن الإعلامي الأميركي تاكر كارلسن، المقرّب من ترامب، أنه أجرى في موسكو مقابلة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيتم بثها قريباً.

وسبق لكارلسن أن حاور بوتين في فبراير، في أول مقابلة للرئيس الروسي مع صحافي أجنبي مذ غزت قوات موسكو أوكرانيا مطلع عام 2022.

وقال كارلسن، مقدّم البرامج السابق عبر شبكة «فوكس نيوز» القريبة من المحافظين، «عدنا الى موسكو لإجراء حوار مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف»، وذلك في شريط فيديو نشره ليل الثلاثاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأشار الى أن الحوار كان «مذهلاً للغاية» وسيبث «قريباً جداً»، من دون تحديد موعد لذلك، موضحاً أنه تطرّق للتوتر المتزايد بين موسكو وواشنطن.

واتهم كارلسن كذلك إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالحؤول دون إجرائه مقابلة مع زيلينسكي.

ويُعد كارلسن من الإعلاميين المثيرين للجدل، وأمضى أعواماً ينتقد تراجع الولايات المتحدة نتيجة لما اعتبرها حملة من السياسيين الديمقراطيين والمتظاهرين والشيوعية. ومنذ مغادرته «فوكس نيوز»، يقوم بالترويج بشكل متزايد لنظريات المؤامرة.

وأوقف برنامج كارلسن عبر «فوكس نيوز» في أبريل 2023 بعد أيام من دفع الشبكة الأميركية تسوية مالية ضخمة لإنهاء دعوى تشهير تقدمت بها شركة «دومينيون فوتينغ سيستمز»، بعد اتهامات زائفة بأن أجهزة الشركة لفرز الأصوات، ساهمت في خسارة ترامب انتخابات 2020.

ومنذ إبعاده عن الشاشة التلفزيونية، يعمد كارلسن الى بثّ مواده الإعلامية عبر منصة «إكس»، إضافة الى منصة بث تدفقي عائدة خاصة به هي «تاكر كارلسن نتوورك» (شبكة تاكر كارلسن).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي