... وما زالت القضية الفلسطينية محور حديث الديوانية التي أتردد عليها، وقد تعددت الآراء حول سبل وقف المجازر فتعددت التحليلات إلا أن أكبرنا سناً قال بكل ثقة وباختصار: إن نهاية نتنياهو قد بدأت مع طوفان الأقصى ولا حل إلا باغتياله!
وبيَّن صديقنا أن الحرب لن تقف بوجود نتنياهو إلا إن وُجد من يجبره على أن يرضخ، سواء من داخل كيانه أو من الخارج، وأنه لا توجد أي حلول تفاوضية حتى لو كان ذلك بعد تسلُّم ترامب، السلطة الأميركية في مطلع العام المقبل.
وقال كبيرنا -الذي علمنا الكثير من الأمور في السابق- إن صورة الكيان الصهيوني باتت محرجة لكل من وقف معه سراً وعلانية، خاصة بعد صدور مذكرة الاعتقال الأخيرة بحق المجرم نتنياهو وشريكه وزير الحرب السابق يواف غالانت؛ لذا فإن أول تحدٍّ يواجه من سيعقب نتنياهو في منصبه هو إعادة ترميم صورة كيان القتل والتدمير؛ إذ إن حكومات الكيان كانت تعمل من أجل صالح الوطن المزعوم، بيد أن نتنياهو ظل يعمل لمصلحته فقط. وتمثل مذكرة الاعتقال بحق «نتنياهو وغالانت»، بتهمة ارتكاب جرائم، التي لن ترى النور، إلا أنها تعمل على تضييق الخناق على الكيان الصهيوني بشكل عام، وعلى المجرمَيْن الاثنينِ بشكل خاص، ولعلنا نذكر أن قراراً مشابها قد صدر بالسابق ضد الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، في عام 2009م بعد أن أعلنت منظمات التضامن البريطانية وفريق الدفاع عن عائلات الضحايا الفلسطينيين، صدور قرار قضائي باعتقالها بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وهو القرار الذي أصدره قاض في محكمة بريطانية.
ومثلما أن هناك من يقف ضد نتنياهو من شعبه وغير شعبه، فإن هناك من يؤيده من شعبه ومن غير شعبه، ومنهم ما أعلن عنه سيناتور أميركي أنه سيعمل على معاقبة «الجنائية الدولية» إذا لم تُسقط مذكرة اعتقال نتنياهو، وهو يرمي إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم أحمد خان، الذي رغم تعرضه للضغوط، إلا أنه أصر على صدور مثل هذا القرار، الذي أيدته الكثير من دول العالم، خاصة في أميركا الجنوبية.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي يائير لابيد: إن نتنياهو استعرض في خطابه انعدام القيادة والمسؤولية، فهو لا يعرف شيئاً، ولا يتحمل مسؤولية شيء.
وقال الرئيس التركي أردوغان، إنه يدعم قرار الجنائية الدولية الشجاع بإصدار مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت، وندعو إلى تطبيقه فوراً، كما قال المرشد الإيراني في منشور باللغة العبرية، على منصة إكس: يجب تقديم جميع قادة عصابة الارهاب الصهيونية للمحاكمة، كما أكد رئيس كولومبيا بأنه ملتزم بقرار المحكمة الجنائية.
وأعلن أبوعبيدة أنه، وبسبب قصف الصهاينة، فقد أدى ذلك إلى مقتل أسيرة صهيونية، كما أشار إلى أن العدو عليه أن يستعد للتعامل مع مثل تلك الحالات بسبب التدمير الواسع، محملاً نتنياهو وحكومته وقادة جيشه المسؤولية الكاملة عن حياة أسراهم.
وقال أبو عبيدة: نتنياهو وحكومته وقادة جيشه يصرون على الإمعان في التسبب بمعاناة أسراهم ومقتلهم، وهم مجرمو حرب، كما أكد قائلاً: إنه يجب على العدو الاستعداد للتعامل مع اختفاء جثث أسراه القتلى؛ بسبب التدمير الواسع، واستشهاد بعض المجاهدين المرافقين للأسرى.
ورغم كل ما قامت به هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بالشارع الصهيوني، إلا انها لم تحركه بصورة مؤثرة، وقالت: إن نتنياهو يريد استمرار الحرب من أجل التهرب من المحاكمة، وهم مستمرون في تنظيم المظاهرات أمام منزل نتنياهو، الذي يلوم حماس بتخريب اتفاق إطلاق النار، بل إنه يتهم من يتهمه بأنهم يتآمرون ضده.
واستمر الكنيست في دعم وانتقاد نتنياهو في الوقت نفسه، وما زالت بعض الأصوات العربية تؤرق رئيس الوزراء للكيان الصهيوني على يد كل من «أيمن عودة والدكتور أحمد الطيبي»، وكلاهما عضو في الكنيست، وقد نددا بجرائم نتنياهو وحكومته في الجلسات التي يضطر رئيس الوزراء لحضورها؛ ليسمع بشكل مباشر -وهو صامت- رغم محاولة بعض مؤيديه مقاطعة الأعضاء العرب الشرفاء.