وجود رايت الداعم لزيادة الصخري يضع التحالف أمام خيارين كلاهما مُرّ
انضمام القطب الصخري لفريق ترامب يثير مخاوف استمرار «أوبك +» في «شد الحزام»
- زيادة الإنتاج الصخري يرفع معروض النفط عالمياً ومن ثم الضغط على الأسعار
مع اختيار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لفريقه الاقتصادي ومن بينه الرئيس التنفيذي لشركة «Liberty Energy» كريس رايت لقيادة وزارة الطاقة، تتحضر أسواق النفط العالمية لتحولات كبيرة الفترة المقبلة، بينها التعرّض لضغوط إضافية إذ نفذت أفكار هذا الفريق.
فمن المعروف عن رايت أنه قطب التكسير الهيدروليكي، والمدافع القوي عن استخدام الوقود الأحفوري، حيث لا يعترف بوجود أزمة مناخية ولا يؤيد الانتقال إلى الطاقة الخضراء، ويدعم الاعتماد على الطاقة التقليدية من النفط والغاز إلى أقصى حد، ويدفع بالسعي إلى إيجاد سبل لزيادة معدل توليد الكهرباء التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في الطلب عليها لأول مرة منذ عقود.
وتكفي الإشارة في هذا الاتجاه إلى أن رايت أحد الرواد الذين ساعدوا في إطلاق ثورة الصخر الزيتي الأميركية، التي غذّت استقلالية الطاقة الأميركية، وحوّلت أسواق الطاقة العالمية والجغرافيا السياسية، وهنا تتنامى حساسية النفطيين التقليديين، فأي زيادة في المعروض الصخري سيقابلها ارتفاع في فائض المعروض وانخفاض في السعر.
وما يثير حساسية النفطيين التقليديين أكثر ضد تعيين رايت على رأس الطاقة الأميركية، أن الرجل الذي يتمتع بأسلوب جريء في اتخاذ المواقف والقرارات، يعتقد بانه لا توجد أزمة مناخية، وأن لجميع مصادر الطاقة تأثيرات على العالم إيجابية وسلبية.
وسيكون رايت أيضاً عضواً في مجلس الطاقة الوطني الجديد الذي أعلن الرئيس المنتخب إنشاءه الجمعة. وستكون مهمة المجلس «الإشراف على المسار نحو هيمنة الولايات المتحدة على الطاقة»، وقد حظي ترشيحه بدعم شركات القطاع النفطي.
ونتيجة لذلك، يرى خبراء نفط، أن تبنّي رايت لسياسة استقلال الطاقة بزيادة إنتاج النفط الصخري، سيؤثر سلباً على أسعار النفط العالمية بزيادة المعروض من النفط، ما يرجح احتمال زيادة المعروض النفطي خلال العام المقبل، رغم توقعات بتمديد تحالف «أوبك+»، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا، لتخفيضات الإنتاج.
وتحتل الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى كأكبر منتج للنفط في العالم لعام 2024، بإنتاج 19.43 مليون برميل يوميا، وتساهم تقنيات الاستخراج المتقدمة والاحتياطيات الهائلة في تكساس في تعزيز هذا الإنتاج الكبير.
وفي حالة تنفيذ رايت لوعوده سيضع تحالف «أوبك +» أمام خيارين رئيسيين كلاهما مرّ، الأول، أن يستمر في تبني سياسة «شد الحزام» بتمديد خفض الإنتاج أكثر للحفاظ على أسعار النفط من التدهور، وفي هذه الحالة ستتقلّص عوائدها النفطية كماً وسعراً، والثاني، زيادة وتيرة الانتاج الحالية، وترك الأسعار إلى حركة العرض والطلب، وبالتالي مواجهة زيادة المعروض الإجمالي وانخفاض الأسعار.
ومن المتوقع أن تشهد أسعار النفط تغيرات في 2025، وأحد محددات معدل ذلك وضوح رؤية وتوجهات رايت، حيال الإنتاج النفطي، وقدرته على تنفيذ رؤيته، خصوصاً مع اتجاه دول «أوبك» لمناقشة تأجيل إضافي لزيادة الإنتاج المقرر أن تبدأ في يناير 2025.
و حسب استطلاع لـ«رويترز»، شمل 41 محللاً، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت العام المقبل 74.53 دولار للبرميل.