تأسس مطار الكويت الدولي الحالي والواقع في محافـظة الفروانية في عام 1962 تحت مسمى مطار المقوع، وكانت المرحلة الأولى لتأسيسه، ثم تم البدء بالمرحلة الثانية لمبنى المطار عام 1980، وتم البدء بإنشاء المبنى الرئيسي للمطار الذي كان يشبه شكل الطائرة وهي واقفة على الأرض، حيث يبلغ طوله نحو 386 متراً، بينما عرضه نحو 250 متراً، وبمساحة قدرها 58.000 متر مربع.
وما يميز مبنى المطار أنه مكون من ثلاثة أدوار ويستوعب المبنى حوالي 7 ملايين مسافر سنوياً، بعد كل هذه الجهود تعرّض المطار لعملية التخريب بشكل واسع من قِبل القوات العراقية الغازية في عام 1990، وعلى اثر هذا التخريب المتعمد تم إجراء عملية التجديدات والتغييرات فيه بعد تحرير دولة الكويت، كما تم افتتاح مبنى جديد لحركة الطيران العام، عام 2008 حتى يواكب عملية التطور العمراني فيه، ناهيك عما يحدث اليوم من بناء مطار نموذجي آخر يحقق الاستدامة البيئية، حيث إن المشروع يستخدم فيه أحدث التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وفق أعلى المعايير، ولكن بعد كل هذا العناء نسمع اليوم أن هناك توجهاً إلى توقف بعض الشركات العالمية عن تسيير رحلاتها إلى مطار الكويت من دون أسباب واضحة وراء ذلك، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل أكثر، ترى ما هي الأسباب التي جعلت معظم شركات الطيران العالمية تهجر الكويت وتوقف رحلاتها إلى مطار الكويت، ولماذا ألغت معظم الخطوط الجوية العالمية من جدول رحلاتها إلى الكويت؟!
ترى هل بسبب ضيق مساحة مبنى المطار الحالي «القديم»، أم أن شركات الطيران بدأت تخسر أموالها بعد تنوع أعداد شركات الطيران الجوية في العالم الواسع؟
هناك الكثير من التساؤلات التي تجعلنا نقف حائرين عن الأسباب مع الانتهاء من مبنى مطار الكويت الجديد الذي نفذته شركة ليماك التركية، فاليوم خسرنا شركة الخطوط الجوية البريطانية «British Airways» بعد إلغائها القدوم إلى مطار الكويت من خلال جدول رحلاتها ابتداء من شهر مارس المقبل، وقد سبقتها شركات طيران عالمية أخرى مثل لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية الملكية الهولندية KLM، ولا نعلم إن كان هناك آخرون ينوون فعلاً مغادرة مبنى مطار الكويت الحالي وبالأخص بعد بناء الكويت مبنى مطار جديد «T2» متكامل البناء والطراز الحديث حيث تصل تكاليف بنائه إلى 5 مليارات دولار وربما أكثر... لذلك دعا رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية الأسبق الكابتن/ علي محمد الدخان، الحكومة إلى دراسة الأسباب التي أدت إلى توقف بعض الشركات العالمية للطيران عن تسيير رحلاتها إلى أرض مطار الكويت مستعرضاً أبرز الأسباب من وجهة نظره وهي تنحصر في سببين رئيسيين، أولهما: المنافسة الشديدة وتكسير الأسعار الذي تقوم به الشركات الخليجية والتركية للوجهات ما بعد الوجهة الأصلية (موطن الشركة) أو ما يسمى بالتعريف الخاص «الحرية السادسة» ويأتي ذلك من عملية التساهل الكبير في حقوق نقل الركاب من الكويت، وهذا تنفيذ خاطئ لقرار حكومي اتخذه مجلس الوزراء سنة 2006 باتباع سياسة السماء المفتوحة.
ثم أشار الكابتن الدخان إلى أن السبب الآخر يرجع إلى تكاليف الرسوم والخدمات من مطار الكويت والتي تنافس أهم المطارات في العالم، وكذلك أسعار وقود الطائرات الذي تحتكره (شركة واحدة) وتضع أسعاراً مبالغاً فيها عالمياً، وعلى سبيل المثال: أن سعر ليتر وقود الطائرة من الهند الدولة المستوردة للنفط أرخص منه في الكويت، وبالتالي بعد طرح هذه الأسباب، اعتبر الكابتن الدخان، أن هذه الأسباب المذكورة ترفع تكاليف الرحلة وتقلل الجدوى ليصبح الخط الجوي غير مربح بتاتاً. نتمنى من الحكومة ومن الإخوة في الطيران المدني العمل على إعادة دراسة الأمر لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة، حتى يكون مطارنا الجديد «T2» الذي سيرى النور قريباً مطاراً إقليمياً عالمياً من جميع جوانبه...
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com