يوماً بعد يوم تُثبت الأحداث أن من يسيطر على الإعلام تكون له اليد الطولى في أي صراع وتزداد فرصه بالنصر...
من يسيطر على الإعلام باستطاعته تحريك مشاعر الشعوب للاتجاه الذي يرغب به من دون أي خوف من اكتشاف خداعه لمعرفته التامة بقدراته على تزييف الحقائق وأيضاً لمعرفته التامة بقدرات الشعوب...
يستطيع الإعلام إقناع الكثير من الأشخاص بوجود مؤامرة تُحاك ضدهم ويقدم لهم الحلول التي غالباً ما تكون بمستوى تفكيرهم للنجاة من تلك المؤامرة، ويستطيع الإعلام أن يشتت انتباه الغالبية ويجعلها تشارك باحتفالات الانتصار بالرغم من علمها التام بالخسارة...!
يستطيع الإعلام بكل سهولة إقناع الغالبية بأنّ الفاشل شخص ناجح ولديه قدرات ومواهب لا تتوافر إلا به، وربما جعله مكتشفاً ومخترعاً، وبالوقت ذاته يستطيع الإعلام أيضاً أن يُقصي الناجح ويجعله بعيون الغالبية فاشلاً...!
يستطيع كذلك أن يقودك لشراء أسوأ السلع وأن تزاحم للدخول لابشع المطاعم، وأن تقف بطوابير لساعات بانتظار دورك لدخول أفشل الأفلام بالرغم من كل قدراتك العقلية ومواهبك التي تتفاخر بها...!
باختصار، إنه الإعلام، تلك الآلة التي تتسابق الدول جميعها سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، القوية أو الضعيفة لأخذ نصيبها من تلك الآلة لكي تثبت وجودها، ولكي تثبت وجودك فعليك أولاً دراسة وتعلم أدق تفاصيل عمل تلك الآلة بالشكل الصحيح، لأن عدم إلمامك بتشغيل تلك الآلة له نتائج عكسية...!