حاز المركز الأول في «القراءات العشر» ضمن جائزة الكويت الدولية للحفظ والتجويد
محمد العلي... قمرٌ كويتي في سماء القرآن
- شاركتُ في الجائزة لنيل شرف تمثيل الكويت في هذا المحفل القرآني المشهود عالمياً
- أُهدي هذا الإنجاز لسمو الأمير وسمو ولي العهد وأهل الكويت كافة
- بدأتُ الحفظ منذ الصغر مع الوالدين وفي حلقات المساجد والمراكز القرآنية
- أول ختمة كانت لي برواية حفص في المرحلة الثانوية
- القراءات العشر تيسّرت لي بوجود مشايخ متقنين شجعوني وشحذوا همتي
كما تجلّت الكويت في حسن التنظيم والاستقبال في جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته في نسختها الثالثة عشرة، التي انتهت الأسبوع الماضي، تجلّت أيضاً بمشاركة أبنائها في فروع المسابقة وتحقيق نتائج مشرّفة، كان أبرزهم الفائز في المركز الأول بفرع القراءات العشر الشيخ محمد حمد العلي، الذي كان قمراً في سماء المسابقة.
العلي أكد «أهمية حفظ القرآن الكريم ومصاحبته؛ حيث إن فيه البركة في كل مناحي الحياة»، مُهدياً إنجازه إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ولفت إلى أن مشاركته في الجائزة هي لنيل شرف تمثيل دولة الكويت في هذا المحفل القرآني المشهود عالمياً.
البداية
وقال العلي، في لقاء خاص لـ«الراي»، إن بداياته في حفظ القرآن الكريم كانت منذ الصغر مع الوالدين، «حيث كانا يسعيان لتحفيظي لكتاب الله عزوجل، وكانا يذهبان بي إلى الحلقات في المساجد والمراكز القرآنية، حيث بدأت الحفظ في المساجد في الحلقات التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذين لهم كل الشكر والعرفان على هذه الجهود المباركة».
وأضاف «بعد المرحلة الابتدائية، انتقلت إلى المعهد الديني، ودرست فيه المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكان هناك الاهتمام أكثر بالقرآن، وبدأت استكمال مسيرة حفظ القرآن خلال دراستي في المعهد الديني»، مشيراً إلى أن «أول ختمة كانت برواية حفص، وهي رواية أهل البلد وكانت في المرحلة الثانوية، وبعد هذه المرحلة كانت مرحلة ضبط المحفوظ، ثم انتقلنا إلى مرحلة القراءات العشر المتواترة، حيث أرشدني مشايخي حفظهم الله، بعد إتمام حفظ القرآن برواية حفص، إلى مواصلة حفظ القرآن بالقراءات العشر، ومن مشايخي الدكتور محمد فلاح مندكار الذي كان حريصاً على أن أتم القرآن بالقراءات العشر».
وأشار إلى أنه «بعد الانتهاء من رواية حفص، بدأنا بجمع القراءات، وكذلك لا نغفل عن جهود بقية مشايخي، ومنهم الشيخ محمد حسام سبسبي، والشيخ الدكتور منتصر عبدالغني حفظهم الله».
شرف التمثيل
وتابع العلي «أما فيما يخص المعوقات والتحديات التي واجهتها في مسيرتي مع القرآن، فالله يسر هذا الأمر، الحمد لله القراءات تيسرت لي بوجود المشايخ المتقنين، من بعد الله عزوجل، حيث كانوا حريصين علي وكانوا يشجعونني ويشدون من أزري، ويشحذون همتي، والحمد لله، إلى أن بلغنا هذا الأمر بمنة الله تعالى وفضله».
وأشار إلى أنه «خلال مسيرة حفظ القرآن الكريم، قد تمر على بعض الحفظة بعض العثرات، فأحيانا قد تكون سورة صعبة مثلاً، أو آية صعبة، ولكن مع الدعاء والصبر والمثابرة ييسرها الله»، مبيناً أن «الهدف من المشاركة في الجائزة هو الحصول على شرف تمثيل دولة الكويت. وبهذه المناسبة أود أن أشكر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، على رعايته لهذه الجائزة الرائدة، حيث تعتبر أولى المسابقات الدولية في العالم التي أقامت فئة القراءات العشر، ثم حذا حذوها باقي المسابقات في دول العالم، والمنافسة مشهودة في هذه المسابقة».
وزاد «وهذه المسابقة، حالها حال أي مسابقة، فيها مراكز أولى يتم تكريمها، والمشاركون فيها يمثلون دولهم، فلابد أن يجتهدوا في التحضير لهذه المنافسة لتمثيل دولهم. فداخل المسابقة لا توجد إجازة بالقراءات من المحكمين، لأن دور المحكمين تقييم قراءة المتسابقين، والتمييز بين المراكز الفائزة».
وذكر أن «شعوري عندما أعلنت النتائج وتحقيقي للمركز الأول في القراءات العشر، لم يكن فخراً بالنفس، إنما هو شعور بالرضا وشكر نعمة الله علي، فذلك فضل الله»، لافتاً إلى أن «لجنة التحكيم كانت سمحة مع المتسابقين دائمة الابتسامة، وكان المتسابقون يشعرون بالأريحية مع اللجنة، والحمد لله الذي وفقهم لإدارة التحكيم بهذه الصورة المميزة».
تنظيم... مميّز
توجه الحافظ محمد العلي بالشكر الجزيل لمنظمي الجائزة من وزارة الأوقاف، سائلاً الله أن يجزيهم الخير، «حيث قامت وزارة الأوقاف بدورها على أكمل وجه في تنظيم الجائزة ومتابعة المتسابقين وإدارة جلسات التسميع وإقامة المعرض على هامش المسابقة والورش العلمية والمحاضرات المتميزة».
صحبة أُنس وحياة
أكد الحافظ محمد العلي أن أهم «ميزة مع مصاحبة القرآن كانت أنك لا تشعر أبداً بالوحشة، فلا مشكلة لديك أن تجلس وحدك ساعات طوال في غرفة وحيداً أو لأيام، ما دام معك القرآن، وتستشعر مخاطبة الله عزوجل، وتسترشد بقصص القرآن، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقصص الأنبياء عليهم السلام». وأضاف أن «القرآن حياة للقلب فلا تشعر معه بالوحشة أبداً، فهو يؤثر إيجابياً على الدراسة، فأنا أتممت القراءات وأنا في المرحلة الجامعية، فالقرآن بركة وبسببه تتيسر الأمور في الدراسة والحياة عموماً».
أفضل طريقة للحفظ
قال العلي: إن «أفضل طريقة لحفظ القرآن الكريم وتثبيته، هي تقليل المقدار والإكثار من التكرار، مع وجود شيخ متقن حريص على الطالب، وأنصح المقبلين على حفظ كتاب الله، بالاهتمام بهذا الأمر، ففيه البركة وشفاء ونور وهدى، ومن تمسك به نجا ومن تركه هلك».
بركة في النفس والمال والأهل
قال العلي: «أسأل الله أن يجعلني ممن يُحسن صحبة القرآن، وأن يحيينا مع القرآن وأن نلقاه على ذلك، فمن لازم القرآن وجد البركة في نفسه وأهله وماله وبيته، وأُهدي هذا الإنجاز في البداية إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين حفظهما الله، وإلى والدي وزوجتي وأبنائي ومشايخي وأصدقائي، وإلى شعب الكويت كافة».