1000 يوم على الحرب... موسكو وكييف تتحدّثان عن مئات آلاف الضحايا
بوتين يرسم «الخط الأحمر» للأميركيين نووياً وأوكرانيا تطلق مرحلة الصواريخ بعيدة المدى
- واشنطن لن تغير موقفها النووي
- زيلينسكي: 2025 سيحسم من سينتصر
في هجوم يعد الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل ألف يوم، ويُشكّل «مرحلة جديدة» في النزاع، تخطت أوكرانيا ليل الإثنين - الثلاثاء «الخط الأحمر»، وأطلقت صواريخ أميركية بعيدة المدى على أراضي روسيا، التي هددت بـ «رد مناسب»، ووجهت تحذيراً للولايات المتحدة، بخفض الحد الذي يسمح باستخدام أسلحة نووية.
وأكد مسؤول أوكراني لـ «فرانس برس»، استهداف الأراضي الروسية بصواريخ «أتاكمز»، وذلك بعد بضعة أيام من «الضوء الأخضر» الذي أعطته واشنطن لكييف لضرب الأراضي الروسية بهذه الأسلحة، في خطوة يعتبرها الكرملين «خطّاً أحمر».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان «عند الساعة 03,25 (00,25 ت غ)، ضرب العدو موقعاً في منطقة بريانسك بستة صواريخ بالستية.
وبحسب بيانات مؤكدة فإنه تم استخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية الأميركية الصنع».
وأضافت أن الدفاعات الجوية أسقطت خمسة صواريخ، بينما سقطت شظايا من صاروخ سادس على «منشأة عسكرية» لم تحدد، ما تسبب بحريق محدود، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن الضربات الأوكرانية تشكل «مرحلة جديدة» في النزاع، متوعداً برد «مناسب».
«العقيدة النووية»
وفي السياق، وقع الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أمس، مرسوماً يضفي طابعاً رسمياً على عقيدته النووية الجديدة التي توسع نطاق اللجوء إلى أسلحة نووية، ليشمل استخدامها الرد على هجوم جوي «كثيف» تشنه دولة لا تملك أسلحة نووية لكن تدعمها قوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه «كان من الضروري تكييف أسسنا مع الوضع الحالي»، في مواجهة ما يعتبره بوتين «تهديدات» صادرة من الغرب ضد أمن روسيا.
وفي سبتمبر الماضي، حذر بوتين من أن هذه الموافقة الغربية ستعني «ضلوع دول حلف شمال الأطلسي مباشرة في الحرب في أوكرانيا».
وأكد بيسكوف من ناحية ثانية، أن موسكو مستعدة لتطبيع علاقاتها مع واشنطن، لكنها لن «ترقص التانغو وحدها».
وبحسب العقيدة الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ أمس، قد تفكر روسيا في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت أو حليفتها بيلاروسيا، لعدوان باستخدام «أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية».
لا تغيير أميركياً
وفي واشنطن، قال ناطق باسم مجلس الأمن القومي، إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالتغيير الذي أعلنته روسيا في عقيدتها النووية ولا تعتزم تعديل وضعها النووي رداً على ذلك.
وأكد في بيان «لم نلاحظ أي تغييرات في الموقف النووي الروسي، ولم نر أي سبب لتعديل موقفنا أو عقيدتنا النووية».
وتسيطر روسيا والولايات المتحدة معاً، على 88 في المئة من الرؤوس النووية في العالم.
وأثارت الحرب في أوكرانيا، والتي دخلت يومها الألف، أمس، أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، والتي تعد أكثر مرحلة في الحرب الباردة اقتربت خلالها القوتان العظميان آنذاك من الدخول في مواجهة نووية.
كما كثفت روسيا إنتاجها من الملاجئ المتنقلة التي يمكنها الحماية من مجموعة متنوعة من التهديدات البشرية والكوارث الطبيعية، بما في ذلك الإشعاع والموجات الصادمة.
من سينتصر؟
في المقابل، أكدت أوكرانيا، مع مرور ألف يوم على الحرب التي انطلقت في فبراير 2022 أنها لن ترضخ «أبداً»، رغم الصعوبات البالغة التي تواجهها في الميدان والمخاوف من عدم استمرار المساعدات الأميركية.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن العام 2025 سيحسم مَن سينتصر في هذه الحرب، موسكو أو كييف، مُشدداً على أن أوكرانيا لن تتاجر بسيادتها أو تتنازل عن حقها في أراضيها.
وتابع أمام البرلمان الأوكراني، «في المراحل الحاسمة التي سنشهدها العام المقبل يجب ألا نسمح لأي شخص في العالم بالتشكيك في صمود دولتنا برمتها. وتلك المرحلة ستحدد هوية المنتصر».
وأضاف في كلمة عبر الإنترنت للبرلمان الأوروبي «الآن أرسل بوتين 11 ألف جندي من كوريا الشمالية إلى حدود أوكرانيا. وقد يصل عدد هذه القوة إلى 100 ألف».
كما لفت إلى أن اوكرانيا قد تحتاج إلى مرحلة ما بعد بوتين لاستعادة وحدة أراضيها، مقراً للمرة الأولى بأن بلاده قد تضطر «ربما» إلى القبول لفترة بخسارة أراضيها المحتلة.
مئات آلاف الضحايا
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية تكبدت أكثر من 900 ألف 906500 قتيل وجريح منذ فبراير 2022.
وقدر حلف «الناتو» عدد الضحايا الروس بأكثر من 600 ألف قتيل وجريح، فيما أعلنت كييف، أن أكثر من 722 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا.
وأكدت القوات الروسية، أمس، سيطرتها على «بلدة نوفوسيليديفكا» في منطقة دونيتسك (شرق).
روسيا تبدأ إنتاجاً ضخماً لوحدات متنقلة مقاومة للإشعاع والصدمات
أفاد معهد الأبحاث التابع لوزارة الطوارئ الروسية، بأن البلاد بدأت في إنتاج كميات كبيرة من وحدات متنقلة مصممة لمقاومة مجموعة من التهديدات البشرية والكوارث الطبيعية من بينها الإشعاعات وموجات الصدمات.
وذكر المعهد أن وحدة «كيه.يو.بي-إم» تأخذ شكل حاوية مدعمة، وهي توفر بعض الحماية من الإشعاع والشظايا والحطام والحرائق.
وأضاف أن الوحدة القياسية مصممة لاستيعاب 54 شخصاً مع إمكانية توسيعها.وبحسب بعض المسؤولين، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تتجه إلى مرحلة قد تكون الأخيرة والأشد خطورة، إذ تحقق قوات موسكو تقدماً أسرع من أي وقت مضى منذ بداية الصراع في العام 2022 فيما يبذل الغرب جهوداً كبيرة لدعم أوكرانيا.
ولم يربط المعهد هذه الخطوة بأي أزمة حالية رغم أن الإعلان تزامن مع موافقة إدارة الرئيس جو بايدن على السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أميركية بعيدة المدى داخل روسيا.